خاص لسيرياستيبس - كتب الاعلامي أسعد عبود :
وصف البنك الدولي حالة لبنان أنه يشهد أسوأ أزمة من نوعها يشهدها العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر .. و قال انها أزمة مدبرة من قبل طبقة النخبة .. و سماها كساد متعمد ..
لم يتحدث البنك الدولي عن أحد غير لبنان ..!! هو بالأصل غير متوفر دائمآ .. قصدي الحصول على رأيه و قراءته .. و من ثم توصيفاته و اتهامه .. ليس باليسير المتاح دائما. . بدها طلب و انتظار و يمين الوفاء من النخب خصوصا . و في مقدتها النخبة التي يتهمها اليوم بأنّها هي التي صنعت أزمة لبنان الراهنة ..
دائما لا حلول عند البنك الدولي .. فإذا وافق و دخل بلدا فمهمته الأولى أن يمنع أي شكل من أشكال الدعم للطبقات الشعبية الفقيرة .. و هو يتفاهم مع نخبه التي اتهمها هذه المرة في لبنان .. وقد يجعل منها الحارس القضائي على لبنان .
لم يقل البنك شيئا عن نخب بلدان أخرى ، ولا سيما الدول التي لا تمر باعتباراته . بل هو يخشى ان يشار لها في لبنان .. يعني دول تجاور لبنان .. سورية مثلا .. فهي كثيرا ما استعانت بالنخب نفسها .. و ساهمت هذه النخب بانشاء المحاولة الناقصة لإقتباس الأثر اللبناني. .
صحيح أنّ البنك الدولي لم يتهم بالمسؤولية إلا النخب في لبنان .. لكن ذلك كان لأن لبنان هو موضع البحث و لم يصل الوضع في سورية إلى مستوى الاهتمام بعد .. لكن النخب التي اتهمها البنك الدولى في لبنان هي النخب نفسها التي تولت حالتنا المالية ..!!.. و وصلت في الوصاية حتى مستوى القرار الحكومي ..!! نحن أيضا كدنا نستسلم للنخب التي يجري عنها الحديث .. وهي - أي هذ النخب هي التي شرعت أبوابنا و أسواقنا للانقياد للنخب اللبنانية !!
وتخلفنا عن الوصول بسبب صراع المصالح غير المرئية .. لكن ظلت النخب المالية السورية بأحسن الأحوال تابعة للنخب المالية اللبنانية . و كارثة المصارف اللبنانية هي كارثة لسورية أولا .. و نخبنا مسؤولة بالتبعية و بالتأكيد عما آلت له احوالنا المالية ..
يجب ألا نرمي كل شيء على الحرب .. إجراءات و أعمال النخبة في الحرب أقبح مما ارتكبته اي نخب أخرى في العالم .. فهل هناك من سيسال. .؟
نحن لا ننتظر البنك الدولي .. ولا صندوق النقد الدولي .. نحن ينتظرنا مشوار أبسط .. لكنه أطول بكثير .
عندما تتجه النيات وتصح العزائم ..
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
