سيرياستيبس :

بعد ما يقارب العشر سنوات من الحرب على سورية، بدأت تظهر على وسائل إعلام محلية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات لشركات خدمات تقنية (خاصة) تدَّعي بأنها تمتلك القدرة على تنظيم الطوابير المنتشرة أمام الأفران وصالات السورية للتجارة وغيرها، بما يساعد في تقليل وقت الانتظار وزيادة فعالية وإنتاجية المراكز الخدمية.

 إذ في الشهر السابع من العام 2020 أعلن عن تأسيس شركة (ز) الصناعية محدودة المسؤولية، تختص بتنظيم الطوابير افتراضياً، بما يسمح للعملاء بالانضمام للرتل من أي مكان وفي أي وقت، واختيار الخدمة المرادة من خلال الموبايل.

 الشركة -التي تحفظت أنباء آسيا عن ذكر اسمها- تقول وفقاً لملفها التعريفي “إنّ مهندسيها صمموا “نظام طوابير فريد وبعيد كل البعد عن أنظمة إدارة الطوابير التقليدية”. ذلك بهدف تقليص طول طوابير ووقت الانتظار لتحقيق التباعد الاجتماعي.

وتطلق هذه الشركة على نظامها اسم “كيو سيستم”، وتقوم فكرته على أن العميل يقوم بحجز مكانه في الطابور عبر الموبايل، في الفرن والكازية والمؤسسة والصراف الآلي، ثم يتابع موقعه عن بعد وحالة الرتل، إلى أن يحين دوره، حيث يرسل له الموظف رسالة الكترونية يخبره باقتراب موعده، فيأتي وينهي عمله بسرعة، دون الحاجة للانتظار بشكل فيزيائي.

لكن، مسؤولة التواصل في الشركة، رفضت الحديث حول تنظيم الطوابير افتراضياً، وقالت بإنَّ “الإعلان عن قدرة الشركة على تخفيف الازدحام وتنظيم الطوابير الكترونياً قديم”. مشيرةً، إلى أن تنظيم الطوابير افتراضياً يحتاج إلى دراسة، وليس موضوع اعتباطي.

وأكدت أن الشركة تختص فقط بنظام دور البنوك الخاصة، كأي أنظمة دور موجودة في أي بنك”، وأن ما نُشر على صفحة الشركة يتعلق بالبنوك الخاصة فقط. وأضافت أنّ موضوع الطوابير يخص الحكومة، وليس لشركتها علاقة به. وهو ما يتناقض مع البيانات الموجودة على موقع الشركة.

وبحسب ما هو مبين في إعلان الشركة، فإنها كانت تأمل من الحكومة أن تشتري التطبيق، وأن تعتمده في عمليات تنظيم الطوابير، في إشارة إلى أن هذه الطوابير سوف تصبح جزءاً من هوية المجتمع السوري، ولا يوجد حل لها في المدى المنظور.

ويشار، إلى أن الشركة كانت من أوائل الشركات التي ادَّعت أنها قادرة على تنظيم الطوابير افتراضياً، شرط شراء الحكومة لتطبيقها، لكنها اليوم تتراجع عن ذلك وتنفي علاقتها به، رغم وجوده في ملفها التعريفي (عقد التأسيس) وعلى موقعها الالكتروني، وصفحتها على الفيس بوك اللذين أُغلقا بعد تواصل “وكالة أنباء أسيا” مع مسؤولة التواصل في الشركة، ما يفتح الكثير من التساؤلات حيال هذه الشركة…أنباء آسيا