أن نرجعها كما كانت ..هذا انكسار !!

و العالم أيضاً .. كل العالم .. يحتاج إعادة بناء .. إذا كنا نسعى اليوم للخروج من الحرب التي فرضت علينا ممتشقين سيوف اعادة البناء المرجوة .. فقد خاض العالم حروباً عديده .. كانت توصله دائماً إلى ضرورة اعادة البناء .. و ما ذاك الذي تعلنه شوارعه اليوم تحت يافطات عديدة " المناخ .. البيئة ... وقف الانبعاثات الحرارية ... الخلاص من خناق كورونا .. و غيرها .. " إلا يافطات تؤكد فشل البناء بهذا الحجم أو ذاك .. و ليس العلاج بشديد السهولة .. لذلك نسمع هذه الدربكة .. و نشهد وصلات الرقص لزعماء العالم في الصالات و الساحات و المؤتمرات الدولية .. لترتجف فرائص خزائنهم أمام متطلبات انقاذ الحياة على الكرة الأرضية .. ولا بد من اعادة البناء كي تتوقف آلة العبث بالأرض و الشجر و الحجر و الهواء و الماء .. و .. الخ ..
طبعاً نحن جزء من هذا العالم .. و لهذا الجزء راقصوه .. و ما زلنا نسمع جعجعة و لا نرى طحيناً .. !!! و لدينا أيضاً قضية بيئة مرعبة ... و تراجع مناخي مخيف .. و لدينا العجز و الفشل في الزراعة و الصناعة و التجارة مما يلزمنا بإعادة بناء يسبقها ابتكار عقلي جريء لشكل و آلية هذا البناء .. و كفانا نجتر مقولة" نعيدها كما كانت ..!! "
محاولة اعادتها كما كانت مهما صدقت فيها النيات ، و هي حتى اللحظة غير صادقة .. أولاً هو عجز و ادعاء .. و ثانياً هو انكسار و استسلام ..
على أن ما يشهده العالم اليوم من تحديات تفرض عليه العودة إلى الأرض و الانتاج في ظل البيئة النظيفة .. يعطي لبلد مثل بلدنا الفرصة لبداية جديدة وفق ما اقتضته حالة العالم .. فلنزل الردم و الانقاض من أذهاننا .. و لنرى من أي الطرق سنعبر .. لنشكل في الوقت ذاته البناء الجديد متخلصاً من شروط الماضي الظالمة .. فلا عودة للماضي ..
فهل ستنهض مؤسساتنا العامة و الخاصة من غفلتها لتواجه الحالة مزدوجة الوجوه المطلوبة .. بوجه نعيد تفعيل طاقتنا الحيوية و الاقتصادية ... و بالوجه الآخر نسهل لها فرصة العمل ضمن شروط الصحة و التصحيح .. يعني هل نبني أو نرمم معملاً مثلاً .. أو منشأة أو نزرع حقلاً .. لنعيد فيها المشاكل نفسها التي كانت ولاسيما من ناحية مراعاة الحالة البيئية و شوط المناخ .. ؟!
حتى الآن تجري الأمور بلا جديد في هذه الصورة .. فمعظم المؤسسات رفعت يدها عن كل دعم لخدمة العمل الزراعي و الصناعي و الحرفي و النقل وفق شروط الصحة لهذا العمل ..
ليست الحرائق وحدها هي ما واجهته الزراعة السورية و ملحقاتها من مؤسسات صغيرة أو كبيرة حرفية .. بل هناك حرائق أنواع المبيدات الحشرية و الفطرية و الأسمدة و معظم مستلزمات الانتاج .. و لا أحد يرى ولا يسمع .. فاسمعوني