ماذا يهمنا اولاً .. نشيد الديمقراطية .. أم نشيد الرغيف .. ؟ .
09/03/2025




.ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .. لكنه لا يحيا بلا خبز ..  جرس انذار يقرع بصوت لم يعد خافتا .. 

                                                 

كتب أسعد عبود لسيرياستيبس :

 بكل الأحوال لا تنافس بينهما عندنا .. وكلاهما ينذر بالخطر !! في البقاع السورية كلها .. يقبع الاستثمار و الانتاج والاقتصاد و التنمية في أسوأ المواقع .. و ينعكس ذلك بصورة واضحة على  توفر شروط الحياة الصحيحة السليمة المستقرة .. و ينذر بما هو اسوأ في تأمين الخبز والصحة و الدواء .. و حتى الماء .. !! ولا  تبدو مشاعل مسيرة مظبوطة التوجه ، تمضي في هذا الاتجاه .. المسألة لم يعد ينفع معها القول و " النهر " بأننا صبرنا عشرات السنين .. ألم يعد بإمكاننا الصبر بعض الوقت ..!! ؟
 يمكن أن ظهرت اشارات تدل على الحراك الصحيح الذي يرسم واقعاً ملموساً على الأرص.. أين هو ؟ و بماذا يتمثل .. ؟ انخفاض اسعار الدولار ..؟؟ إنها دربكة لا تنفع بشيء و تنذر بأخطاركبيرة قادمة .. لو كانت ستنفع لظهرت لها آثار أوضح بكثير في الشوارع و الميادين .. والخشية كل الخشية من ظهور حالات تأزم في ضرورات الحياة اليومية بما فيها الخبز .. لقد ارتسمت صورة العهد الجديد ، في الشأن الاقتصادي ، من صورة متفائلة لمساعدات كبيرة من اشقاء و اصدقاء ستصل وعقوبات كثيرة سترفع عن كاهل الشعب السوري .. وفي الحالتين - بالوعد يا كمون - و إن ظهر تحقق للوعد ، تراه بطيئا خفيفا تكاد لا تدركه  .. فإن تليت صفحاته ستسأل مرارا أين آثاره .. سمعنا عن دعم طاقة مباشر عن طريق الربط الكهربائي و آخر قادم عبر البحار .. و حالنا من سيء لأسوأ.. و رغم ظهور بعض التأثر على واقع السوريين خارج سورية من ناحية الاقتراب من الهدف الاستراتيجي المتمثل بالعودة المنشودة للمهاجرين ومنهم كثيرون مهجرون بحكم سوء الامان الشخصي و الجمعي و السياسي , فقد شكلت اعداد العائدين رقماً متواضعاً نسبياً مع الاعداد الكبيرة للمهاجرين .. و التقديرات أنّ أعداد العائدين وصلت نحو ٣٠٠ ألف شخص مقارنة ب ٦.٥ مليون مهاجر .. ثم هناك الآن ما بشبه الحرنة اي الانخفاض الشديد في عدد العائدين .. و يخشى ان تتوقف حركة عودتهم ثم تعود أعدادهم الى التزايد مرة اخرى .. إلا اذا تحققت انطلاقة اقتصادية استثمارية لتشكل قاطرة لهم و استقطاباً .. أنا بصراحة أعول على الحركة الاقتصادية الاستثمارية أكثر من أي منطلق آخر .. عاملا الجذب والتقدم الثاني و الثالث ، هما الحرية و الديمقراطية .. و أظن أنّ ما تحقق حتى اليوم كان بفعل الحرية المتوفرة بشكل ما الى حد ما .. هناك حرية .. أما الديمقراطية .. فلا شك انها تخجل من اسمها .. و من عجز الادارة عن التوجه الصحيح السليم الثابت اليها .. و الاحداث الكارثية المؤسفة التي شهدها غرب سورية و المدن الساحلية في بضعة الايام الماضية  ترينا بوضوح اين نحن سياسيا " الديمقراطية " و اقتصاديا بالتأكيد .. و بالتالي إداريا أيضا .. فهل ممكن نكران تأثير تسريحات العمال و فقدان الوظائف و تعثرات الرواتب و المعاشات التقاعدية على ما جرى .. وبعيدا عن التقديرات و التحقيقات و ما يمكن أن تصله .. من المؤكد أن ثمة احتقاناً ناجماً عن الفقر و الحاجة الشديدة.. التي قد تشتد أكثر في الايام القادمة .. مما يترك الابواب مفتوحة لعبث من يريد أن يعبث .. إن لم يكن بالحراك العنيف و التأثير بالأمن المباشر للأفراد و الأسر  و المجتمع ككل ..ولا بد من استخدام كافة الإجراءات لمنع وقوع ذلك و منع تفاقمه .. فيمكن أن يكون باللعب تحت الستار و الارتباط باي مصدر يقدم ما يساعد على وقف شد الاحزمة المضني .. 
لذلك ... أرى : الاقتصاد أولا و سريعا .. ثم الديمقراطية أو اذا شئت الادارة الديمقراطية .. وهما عاملان شديدا الترابط .. لكن الاقتصاد أولا .. ومن ثم الديمقراطية وهي الحامي الأهم للانجازات الاقتصاية .. وليست مهمتها الدخول لصناديق الاقتراع و اختيار من يمثلنا .. بل من أهم مهماتها حماية المنجزات الاقتصادية .. و بالتالي ليست الديمقراطية مطلباً سياسياً اجتماعياً و حسب .. بل هي مطلب اقتصادي و لعلها أولا مطلب اقتصادي .. ولا تخجلون من أولوية رغيف الخبز للديمقراطية 
.. As.abboud@gmail.co



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=201194

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc