الاحتباس الحراري اخطر من الارهاب
29/11/2007



وصف عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ التغير المناخي على كوكب الأرض بأنه أشد خطورة من الارهاب، محذراً من أننا بوصفنا مواطنين في العالم، فإنه يقع على عاتقنا واجب تحذير عامة الناس من المخاطر التي نعيش معها كل يوم

في هذا الصدد قال ستيفن بايرز إن عقارب "قنبلة زمنية بيئية تمر سريعاً."

ووجه بايرز وعضوة مجلس الشيوخ الأمريكي أولمبيا سنو تحذيراً إلى قادة العالم، مؤداه أن "عليهم الاعتراف بأن التغييرات المناخية هو الشأن الوحيد المهم على المدى الطويل الذي يواجهه كوكب الأرض."

من منا لم يستغرب تلعثم مناخ الأرض وتقلبه بغير نذير بين قيظ قاس وبرد قارس، وبين فيضانات غامرة وموجات جفاف حارقة، أو بين أعاصير جامحة وحرائق غابات مهلكة؟ ومن منا لم يتساءل.. ماذا حدث ؟ وما أسباب انقلاب المناخ علينا بهذا الشكل المفاجئ؟ التفسير يتلخص في ظاهرة "الاحتباس الحراري"، أو احتباس الحرارة داخل غلاف الأرض الجوي ومن ثم سخونة سطحها بصورة غير اعتيادية.

هذه الظاهرة جديدة على المجتمع البشري، وإن لم تكن جديدة على كوكب الأرض، حيث طفت على السطح بقوة منذ بداية التسعينيات، وذلك عندما أصدرت الهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخي وهي هيئة علمية تابعة للأمم المتحدة تقريراً رسمياً يشير إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل متنام، ويشير أيضاً إلى أن ذلك يشكل خطراً بالغاً على مستقبل البشرية، بل على مستقبل كوكب الأرض بأكمله. ومنذ ذلك الحين والجدل والخلاف لم ينقطعا بين مشكك في حقيقة تلك الظاهرة وواقعية تداعياتها ومخاطرها المحتملة وبين مرجح لصحتهما، أو بين مؤيد للإجراءات المتخذة للحد منها وأهمها برتوكول كيوتو وآلياته المختلفة، وبين معترض على جدوى الحلول المقترحة وعلى تكلفتها الباهظة.

وإذا لم يتم خفض الانبعاثات الحرارية عالميا فان المعدلات الحرارية العالمية قد تتزايد بعشرة مرات أسرع من متوسط معدلات تزايدها اعتبارا من نهاية أخر عصر جليدي وحتى أيامنا هذه وفقا لتقديرات معظم العلماء وان حصل هذا فان مستوى المياه في البحار والمحيطات سوف يرتفع وتغمر المناطق الساحلية وسوف تضرب العالم موجات حرارية أكثر شدة وتكرارا ويتعاظم الطوفان في مناطق ويضرب الجفاف مناطق أخرى وتتكرر وتزداد حدة العواصف والزلازل والأعاصير بالإضافة إلى تزايد عدد وأنواع الأوبئة الزراعية التي ستؤدي إلى تناقص المحاصيل ويتسارع الانقراض البشري لأن البعوض الناقل للأمراض سوف يصبح في بيئة تمكنه من التكاثر كماو نوعا

كما حذر علماء البيئة من أن الاحتباس الحراري شارف مرحلة اللاعودة التي سيستحيل عندها تجنب ارتفاع منسوبات البحار وانتشار القحط.

 ويرى الكثير من الجهات الرسمية والعلمية أنه إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تفاقم تلك الظاهرة، والسير بخطى ثابتة نحو تغير مناخي سمته الأساسية ارتفاع درجة حرارة الأرض وما يترتب عليها من عواقب أخرى على الطبيعة.

ويبدو أن الاتجاه نحو هذه التغيرات يجري بمعدل أسرع مما كانت تتنبأ به المعطيات المناخية المعروفة، إذ تشير تقديرات علمية حديثة إلى أن درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية سترتفع بمقدار ضعف ما كانت تتوقعه الدراسات المناخية.

وقد يقود ارتفاع مستوى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المتزايد إلى الاندثار الكمي للغابات والارتفاع الكبير لمستوى مياه البحار. ومن شأن ذلك أن يزيد من وطأة التغيرات البيئية وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاج الزراعي في العالم وما يترتب على ذلك من مشاكل اقتصادية وتنموية وغذائية.

ويتفق الكثيرون من المختصين والمهتمين على أن إحراق الغاز الطبيعي والنفط والفحم مما يسمى بالوقود الإحفوري، فضلا عن الأشكال الأخرى من التلوث التي مصدرها البشر، لها

 ما المشكلة إذن؟ المشكلة علمية بحتة، هل الإنسان هو السبب في الاحتباس الحراري أم أن هناك عوامل أخرى مؤثرة؟ قد يرى البعض أن الأمر بسيط لكنه بالنسبة لي ليس بسيطاً لأن هذه القضية أصبحت مؤثرة في السياسة والاقتصاد ومؤثرة حتى على مستقبل ملايين الناس في مختلف دول العالم

تقول التقارير الصادرة في هذا المجال أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك ما يقرب من 130 مليون سيارة تنفث من الكربون ما يعادل كل ما ينفثه كامل الاقتصاد الياباني فهناك مثلاً إمكانية لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة البديلة كالرياح أو الأشعة الشمسية هذه الطاقة التي تسمى بالطاقة الخضراء والنظيفة ويمكننا أيضاً استخدام النقل العام بدلاً من اعتلاء كل منا سيارته العامة أو الخاصة وخفض عدد الرحلات غير الضرورية في السيارات والطائرات ويمكننا إغلاق صنابير وترشيد استخدامها وهكذا أيضاً بالنسبة للإضاءة التي يمكن الاستغناء عنها

 كما ان ارتفاع درجة الحرارة في حوض البحر المتوسط والتي أدت لتزايد الأسماك والأعشاب الاستوائية في مياهه.

يُشار إلى أن انتقال أسماك وأعشاب استوائية إلى شرق المتوسط ظاهرة معهودة منذ شق قناة السويس في مصر عام 1869. لكن هذه الأنواع تمثل اليوم 80% تقريبا من 550 صنفا دخيلا بحوض المتوسط.

وقال عدد من العلماء إن حرارة مياه المتوسط ارتفعت درجة واحدة خلال العقد الماضي. من جهة أخرى كشفت لجنة المتوسط أن درجة الحرارة ارتفعت في أعماق البحر بمعدل 0.3% درجة مئوية بين عامي 1985 و2000، وفقا لتحاليل أجريت عند مستوى مضيق جبل طارق.

اعداد خولة غازي



المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=160&id=202

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc