منتجات النحل.. تنوع يحتاج للدعم واستثمارات اقتصادية غائبة؟!
09/02/2021



 

 

 

 

سيرياستيبس :

رغم أن الظروف الحالية بكل أزماتها تفرض تعاملاً استثنائياً مع أية موارد اقتصادية، سواء الزراعية أو الصناعية، وخاصة في مجال استثمارها والاستفادة منها بشتى السبل، إلا أن ما يتم على أرض الواقع مغاير لهذه المعادلة التي من شأنها في حال تطبيقها أن تعطي نتائج إيجابية على الصعيد الوطني والحياتي داخل المجتمع المنهك اقتصادياً ومعيشياً، وتحت عنوان عدم التصنيع والاستثمار الأمثل، تضيع الموارد والمنتجات المحلية، وتهدر الجدوى الاقتصادية، كما يحصل مع المنتجات المتنوعة للنحل كالعسل والشمع، وحتى المادة السمية التي ينتجها، حيث تبقى لأسباب مجهولة خارج دائرة التصنيع والاستثمار رغم ما تشكّله من مورد اقتصادي ضخم بإدخالها دائرة الاستثمار الدوائي العلاجي أو التجميلي، فما هي التحديات التي تعترض هذا التوجه الاستثماري الصناعي؟ وهل لدينا فعلاً منتج قابل للاستثمار، أم أن القصة بأكملها مجرد محاولات لرمي الكرة في ملعب الجهات المعنية؟!.

 

استخدامات طبية
يرغب معظم النحالين بتحويل منتجاتهم إلى مواد دوائية وعلاجية وحتى تجميلية، وعدم الاكتفاء بتوزيعه كعسل خام فقط ، والمثير للاهتمام وجود اختصاصيين على مستوى عال من الخبرة في هذا النوع من التحويل لمنتج العسل، وهنا يبيّن لنا الخبير في منتجات النحل، وعضو في اتحاد النحالين السوريين ياسين قداح أنه تتم إقامة دورات تدريبية لجميع الراغبين في تعلّم جميع التطبيقات لمنتجات النحل، والاستفادة من التركيب الكيميائي للعسل الذي يحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات الهامة في تنظيم حركة الأعصاب والعضلات، كما يتم تأهيل المتدربين للتعامل مع جميع أنواع العسل، منها الغذاء الملكي الذي يعتبر مادة غنية بمحتوياتها بنسبة 40 إلى 50%، والدهون بنسبة ما بين 8و15%، والمواد المعدنية، ويحتوي أيضاً على حامض عضوي يمنع نشاط أنواع كثيرة من البكتيريا والفطر، كما يحتوي على هرمونات، حيث يتم توجيه المتدربين إلى طرق استخدام الغذاء الملكي، وأهميته في تنشيط أعضاء الجسم، وزيادة سرعة التحول الغذائي، ودوره في حالات الإرهاق والهبوط، ويضيف قداح: نعمل مع جميع المتدربين على التوجه العلمي لاستخدام المنتجات في تحسين الشهية، وزيادة الوزن، وتنظيم ضربات القلب، وزيادة مقاومتهم للأمراض المعدية، ولابد من الإشارة إلى أن غذاء الملكات يحتوي على استيل كولين الذي يوسع الأوعية، وأضاف: أما بالنسبة لحبوب اللقاح وغبار طلع النحل فإننا نعتمد في تصنيعه على نوع الأشجار التي يتغذى منها النحل، وتتكون حبوب اللقاح من مجموعة من المركبات الغذائية والطبية مثل الببتونات والجلوييولين، وتحتوي نسبة عالية من البروتينات والفيتامينات الذائبة والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية والأنزيمات، وهي ضرورية لنماء الكائن الحي، وتستعمل في حالات النحافة والتهاب الأمعاء الدقيقة وعسر الهضم، ومفيدة في التمثيل الغذائي، وزيادة كريات الدم الحمراء، ويمكن خلط 50 جم من حبوب اللقاح في حوالي 200جم عسل خلطاً جيداً لتناول ملعقة منها مع قليل من الماء في الصباح.

 

منتج عالمي
تعتمد العديد من الشركات العالمية على عسل النحل في صناعة وتركيب منتجاتها، حيث أثبتت تجارب بعض المؤسسات العلاجية أهمية حبوب اللقاح للأطفال المصابين بالأنيميا، فقد زاد عندهم عدد كريات الدم الحمراء، وزادت نسبة الهيموجلوبين، وذلك بعد شهرين من العلاج، كما تقوم بعض مؤسسات التجميل بإضافة مستخلصات من أنواع حبوب اللقاح عديمة اللون تكون غنية بالمنشطات مثل حبوب اللقاح لنبات الأوركيد والكاميليل إلى كريمات ومساحيق تجميل، ويتابع قداح حديثه ليؤكد أن في بلدنا نوعاً مميزاً من العسل المستخدم في المواد الطبية والتجميلية، ولكن لا يوجد تسويق منظم وعلمي لهذه المنتجات، ويعتبر تواجد هذه المواد والمنتجات في السوق قليلاً جداً مقارنة بما تصنعه باقي الدول من منتجات النحل، بل هناك عمليات تصدير لتلك المنتجات لأهميتها البالغة، خاصة أنها تعتمد على مواد طبيعية كمستخلصات حبوب اللقاح التي تستخدم في الأدوية المستعملة في التئام الجروح وتجديد الجلد المحترق.

 

سم العسل
من المهم كثيراً معرفة كل الأصناف التي ينتجها النحل ودورها في تركيب الأصناف المختلفة من المنتجات، منها سم النحل وهو الإفراز الناتج من غدة السم الملحقة بآلة اللسع في شغالة نحل العسل، وهو مزيج من سوائل مختلفة، وهي عبارة عن مركب بروتيني معقد، حيث يعتبر مستحضراً بيولوجياً معقداً يؤثر على الجسم بأكمله، ويزيد قدرته على المقاومة، إذ يتركب من حمض الأيدروكلوريك والفورميك.

 

الدكتور عصام العودة، عضو اتحاد النحالين، أوضح أهمية سم النحلة، وهو تركيب معقد من الأنزيمات والبروتينات والأحماض، ويستخدم كصنف من العقاقير، ويوجد أكثر من أربعة وعشرين منتجاً تحتوي على سم النحلة، حيث يبلغ إفراز السم أقصاه في الشغالات التي بلغت من العمر أسبوعين، إذ تخرج شغالة النحل من العين السداسية، ويكون كيس السم محتوياً على كمية قليلة منه، تتزايد الكمية حتى تصل ذروتها في اليوم الرابع عشر، ثم تضمر تدريجياً بدرجة بسيطة، ويقدر ما تنتجه النحلة الواحدة بحوالي 0.3 مليجرام، أما الاستشفاء فهو يستخدم لحالات التهاب الأعصاب وعرق النسا، وكذلك الآلام الناتجة عن رفع الأحمال الثقيلة، إذ يفيد الحقن تحت الجلد بسم النحل في الأماكن المؤلمة جداً، وكذلك يفيد في بعض الأمراض الجلدية مثل الطفح الدملي، وفي علاج الملاريا، وفي علاج تضخم الغدة الدرقية المصحوبة بجحوظ العينين، إذ تفيد لدغات قليلة من النحل بتحسن كبير في ورم الغدة الدرقية، واختفائه بعد مدة وجيزة.

 

دعم المنتج
نمتلك الخبرات العلمية القادرة على تحويل منتجاتنا من العسل إلى سلع عربية وعالمية، إلا أننا نفتقد لعمليات التسويق ودعم المنتج، حسب ما أكده العودة الذي قال في نهاية حديثه معنا: نعمل بشكل دائم مع الاتحاد وجميع الجهات المعنية لتحسين نوع العسل، أما فيما يخص عمليات تصنيع المنتج فلم يأخذ مكانته المناسبة في الصناعة رغم وجود جميع الشروط التي تساهم في ابتكار منتجاته، وهناك على سبيل المثال شمع العسل الذي يستخدم في علاج التهاب الجيوب الأنفية بمضغ قطعة من الشمع التي تكون بحجم قطعة اللبان العادية لمدة ربع ساعة، مع تكرار العملية بقطعة جديدة كل ساعة للوقاية من الرشح بصفة عامة، ويرى عودة أن الاستثمار في منتجات العسل يحقق نتائج جيدة على المستوى الاقتصادي، ولكن إلى الآن لم يتم الاهتمام بشكل كامل بمنتجات العسل!.

 

ميادة حسن 

 
 



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=186478

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc