مربو الأبقار يعانون ارتفاع سعر الأعلاف وينتظرون تعويضات النافقة
02/02/2021



 

 

 

 

سيرياستيبس :

لم يعد مشروع تربية الأبقار مجدياً للمربين الذين يعانون ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير في السوق السوداء ليصل إلى /41/ ألفاً للكيس زنة 50 كغ، وقلّة المادة بشكل كبير في الدورة العلفية، ما يكبدهم خسائر جمّة، إضافة إلى عدم التعويض لهم إثر جائحة مرض التهاب الجلد العقدي “الجدري” الذي أصاب القطعان منذ سبعة أشهر، ما أدى إلى إحجام الكثير من المربين عن التربية بشكل انعكس على الناس الذين بات من الصعب عليهم شراء كيلو حليب واحد بعد أن وصل سعره إلى أكثر من ألف ليرة!.

 

توفر العلف الحر
تحدثنا مع بعض المربين الذين تقاطعت شجونهم وهمومهم بالحديث عن مشروع أقل ما يقال عنه حالياً إنه خاسر، والبداية مع مربي أبقار منذ عشرين عاماً، لديه حالياً أربعة رؤوس، حيث أكد أن مشروع تربية الأبقار يؤمّن دخلاً جيداً إن تمّ تأمين العلف من الجهات المعنية وتوفرت مستلزمات التربية، مشيراً إلى وجود الأعلاف في السوق الحرة في الوقت الذي تقلّ فيه وتغيب أوقاتاً كثيرة عند الجهة المعنية. وبيّن هذا المربي أهمية مشروع تربية الأبقار، إذ تتمّ الاستفادة حتى من روثها في عملية تسميد المحاصيل والأشجار المثمرة، ويتمّ بيع الفائض لأهالي القرية، فكيس زنة 15-17 كيلو يباع بـ 400-500 ليرة، وتصل تكلفة إنتاج كيلو الحليب إلى 800 ليرة لأن العلف من السوق الحرة يباع بـ 900-1100 ليرة، لافتاً إلى أن التسعير يخضع لاتفاق بين المربين لتوحيده، ومن خلال الاتفاق مع سيارة يتمّ تسويق الحليب إلى المعمل أو للأهالي المتعاقدين مع المربي، كما يمكن أن يتمّ التسويق إلى القرى المجاورة.
وأضاف أنه في الدورة العلفية لم يحصل المربون على أكثر من مئة كيلو علف ولمدة شهرين، مشيراً إلى أن العلف الذي يتمّ منحه من الجهات المعنية غير كافٍ، كما أن الخلطة أحياناً تكون جيدة وأحياناً لا، ففي الدورة العلفية يمنح المربي كيس علف واحداً زنة خمسين كيلو بسعر 19250 ليرة على مدى شهرين وهو غير كافٍ إطلاقاً، فالبقرة تستهلكه بثلاثة أيام، مبيناً أن الحاجة الفعلية في الدورة العلفية 250-300 كيلو كحدّ أدنى، لافتاً إلى أن ما يهمّ المربي هو زيادة كمية العلف ليتمّ الاستغناء عن السوق السوداء وابتزازها الدائم واستغلالها حاجة المربين للمادة، حيث تبيع كيس العلف زنة خمسين كيلو بـ41 ألف ليرة.

 

وعرض المربي صعوبات التربية، مشيراً إلى الغلاء الفاحش لأدوية البقرة عند مرضها، ولاسيما لقاح الولادة الذي يأخذ ثمنه الطبيب البيطري، علماً أنه يستلمه من دائرة الزراعة مجاناً، حيث تصل قيمة اللقاح إلى سبعة آلاف ليرة، كما أن توزيع العلف من الدولة يتمّ من خلال إحصاء قديم وهذا ظلم، لأن العدد قد يطرأ عليه زيادة أو نقصان، مطالباً بأن يتمّ التوزيع كل عام وفق بيانات جديدة.

 

خسارة مشروع.. ودين للمصرف
يشرح مربي آخر معاناته بعد أن سحب قرضاً بقيمة مليوني ليرة عام 2018 لشراء وتربية بقرة، لكنه خسرها نتيجة مرض جدري البقر، وهو حالياً أمام همّ إيفاء دين للمصرف، إذ يؤكد أن الخسارة ليست له وحده إنما حال الكثير من المربين الذين دفعوا أكثر من 400 ألف ليرة عند مرض البقرة ونفقت ولم يُعوّض لمربٍ واحد في كل القرية.
وهنا يطالب المربون بدعمهم من خلال قروض زراعية متوسطة غير مشروطة، فالقرض تكلف معاملته 40 ألفاً، وأن يكون الترخيص الإداري عن طريق البلديات لمن يملك حظيرة، وذلك لتسهيل عملية الشراء والتشجيع على التربية، وتأمين الأعلاف وزيادة الكمية والتعويض لمن نفقت أبقاره كونها مصدر رزقه الوحيد.

 

لم يتم التعويض!
وعلى مستوى منطقة الدريكيش توجد /3526/ بقرة حسب إحصائية عام 2019، ووصل عدد الأبقار النافقة إلى /111/ بقرة لـ/94/ مربياً لم يتمّ التعويض لهم حتى تاريخه، وذلك وفقاً لـ عزت أحمد رئيس الرابطة الفلاحية في المنطقة، مشيراً إلى أنه تمّ رفع كتاب عن طريق اتحاد الفلاحين إلى الجهات المعنية ليتمّ التعويض للمربين أسوة بالمتضررين من الحرائق، لكن لا ردود حتى الآن، متسائلاً: أليست البقرة مصدر رزق للمربين كما البساتين والمحاصيل التي احترقت؟. وأردف أحمد: لم تُفتتح دورة علفية حتى تاريخ 24/11/2010، مبيناً أنه خلال هذه الفترة لا توجد مؤشرات لشراء أبقار بعد ارتفاع سعر العلف وعدم التعويض للأبقار النافقة بسبب مرض الجدري وارتفاع سعر كيلو الحليب.

 

22  مزرعة أبقار
يبلغ العدد الإجمالي للأبقار على مستوى المحافظة نحو /31928/ رأساً، منها /19331/ بقرة حلوباً، والباقي عبارة عن عجول وعجلات يتوزع أغلبها في منطقة طرطوس وصافيتا، وفق المهندس محمد حسن، رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في زراعة طرطوس، مبيناً أن معظم الأبقار أبقار محسنة، إضافة لوجود أبقار أجنبية مستوردة من عرق الهولشتاين، ومع وجود مزارع خاصة للتربية إلا أن معظمها تربية فردية، وبلغ عدد المزارع المرخصة العام الماضي /22/ مزرعة لتربية الأبقار الحلوب وتسمين العجول.
ومن شروط إقامة المبقرة البعد عن حدود التنظيم /200/ متر، وعن حراج الدولة 35 متراً، وعن مزارع الإنتاج الحيواني (مداجن ومباقر) 50 متراً، كذلك البعد عن المنشآت السياحية والعسكرية /1000/ متر، والبعد عن المدارس والمستوصفات والمشافي /500/ متر، وعن المعامل ذات المنشأ النباتي والمنشآت الخدمية /200/ متر.

 

وعزا حسن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وبشكل أساسي الأعلاف، وارتفاع أسعار الأدوية والمعالجات البيطرية، كذلك ارتفاع أسعار المواشي، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأخرى.

 

وللحفاظ على القطعان “المتبقية” وتنشيط التربية، اقترح رئيس الدائرة دعم مستلزمات الإنتاج وإقامة دورات علفية للمربين وتأمين قروض ميسرة لهم، وإيجاد أسواق لتصريف المنتجات الحيوانية، وإنشاء معامل لتصنيع المنتجات الحيوانية، وإنشاء مخابر تحليل في كل محافظة من أجل سرعة وسهولة تشخيص الأمراض.

 

تجاهل الرد..؟
يبدو أن أسئلتنا حول الدور الذي تقوم به مديرية الزراعة لدعم التربية، والتعويض على المربين الذين نفقت أبقارهم، لم ترق لها وبالتالي لم تتم الإجابة؟!.

 

وأخيراً.. يمكن القول إن مستقبل الثروة الحيوانية مهدّد بالانقراض إن لم تهتمّ الحكومة بدعم المربين، وتأمين الأعلاف بشكل ميسر ودائم وكافٍ.
دارين حسن



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=132&id=186401

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc