علينا الاعتماد على قدراتنا .. فأملُ إبليس بالجنة أوفر حظّاً من أملنا بالأمريكان ..
خسائر سورية من العدوان عليها أكثر من أكبر موازناتها بمقدار 32 ضعفاً في قطاع النفط وحده .. !!



لا توقّف لقانون قيصر رغم فشله ..


نتيجة بحث الصور عن حقول القمح في الجزيرة السورية


 

خاص لسيريا ستيبس – علي محمود جديد

رقمٌ مذهل هو ذلك الرقم الذي وصلت إليه الخسائر التي مُني بها القطاع النفطي في سورية منذ بداية الحرب عليها وحتى الآن، وهي خسائر ناجمة عن التخريب المتعمد لآبار وحقول النفط والغاز ونهبها وتعطلها وما فاتنا من واردات كانت مقدرة وأرباح محتملة، أو شبه مؤكدة.

هذا الرقم البالغ / 91 / مليار و / 500 / مليون دولار والذي كان قد أعلن عنه وزير النفط المهندس بسام طعمة في مجلس الشعب مؤخراً كخسائر مباشرة وغير مباشرة للقطاع النفطي، يعادل اليوم نحو / 274 / تريليون و / 500 / مليار ليرة سورية، ما يعني أنه يوازي أكثر من ( 32 ) ضعفاً لحجم أكبر موازنة عامة للدولة في سورية، وهي موازنة هذا العام البالغة / 8500 / مليار ليرة سورية ..!

والأنكى من ذلك أن طيران ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، قام لوحده بتدمير معدات نفطية بقيمة / 3 / مليارات دولار، أي ما يعادل نحو / 9 / تريليون ليرة سورية، أي أن هذا التحالف لوحده ( تفضّل ) علينا بتدمير معدات نفطية تصل قيمتها إلى حجم الموازنة العامة للدولة كلها لهذا العام لا بل وتزيد عن حجم الموازنة بمبلغ / 500 / مليار ليرة ..!

هذا من جهة النفط وحده، فكيف عندما نضيف إلى ذلك مجمل الخسائر التي وقعت على الصناعة وقطاع الكهرباء والزراعة والثروة الحيوانية، وعلى النقل والمواصلات والاتصالات، والمدارس والمستشفيات، وما إلى ذلك ..؟!

وعلى الرغم من ذلك تتناقل الأنباء أن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن، لن تتهاون في تطبيق قانون قيصر الذي تم فرضه خلال عام 2019 بشأن سوريا.

لا ندري حتى الآن ما مدى صحة هذه الأنباء، ولكن من العجائب التي لا تكاد تُصدّق هي هذا التكالب الغربي الأمريكي والعربي التركي علينا، وكأننا هدمنا جدار الكعبة، أو خرّبنا أجراس القدس، أو حطمنا كاتدرائيات الفاتيكان، وربما هدمنا برج إيفل، أو كأننا عطلنا ساعة بيغبن، أو أغلقنا مضيق البوسفور، أو خرّبنا تمثال الحرية المزعومة في واشنطن ..!

نحن من الكثيرين الذين في سورية نستغرب ونكاد لا نصدق ما هي دواعي هذا الحقد كله على هذا البلد الجميل سورية، الذي لم يكن يوماً إلاّ منفتحاً على الجميع، ويريد الخير لهم، وحريص على إقامة أفضل العلاقات مع الجميع باستثناء الكيان الصهيوني، وفي الحقيقة هذه هي مصيبتنا الكيان الصهيوني، فلولا هذا الكيان الغاصب لكنّا في أحسن الأحوال، فأين سنعثر على الحل إذن ..؟ وكيف ..؟!

إن عشر سنوات من الحرب الجائرة المفروضة على سورية تؤكد بما لا يرقى إليه الشك بأن التعامل مع سورية بمثل هذه الطرق الهمجية من تدمير وتخريب وحصار هي غير مجدية على الإطلاق، ولا بد من اتباع الطرق الحضارية بالقنوات الدبلوماسية والحوار، الأكثر جدوى، والأكثر انسجاماً مع النوازع البشرية.

فمن هو صاحب الحظ اليوم من أعداء سورية يستطيع القول بأنه قد حقق المكاسب التي تجعله متمسكاً بهذه الطرق اللاأخلاقية تجاه هذا البلد ..؟ في الحقيقة لا أحد، وقد بدأت الاعترافات تتوالى، من طريدة حمد بن جاسم إلى الفشل الذريع الذي تحدث عنه مؤخراً روبيرت فورد، وإلى ما كشفه جيفري فيلتمان،​ بأن السياسة الأمريكية في ​سوريا​، فشلت في ​تحقيق​ نتائج ملموسة إزاء أهداف ​واشنطن​ باستثناء هزيمة “داعش” الإرهابي.

إذا كانت هذه هي النتيجة الوحيدة التي حققتها واشنطن ( هزيمة داعش ) فهذا يعني بكل وضوح أنها لم تحقق شيئاً من النتائج التي تسعى إليها، فهي الأدرى بمن هزم داعش، وهي الأعلم بما فعلته للحفاظ على هذا التنظيم الإرهابي، الذي ليس إلاّ جيشاً أمريكياً صنعته بطبعةٍ مختلفة.

اليوم لا ندري إن كانت غرائز التدمير والخراب ستقف عند هذا الحد من القصاص الاقتصادي لمواقف سورية وإصرارها على كرامتها وسيادتها وحقها في العيش والقرار ..؟ فتدمير أكثر من / 32 / ضعفاً لأكبر حجم موازنة عامة للدولة من القطاع النفطي فقط، يعرف أي مجنون أنها كافية لإعادة الحسابات، وأنها طرائق غير مجدية، ولم تؤثّر إلاّ على سواد الشعب الذي يتذوّق مرارة الأزمات، والتي تزعم أمريكا أنها معه .. فأية معيّةٍ هي هذه ..؟!

صحيح أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية – بالطاقم الجديد – قال : إن الإدارة الجديدة أخذت على عاتقها أمراً مهماً في تطبيق قانون قيصر، بألا تستهدف خطوط التجارة أو المساعدات أو الأنشطة الإنسانية للشعب السوري، وذلك حسب الأنباء الواردة، غير أن هذا الكلام يبقى فضفاضاً بتأويلاته، فهم يصرون على الاستمرار بقانون أثبتت الدلائل والاعترافات فشله بتحقيق أهدافه، ولذلك – إن ثبُتَ أن الأمر كذلك فعلاً – فلا أمل، وعلينا أن نسعى دائماً لحماية اقتصادنا بقدراتنا الذاتية، فأمل إبليس بالجنة أكبر بكثير من الأمل الذي يمكن أن نعقده على الأمريكان.

 

 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=186426

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc