رجال أعمال على طاولات اختبار وطني..ورئيس غرفة يفتتح “بورصة التشاركيّة” بإيقاع صاخب
13/01/2020




سيرياستيبس :

علينا جميعاً أن نضطلع بمسؤولياتنا التاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى من أجل ترجمة كل قرار يتخذ في سبيل نهوض المحافظة وكل المحافظات السورية وان نكون يداً واحدةً لتحقيق الأهداف التنموية، فهنا يكمن مصدر قوتنا الحقيقي وعلينا أن نعمل بكل إمكاناتنا ومواردنا وقدراتنا الذاتية، وان لا ننتظر المساعدة من أحد خاصة في ظل ما تعانيه بلادنا من حصار وعقوبات”.

الحديث ليس لرجل تنفيذي أو محلل من النوع الموصوف بـ” الإستراتيجي” يستنهض الهمم ويطلق عبارات تعبوية..بل لرجل أعمال أثبت أنه، إن قال فعل، استطاع بالفعل أن يقرن بحذاقة بين مفهومي الرجل والأعمال، في سياق تطبيقات هذا المصطلح الذي بدا ضبابياً في بلدنا إلى حد كبير.

وسيم القطّان رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، كان صاحب حضور لافت في اجتماع ” تعبئة تنموية” ترأسه رئيس مجلس الوزراء في مبنى محافظة ريف دمشق، ونتج عنه حزمة كبيرة من القرارات الداعمة للتنمية في هذه المحافظة الكبيرة مترامية الأطراف..الجاهزة لتكون أكبر مجمّع إنتاج صناعي على مستوى البلد، و مضمار واسع للإنتاج الزراعي، بكل ما يحمله من ميزات نسبيّة في هذا البلد الحافل بالميزات.

قبل تصريح القطان عقب الاجتماع، كان الرجل قد أعلن أمام الحضور التبرّع بمعدّات و آليات هندسية للمحافظة، لزوم تهيئة البنى التحتية للانطلاق نحو الأفق التنموي الجديد في المحافظة، الذي تم رسم خارطته خلال الاجتماع.

أي ربط القطان قوله بفعل سابق..هو الرجل الذي لمع اسمه كصاحب يد بيضاء، يتلمّس أوجاع الاقتصاد و المستهلك، من خلال مبادرات طيبة..من دعم الليرة إلى إشراع صالات البيع بسعر الكلفة لتشكيلة واسعة من السلع الأساسية أمام المواطن، وسلسلة مبادرات لا يرغب هو شخصياً بالحديث عنها..وكانت تجربته في مجمع يلبغا بدمشق ذات صدى واسعاً، حلم الجميع أن تنتقل بالعدوى إلى كل المحافظات السورية.

بالفعل في زمن الحرائق لا يجوز أن يقف السكان متفرجون على رجال وسيارات الإطفاء..و إن حصل فنكون أمام أزمة هي أخطر من الحريق ذاته، فالحريق يعني حالة هلع وفزع..من شأنها استنفار الجميع للمشاركة في إخماده، و إن وجد من أطلق العنان لحالة استرخاء أمام كل حالات الشّد العصبي، فلا بدّ من علامات استفهام كثيرة حوله.

هو مثال بسيط، لكنه الأكثر موضوعية ودقّة لمقاربة، موضوع المشاركة المجتمعية والتشاركية بين كل قادر على فعل شيء، لإطفاء الحريق العملاق الذي أنتجته الحرب على سورية، والذي درجنا على تسميتة بـ ” الأزمة”..

الدور الاجتماعي والتنموي لرجل الأعمال.. أو “المسؤولية الاجتماعية والتنموية” التي بدت إشكالية بالفعل في بلدنا إبّان الأزمة والحرب..حيث هرب من هرب من مالكي الثروات، وتنحّى من تنحّى منهم جانباً، والبقيّة ليسوا كثراً، كان رئيس غرفة تجارة ريف دمشق من أبرزهم، بل أبرزهم، بمبادراته و استثماراته الحيوية، هو صاحب القناعة التي عبّر عنها في أكثر من اجتماع رسمي، بأن رساميل قطاع الأعمال يجب أن تكون جاهزة، لإنعاش البنى التنموية، حتى الأصول الحكومية المعطلة، على رجال الأعمال إحياؤها و إنعاشها.

لن نتحدّث عن ظروف الاستقرار والرخاء، بل عن ظروف الأزمة..والأزمات تكشف معادن الرجال، فقد قيل في المثل العربي القديم ” يعرف الرجال في الشدائد لا على الموائد”..فقد كان لـ” موائد سورية” رجالها في زمن الاستقرار..لكن معظمهم تبخّر مع أول شرارة أوقدت ” الحريق الكبير”، وغادر بأمواله ودسم موائد الاستثمار في سورية..وبقي ” رجال الشدائد” ممن يساهمون الآن في إطفاء الحريق، ورئيس غرفة تجارة دمشق خير مثال.

الخبير



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=178577

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc