كتب اسعد عبود لسيرياستيبس :
هل يستر الواقع المتردي القائم .. و
المتفاقم ..
رغم كل الظروف الكارثية التي يواجهها السوريون ... رغم الفشل الاداري
الحكومي .. رغم الفساد .. و معضلة الواقع الراهن للبنية الاقتصادية التحتية
.. في الطاقة و النقل .. و تأمين أبسط مستلزمان الانتاج .. رغم ذلك كله
وغيره أضعافه ... يسعى هذا السوري .. يسعى بدأب وجدّ و يتحمل كل تقاسيم
الظروف الموجعة و غياب الرعاية والاهتمام .. بل يتحمل التعدي المستمر عليه
تحت عنوان الدعم و المشاركة .. يتحمل الوعود الكاذبة و اختفاء العدالة في
كل شيء .. و أكثر ما يمكن أن يعانيه هو الادعاءات و البيانات الكاذبة تتلى
عليه أو يجابه بها ، من قبل المنشدين في حلقات الرقص حول أحلام الانجازات
.. و خرافة الدعم الحكومي ..وآخر صوره أنه و إذ ينتظر فرجاً اقتصادياً
مرتبطاً بفرج سياسي حاصل .. هبط سعر الليرة و ارتفع البنزين و الغاز و معه
سيرتفع الكثير .. الكثير ..
لكنه - و شهادة لله و التاريخ – يتحدى بجدارة .. يئن و يبكي و يشكو ولا أحد
يرد .. و يتابع تحديه .. يرفض الموت كما يرفض سياسات الحكومة ، إن كان لها
فعلاً سياسة ، !؟
نحن في موسم حصاد و أيضاَ هو موسم زرع .. تتفتق فيها الجهود و تئن المفاصل و
يشكو الحال .. لكن هذا السوري يصرّ .. ينتج و يستر حاله بالقليل و ينتظر
الفرج من الله وحده .. فقد خبر كذب الجميع .
جهود السوريين في أرضهم و منشآتهم و مواقع عملهم .. و بغض النظر عن الفقر
الذي يفتك بهم إلى درجة الجوع هو المقدمة الأولى و الأهم لرسم خريطة
التنمية الممكنة .. و وضع برنامج مساعدته ليتحول بجهوده الصادقة الطيبة إلى
أفضل و أصدق شريك لمستثمر قد يسعى إلى سورية .. يحتاج هذا السوري .. يحتاج
جداً ألا تشكل الحكومة و وقراراتها و زلمها و زبانيتها ، العائق الأكبر
الذي يحول دون التوجه الرأسمالي الوارد – ربما - ليوظف في تفوق جهود
السوريين الذين يقاومون لعقود طويلة .. خطأ الخطط و فساد السياسات .. و ما
زالوا يقاومون و يرفضون الموت المراد لهم ..
الجهد السوري العظيم الذي ينتج اليوم ما يكاد يسد الرمق .. يستطيع من خلال
دقة التقويم و حسن التصويب ... من قبل ادارة مالية و اقتصادية تشرف لتحقيق
الربح لها أولاً .. و سيجد السوري فرصته ليظهر كفاءته .. بل ليظهر وجوده ..
أنه غير ذاك السوري الذي يبحث عن المشاركة مدعياً أنه الأقرب لمصدر القرار
.. لا .. هناك سوري يعيش على الفرق بين ريع الأرض البور و ريع الأرض
المزروعة .. ولا يعيش على فرق العملة بعد أن انحدرت عملتنا الوطنية إلى ما
لا يعرف أحد لماذا و بتأثير ماذا .. فإن كان هناك من يعرف فهو لا يخبرنا ..
مئة " ملطوش " أميركي تساوي 900 ألف سورية .. هل يعلم أحدكم كم يحتاج و
ماذا يحتاج هذا السوري البطل ليحقق مثل هذا المبلغ .. ؟!
في رسالة إلى مستثمر .. أقول :
تعال إلى بلادنا . سورية الجميلة .. جريحة و ثكلى و متعثرة لكنها جميلة ..
تعال دون أن تمر بقوانين الاستثمار و خططه و كل ما له علاقة بحكومتنا ..
تعال و ستجد لنفسك و أعمالك بيئة قابلة أنه تكون فريدة ..
سورية بانتظارك .. و العدل في أن ترى و ليس فيما تسمع ..
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
