| 
 
 
   
 كتب الاعلامي معدعيسى 
 
 يبدو أن حكومة التحول الرقمي أو الحكومة الالكترونية غير مقتنعة بنفسها ، 
فهي من جهة تطالب جهاتها العامة برقمنة كافة معاملاتها وتقديم خدماتها 
الكترونيا ، ولكن من جهة أخرى نرى أن تأهيل بناها التحتية يسير بعكس 
الاتجاه ، إذ ينتظر الناس ساعات لعودة الشبكة  وتوفرها أو تحسن جودتها ، 
فهي تغيب مع الكهرباء  وتحضر معها ، ولا داعي لشرح وضع الكهرباء .
 الطرف المقابل للحكومة الالكترونية  في عملها هو المواطن ، و أول خطوة 
لتعامله  معها هي امتلاك جهاز خليوي ( موبايل ) ، ولكن ما نراه هو العكس  و
 أصبح المواطن يحلم بامتلاك موبايل بظل القرارات المتتالية برفع رسومه  ، 
فلا يُعقل أن تصل رسوم جهاز الموبايل الى أعلى من سعره ، ولا يعقل أن يتم 
مضاعفة الرسوم خلال أشهر إلا إذا كانت الموبايلات المستوردة تنافس الصناعة 
الوطنية للموبايلات أو  يُعتبر الموبايل رفاهية  مطلقة .  الموبايل اليوم بغياب الكهرباء أصبح تلفزيون المواطن  ، وبنقص المشتقات 
النفطية وارتفاع أسعارها صار وسيلة لزيارة الأهل والأحبة ، وكذلك وسيلة 
لقضاء كثير من الواجبات الاجتماعية ، و الموبايل أصبح كمبيوتر الطلاب 
لتصميم وتنفيذ الدراسات وإعداد الأبحاث بعد ارتفاع أسعار الحواسب المحمولة 
الى أرقام فلكية تعجز عائلات طلبة الجامعات عن تأمينها ، وأصبح وسيلة  
للدراسة في الجامعات الافتراضية  و المنصات  التعليمية ، والموبايل اليوم 
هو أهم وسيلة ترفيهية للأطفال وهناك كثير من الأمور والخدمات التي يقوم بها
 المواطن من خلال الموبايل . 
 هناك عائلات أخذت قرضا لشراء موبايل لابنها أو ابنتها  في الجامعة لأن  أقل
 سعر للموبايل هو 500 ألف ( موبايل أبو زرار ) وهذا الجهاز لا يقدم أي خدمة
 سوى الاتصال وتلقي الرسائل النصية ، أما الموبايلات التي يُمكن أن تقدم 
الخدمات فأدنى سعر لها هو مليون ونصف وبميزات محدود ، أما الموبايل الوسط 
فسعره ما بين 3 الى 5 ملايين .
خلافا لأي قانون وأي منطق لا يُمكن أن تكون الرسوم أعلى من سعر أي جهاز ولا
 سيما إذا كانت أجهزة ضرورية وليس لها مثيل محلي ، والموبايلات أجهزة 
ضرورية ولا يتم تصنيعها محليا ، فلماذا يتم التعامل معها بهذا الشكل ؟ هل 
الهدف جعلها حلما للمواطن ؟ إذا كان الأمر كذلك فقد أصبحت ، وهذا قد يوفر 
على الحكومة كل التجهيزات والتحضيرات لتفعيل الحكومة الالكترونية وما 
تستلزمه من مبالغ وتجهيزات وبُنى تحتية . 
 |