متى تحتفل المؤسسات بيوم «الخيانة»؟
24/03/2021





كلمات وعبارات عن الفساد جديدة - موقع محتوى


كتب الدكتور سعد بساطة:

مر منذ نحو أسبوع يوم 15 آذار، المعـروف بيوم الخيانة في الذاكرة؛ ففيه (44 ق.م) أقدم رفاق قيصر روما، يوليوس قيصر، على اغتياله طعناً في مجلس الشيوخ. وجاءت الطعنة التي أجهزت عليه من أقربهم وأحبهم إليه: «بروتوس». فخاطبه معاتباً، وهو يهوي إلى الأرض: «حتى أنت يا بروتوس؟».
في الديانات والأساطير والآداب الشعبية تحتل الخيانة موقعها الذي لا تنافس عليه: ذروة الخساسة أو قعرها. خيانة الوطن، أو خيانة العائلة، أو خيانة الصداقة، أو خيانة الأمانة بمؤسسة ما.
مفهوم الخيانة حسب اتفاق علماء النفس على وضع تعريف مُحدد لها أنها تعني: نقض العهد أياً كان نوعه، والخيانة هي تصرُف مذموم ولا أخلاقي لدى جميع الأديان وجميع الثقافات لأنها تنعكس بشكل سلبي على المحيطين بالشخص الخائن، لأنه يُعتبر شخصاً غير جدير بالثقة والأمانة.
الخائن: هو شخصٌ أنانيّ لا يُراعي مشاعر غيره، فهو يتصرّف تبعاً لمصلحته التي يُفضلها على كُل الأشخاص من حوله مهما كانوا مقربين منه، ولا يضع اعتباراً للثقة التي قد يمنحه الشخص إياها. ومن الأسباب التي قد تدفع الشخص للخيانة هو بُعده عن الأخلاق، وغياب الضمير سببٌ رئيسي لدفع الشخص نحو خيانة العهد مع الطرف الآخر، كما أن انتشار الرذيلة وعدم الشعور بالذنب عند ارتكاب الأخطاء من أهم الأسباب التي تُؤدّي إلى قبول الشخص بخيانة غيره.
سأركـّز عـلى خيانة المؤسسة التي يعـمل بها الموظف/ المدير؛ وقد يعتبرها الكثيرون من أصعب أنواع الخيانة لأن فيها دماراً للكثير من الأشخاص داخل المؤسسة ولا يقتصر تأثيرها على عدد مُحدد، ومن الأمثلة عليها:
الإخلال بالواجبات؛ الاختلاس؛ الإهمال؛ المحاباة؛ تحويل المؤسسة إلى مزرعـة.. والأوصاف لا تكاد تنتهي.
وقد يختلف مفهوم الخيانة من شخصٍ لآخر تبعاً لطريقة تفكيره، ويجد مبررات لسلوكه «أنا أعـمل عـلى قد الراتب»!
وحتى نتجنب الخيانة من قبل الآخرين علينا أن نعرف فيمن نثق، لوضع مؤسستنا بيده إلا بعد التأكد من أنه جدير بهذه الثقة، ولا يُنصح أيضاً بالثقة الكاملة في أي شخص بل يجب أن تكون الثقة ضمن حدود حتى لا ينصدم أحد الطرفين بخيانة الآخر، فالخيانة تُشكل صدمة لكُل من يتعرض لها من الآخرين.
بعد قرون كثيرة جاء آينشتاين ووضع النظرية النسبية التي غيرت العالم وأصبح كل شيء يحتمل الخطأ والصواب، ليس حسب الأبعاد وإنما حسب الظروف/ الزمن، ما هو صحيح بالنسبة لـفلان يمكن أن يكون خطأ بالنسبة للآخر على اعتبار أن كلاً منهما يراه حسب وجهة نظره وميوله وذائقته واعتقاده وعُقده، وفوق كلّ هذا، أصبح الزمن كفيلاً بجعل الصواب خطأ والخطأ صواباً، بسبب تغير الأشخاص الذين يقيّمون الموضوع، كأن يموت (س) مثلاً ويعهد لـ (ع) بتقييم الوضع، أو العكس.
كيف نميز الأبيض من الأسود إذاً؟ وما هو تعريف الخيانة؟
مهلاً إنها: «انتهاك عقد أُبرم بين طرفين». التعريف، كما نرى، ليس كافياً، لكن ما تمّ إغفاله في التعريف جرى تداركه في التفاصيل.
الطابور الخامس: أطلق هذه العبارة الجنرال قائد القوات الزاحفة على مدريد، وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار، فقال حينها إن هناك طابوراً خامساً يعمل مع الوطنيين لمصلحة جيش الجنرال فرانكو، ضد حكومة الجمهورية ذات الميول الماركسية.
«قال الرب: قابيل، أين هابيل أخوك؟ فقال: لا أعلم، أحارس أنا على أخي؟ فقال: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ من الأرض».
هذه أول خيانة في التاريخ البشري، قابيل هو من قام بها وجابه الرب بتعنّت واضحٍ، وهذا دليل على أنه يعتبر نفسه مظلوماً ويملك سبباً لما قام به، حين رُفض قربانه وقُبِل قربان أخيه.



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=131&id=187011

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc