الحصار يضعف الانترنت في سورية والتسلية الرقمية تحاصر أكثر من يحتاج الانترنت لعمله
22/01/2021




هذه المخاطر الكامنة في



سيرياستيبس :
حوارات حول العبودية في ثوب الحرية...... جزء 4
4- الحصار يضعف الانترنت في سورية والتسلية الرقمية تحاصر أكثر من يحتاج الانترنت لعمله
البطالة منخفضة في الولايات المتحدة وساعات الدوام في هذا البلد طويلة. مع ذلك، زادت فيها مدة "التسمر" على الانترنت وسطياً من ساعة واحدة و22 دقيقة عام 2012 إلى ساعتين وثماني دقائق حالياً. لذا من المتوقع أن يزيد حجم الإدمان في عالم نام لم يجد للبطالة حلا من عقود طويلة.
في بوست سابق على صفحتنا ذكرنا أن الإحصاءات تدل على أن فرص العمل كانت متركزة في الزراعة أو الصناعة وبالتالي كثافة العمل وضبط كمية الإنتاج المطلوبة يومياً لم تكن تسمح بالانشغال في التسالي أو الدردشات الجانبية التي تسمح بها عادة معظم أجواء العمل الخدمي. في العقود الماضية زادت سيطرة الخدمات وازدهرت في العالم النامي فرص العمل في الخدمات التي تتطلب "الدوام" أكثر من العمل. وقد ساهمت أجواء الحظر "الكوروني" وحملة "خليك بالبيت" في مزيد من الاكتئاب والحض على الإدمان الرقمي.
بعض المواقع تصرف مكافآت لناشر "الحدث" الرقمي (مقال، صورة، فيديو..) الذي يتجاوز مشاهدوه عتبة ما. ومع تزايد المنشورات -كثُر متابعوها أم قلوا- تكتسب الصفحة "قيمة" حقيقية تدريجية لمتابعيها ولصاحبها. وتشبه هذه القيمة شهرة المحلات التي يحصل مالكها على علاوة ("فراغ" شهرة) عند إعادة بيعها.
تعرف القوانين أو المعايير الصفحات "المؤثرة" بعدد متابعيها، لكنها لا توضح كيفية التعامل مع "الفراغ الرقمي". ولا يوجد حالياً أية قوانين محلية أو دولية تضمن لصاحبها حقوقه في حال حظرها من قبل وسائل التواصل أو حظر شامل لكل المتصفحين المنتمين لمنطقة معينة أو لبلد معين أو لشريحة معينة.
أدت ظروف الحرب والنوعية الرديئة للإنترنت لإجبار السوريين (خاصة ذوي الدخل المحدود) على قضاء أوقات طويلة أمام الشاشات في طوابير رقمية افتراضية بانتظار تحميل صورة أو فيديو أو مقال. وهنا الطامة الكبرى فقد تحقق إلهاء إضافي في الطوابير الافتراضية. ويؤثر إدمان المتسمرين امام الشاشة بقصد التسلية على عمل من يحتاج الشبكة لأعمال جدية وأبحاث وقضايا جدية وحيوية لعمله أو للمجتمع عموماً؛ وكلما زاد نشاط التسلية الرقمية زادت حدة الحصار على من يحتاج الانترنت لعمله. هل الحل بقطع الانترنت بشكل نهائي؟
بالتأكيد لا.. فالإنترنت للمجتمعات الحديثة ضرورة للعيش الكريم والتواصل مع تطور الحضارة الإنسانية. وبالتأكيد واجب الحكومة هو توفير البنية التحتية اللازمة لتلبية متطلبات الجميع. ولكن في ظل حصار جائر على العقول منذ عقود وفي ظل حصار على البطون في حرب غير مسبوقة على سورية تبقى الحوارات مفتوحة من اجل آفاق أسلم وأفضل للجميع.



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=126&id=186223

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc