16 تريليون دولار الحصة المتوقعة للسفر من الاقتصاد العالمي عام 2035
06/11/2025
سيرياستيبس :
توقع تقرير "اتجاهات سوق السفر العالمي 2025"، الصادر عن "أكسفورد إيكونوميكس" والذي أطلق أمس الثلاثاء في معرض سوق السفر العالمي (WTM) بمركز إكسل في لندن، أن ينمو قطاع السفر بوتيرة أسرع من الاقتصاد العالمي بصورة عامة خلال الأعوام الـ10 المقبلة.
وذكر التقرير أن صناعة السفر ستسجل نمواً سنوياً بنسبة 3.5 في المئة، متجاوزة بذلك النمو الاقتصادي العالمي المتوقع بنسبة 2.5 في المئة سنوياً خلال الفترة نفسها.
وبحسب التقرير، فإن ارتفاع الحصة الدولية للسفر سيشكل عاملاً أساساً في هذا التفوق، إذ يتوقع أن تتوسع الليالي السياحية الدولية الترفيهية بمعدل يفوق ثلاثة أضعاف معدل السفر المحلي خلال عامي 2025 و2026.
وبحسب أبحاث مجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC) حول الأثر الاقتصادي لعام 2025، التي أجريت بالتعاون مع "أكسفورد إيكونوميكس"، من المتوقع أن تحقق صناعة السفر بحلول عام 2035 أكثر من 16 تريليون دولار على مستوى العالم، مما سيمثل نحو 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتأتي هذه التوقعات المتفائلة في ظل بلوغ الصناعة العالمية مستويات قياسية في عام 2025، مع توقع أن تتجاوز أعداد الوافدين الدوليين 1.5 مليار زائر، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل خلال عام 2019.
محركات النمو
عرض التقرير الأسباب الرئيسة لتوقعات نمو صناعة السفر، مشيراً إلى أن مزيداً من المسافرين سيتجهون إلى وجهات بعيدة ويحجزون فترات إقامة أطول، ويضيف أن النمو الاقتصادي المستمر في الأسواق الناشئة، خصوصاً داخل منطقة آسيا والمحيط الهادئ، سيسهم أيضاً في زيادة حركة السفر الكلية.
وعلى نطاق أوسع، يولي المستهلكون أولوية كبيرة للإنفاق على السفر، الذي يظل يشكل نسبة مرتفعة من إجمال المصروفات، على رغم ارتفاع الكلفة في عدد من مناطق العالم.
وبين التقرير أن المستهلكين باتوا يفضلون إنفاق أموالهم على التجارب بدلاً من السلع المادية، وتظل الفعاليات الحية محركاً أساساً لهذا القطاع، ويتوقع توسعاً في قطاعات الطيران والرحلات البحرية والإقامة الفندقية.
وأشار التقرير إلى وجود أكثر من 15 ألف طائرة جديدة في طلبات الشراء لدى "بوينغ" و"إيرباص"، وزيادة نشر الرحلات البحرية العالمية بنسبة تقارب ستة في المئة خلال عام 2025، وافتتاح أكثر من 500 ألف غرفة فندقية جديدة هذا العام، مع بناء مليون غرفة إضافية.
الذكاء الاصطناعي
شدد التقرير على أن المنصات الرقمية تواصل دفع عجلة النمو، مع تزايد شعبية وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات السفر عبر الإنترنت ومواقع التقييم.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح بسرعة محركاً رئيساً للطلب، إذ يرى ثلاثة أضعاف عدد المحترفين في قطاع السفر أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستساعد على زيادة الإنفاق السياحي بدلاً من تقليله.
وبحسب التقرير، فإن التقنيات الرقمية تلعب دوراً متنامياً في هذا التحول، إذ تساعد المسافرين على تصميم تجارب سفر أكثر تميزاً وتخصيصاً.
ووفقاً لأحدث مسح لاتجاهات السفر أجرته شركة "توريزيرم إيكونوميكس"، استخدم نحو 80 في المئة من المسافرين المنصات الرقمية عند التخطيط وحجز رحلتهم الدولية الأخيرة، بينما عدت وسائل التواصل الاجتماعي والمساعدون الافتراضيون مؤثرين بصورة كبيرة في تحديد خطط رحلات نحو 90 في المئة من المسافرين.
وبحسب المسح، فإن الحلول الرقمية تسهم في تحسين تجربة السفر أثناء الرحلة، من خلال التطبيقات وأدوات المراسلة الفورية وغيرهما من التقنيات الناشئة.
آفاق حذرة
أشار التقرير إلى أن السفر لمسافات طويلة سيكون محركاً رئيساً للنمو، إذ من المتوقع أن يستحوذ السفر بين المناطق العالمية على حصة أكبر من السوق الكلي، مدعوماً بتوسع الربط الجوي وانفتاح أنظمة التأشيرات.
ولفت التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط، وعلى رغم أنها تمثل حصة صغيرة نسبياً من السفر العالمي، فإنها تبرز كإقليم متفوق على الآخرين، ومن المتوقع أن تواصل هذا التفوق على باقي الوجهات.
وبين التقرير أن الاستثمارات الكبرى في الترويج السياحي وزيادة الطاقة الاستيعابية والبنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً السعودية والإمارات وقطر، تعد العامل الأساس لهذا النجاح، مع دعم جهود التنويع الاقتصادي بعيداً من الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري.
وأكد التقرير أن دول الخليج استضافت فعاليات رياضية وموسيقية كبرى، مع جدول حافل بالأحداث العالمية المستقبلية مثل كأس العالم "فيفا 2034".
أما في آسيا، فتبدو الآفاق قوية أيضاً، مدفوعة جزئياً بالطلب المتراكم من الصين والهند، إذ من المتوقع أن ترتفع الإنفاقات السياحية الترفيهية للمسافرين الصينيين بنسبة 93 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2025.
في المقابل، يتوقع لنمو السياحة في أوروبا أن يكون ثابتاً لكن أبطأ نظراً إلى حجم ونضوج القطاع، بينما تبدو الآفاق في أميركا الشمالية أقرب إلى الحذر، مع توقع انخفاض الوافدين إلى الولايات المتحدة بنسبة ستة في المئة خلال عام 2025، على رغم الاستفادة المتوقعة من استضافة كأس العالم "فيفا 2026" ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس 2028.
التحديات الجيوسياسية وضغوط الكلفة
مع ذلك، يشير التقرير إلى أن "التوقعات القوية لصناعة السفر تواجه خلال الوقت نفسه أخطاراً اقتصادية وجيوسياسية مباشرة". وأوضح أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنتها إدارة ترمب أدت إلى زيادة كلفة الأعمال، وهو ما يترجم بدوره إلى تضخم استهلاكي أعلى، مما يضعف القدرة الشرائية للأفراد على السفر والإنفاق.
وأكد التقرير أن استمرار عدم اليقين في شأن مستوى الرسوم الجمركية يثير مخاوف قصيرة المدى للشركات، خصوصاً تلك التي تعتمد على المسافرين الدوليين القادمين إلى الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن ضغوط الكلفة تبقى التحدي الأكبر أمام قطاع السفر، فعلى رغم أن السفر لا يزال أولوية لعدد من الأسر، فإن المستهلكين العصريين أصبحوا أكثر حرصاً على تقليل نفقات السفر، وبخاصة في الرحلات القصيرة الدولية.
وأكد التقرير أن التكنولوجيا تساعد في هذا الاتجاه، إذ توفر أدوات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اقتراحات حول أفضل توقيت لحجز السفر لتوفير المال، مما قد يؤدي إلى تقليص العوائد في بعض القطاعات.
وتيرة التغير
من جانبه، علق مدير فعاليات سوق السفر العالمي في لندن كريس كارتر تشابمان، قائلاً "مع تسارع وتيرة التغير في صناعة السفر، تدعم فعالياتنا وتقارير مثل هذا التقرير المتخصص المهنيين في القطاع لفهم الفرص والتحديات المقبلة".
ويضيف "يعكس تقرير ’اتجاهات السفر العالمية‘ موضوع هذا العام ’إعادة تصور السفر في عالم متغير‘، ويستعرض الموضوعات التي سيتعمق فيها خلال مؤتمراتنا، بدءاً من التنوع والشمول إلى الجغرافيا الاقتصادية والاستدامة والتكنولوجيا والاتجاهات الحديثة".
ورصد التقرير تدفقات السياحة العالمية لـ185 دولة وأكثر من 300 مدينة، اعتماداً على العوامل الاقتصادية واستجابة للأحداث الكبرى مثل الجائحة والحرب في أوكرانيا والفعاليات التجارية والرياضية الكبرى.
اندبندنت عربية
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=126&id=203526