سيناريو الرعب الأميركي يتقدّم: مكافحة الوباء أو تدمير الاقتصاد
25/03/2020



بسرعة قياسية، باتت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة عالمياً ضمن قائمة الدول الأكثر تعداداً للإصابات بفيروس «كورونا»، بعدما سجلّت حوالى 50 ألف إصابة مؤكّدة، أكثر من نصفها في نيويورك

يوماً بعد يومٍ، يرتفع عدد مصابي «كورونا» في الولايات المتحدة بشكلٍ مطّرد، وسط تراخي الإدارة الأميركية لجهة اتّخاذ إجرءات صارمة تَحدُّ مِن تفشّي الوباء. هَمُّ دونالد ترامب في مكان آخر؛ يقلقه الانكماش الكبير الذي يمكن أن يفوق في عدد ضحاياه «كوفيد-19»، كما يخشى إغلاقاً عاماً مِن شأنه أن يتسبّب بأزمة اقتصادية «تدمّر» البلاد! بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، فإن القلق «مشروع»، خصوصاً أن فرص نجاحه في ولاية ثانية، تعتمد، أولاً وأخيراً، على أداء أميركا الاقتصادي، قبل التوجّه إلى انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر

حصيلة وفيات «كوفيد-19» بلغت، حتى يوم أمس، 600 ، في حين ارتفع عدد الإصابات المؤكّدة إلى حوالى 50 ألفاً، وفق تعداد لجامعة «جونز هوبكنز».

يعني ذلك أن الولايات المتحدة اصبحت في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الدول الأكثر تسجيلاً للإصابات بالفيروس، خلف الصين وإيطاليا، بينما حذّرت منظمة الصحة العالمية، على لسان الناطقة باسمها، مِن أن البلاد ربّما تتخطّى قريباً أوروبا، وتصبح بؤرة الوباء الجديدة، نظراً إلى التفشّي المتسارع للمرض. واستناداً إلى العدد المؤكّد للإصابات، تبلغ نسبة الوفيات في هذا البلد 1.2%، علماً أنه يُعتقد أن الرقم الفعلي للإصابات أعلى بكثير مِن الحصيلة المعلَنة، ما من شأنه خفض نسبة الوفيات.

في نيويورك، بؤرة فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة، أعلن الحاكم أندرو كومو، أن عدد الإصابات المؤكّده يتضاعف كل ثلاثة أيام. وسجّلت نيويورك أكثر من 25 ألف إصابة، أي عشرة أضعاف الحالات المؤكّدة في كاليفورنيا، ثاني أكثر الولايات تضرراً بالوباء. واستناداً إلى هذه الأرقام، لفت كومو إلى أن معدّل الانتشار المرتفع، يعني أن الفيروس قد يبلغ ذروته في غضون «14 إلى 21 يوماً»، ما يجعل مِن الحصول على معدّات طبية أمراً ملحاً، بدءاً بأجهزة التنفس التي تطالب نيويورك الحكومة الفدرالية بتأمينها منذ أيام. وهذه الولاية التي تَعدُّ نحو 20 مليون نسمة، أمّنت، حتى الآن، 10 آلاف جهاز تنفّس، ولكنها تحتاج إلى 30 ألفاً إضافية على الأقل، لرعاية الأشخاص الذين يُتوقَّع أن يتدفّقوا إلى المستشفيات.

«البنتاغون»: الفيروس يمكن أن يؤدّي إلى فوضى سياسية في بعض الدول

وبرغم تفشّي الوباء، إلا أن ترامب يريد تخفيف الإغلاق المفروض في الولايات المتحدة في أواسط نيسان/ أبريل، لأنّ إغلاقاً مطولاً «يمكن أن يدمّر الاقتصاد الأميركي». واعتبر أن «انكماشاً كبيراً» يمكن أن يفوق في عدد ضحاياه فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة، مبدياً أمله باستئناف النشاط الاقتصادي سريعاً. وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «يمكن أن نخسر عدداً معيناً من الأشخاص بسبب الانفلونزا. ولكن قد نخسر عدداً أكبر إذا أغرقنا البلاد في انكماش كبير»، لافتاً إلى إمكان حصول «آلاف عمليات الانتحار».

في الإطار ذاته، قدّرت وزارة الدفاع الأميركية أن تستمرّ الأزمة الناجمة عن فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة «أشهراً عدة» على أن تعود الحياة إلى طبيعتها بحلول حزيران/ يونيو - تموز/ يوليو. وبحسب وزير الدفاع ، مارك إسبر، أثناء «مناقشة افتراضية» مع القوات الأميركية في العالم، فإنه بناءً على تجربة الدول المتضرّرة مِن الوباء، على غرار الصين وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ، «أعتقد أنه ينبغي علينا الاستعداد لفترة أشهر عدّة على الأقلّ»، بينما توقّع رئيس هيئة الأركان، مارك ميلي، «10 وربما 12 أسبوعاً»، بناءً على تجارب دول أخرى، مشيراً إلى «(أننا) سنخرج من الأزمة». وحذّر المسؤولان الأميركيان مِن أن الوباء يمكن أن يتسبّب في انعدام الاستقرار في بعض الدول، إلى درجة الى أن الأخيرة يمكن أن تشكِّل تهديداً للولايات المتحدة: «كل ذلك يمكن أن يؤدّي إلى فوضى سياسيّة في بعض الدول. يجب أن نبقى متيقظين». ولفتا إلى أن النقص في الأقنعة الواقية والقفازات وأجهزة التنفس ربما تكون له «تبعات شديدة على بعض الدول، يمكن أن تتخطّى المسألة الطبية». وأكد إسبر أن بلاده ستبذل قصارى جهودها لمساعدة حلفائها، لكن بالنسبة إلى «بعض الخصوم، كل ذلك يمكن أن يجعلهم يتصرّفون بطريقة يمكن أن يكون لها أثر على أمننا».

سيرياستيبس - الاخبار اللبنانية



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=110&id=180883

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc