سيرياستيبس : عدد الاجتماعات التي أجراها رئيس الحكومة حتى الآن تبدو كافية الى استخلاص ملامح المرحلة القادمة وربما التي بدأت ارهاصاتها فعلا و القائمة على تغيير عميق في دور الدولة خاصة لجهة الخدمات والأدوار التي تقدمها , ليس فقط من باب الاستجابة لقلة الموارد وإنما سعيا لفرض سياسة الربحية و" أن لاشيء تقدمه الدولة ببلاش " ولربما هذا هو العقد الاجتماعي الجديد الذي تم التبشير به قبل أيام.. الامر الذي نتوقع معه حالة متقدمة من الحوار والنقاش الذي قد لايبدو متوافقا بين الحكومة و بين المفكرين و الاقتصاديين وقادة الرأي والمجتمع المح المحلي وحتى الاعلام
فقد حملت جلسة مجلس الوزراء أمس مزيدا من الحديث عن فكر رئيس الحكومة وطريقة ادارته لشؤون الدولة في المرحلة القادمة حيث أكد الدكتور محمد الجلالي على أهمية أن يستند العمل الحكومي إلى منهجية عمل واضحة
وفاعلة تتضمن تحليل الواقع ووضع الرؤى والأهداف والتدخلات المناسبة لضمان
حسن التنفيذ والتقييم. وأشار الجلالي إلى أنه في «بعض الحالات كانت
الحكومة تضع العربة قبل الحصان»، إذ تم على سبيل المثال وضع التعليمات
التنفيذية لبرنامج الإصلاح الإداري قبل أن تقوم الحكومة بتحليل وقراءة دور
الدولة في النشاط الاقتصادي والاجتماعي خلال المرحلة المقبلة، بحيث يتم
توفيق برامج الإصلاح الإداري وتطوير الهياكل التنظيمية والإدارية للحكومة
مع متطلبات دور الدولة المأمول. وفي هذا السياق، ضرب الجلالي مثالاً
يتعلق باستبعاد مركز عمل معاون الوزير للشؤون القانونية والإدارية لدى
الوزارات، معتبراً أن «مثل هذا التوجه يجب أن يكون مسبوقاً بتحليل يتناول
ما تريده الحكومة من مركز عمل معاون الوزير، فهل يمكن اعتبار معاون الوزير
مديراً من درجة ممتازة بمزايا إضافية ويمكن الاستغناء عنه، أم يجب اعتبار
معاون الوزير ذاكرة وظيفية وفنية للوزارة يجب الحفاظ عليها، وعلى وجه
الخصوص في البعدين الإداري والقانوني». واستحضر الجلالي حقيقة أنه
«لا يمكن أكل الكعكة والاحتفاظ بها في أن معاً»، وهذا ما يعني فعلياً ضرورة
تحديد الخيارات وما يرافقها من سلبيات وإيجابيات بكل جرأة وشفافية، إذ لا
يمكن على سبيل المثال تقديم الخدمات العامة مجاناً وإلى الأبد، مع ضمان
توفر الموارد المالية اللا محدودة لتمويل هذه الخدمات، موضحاً أن استمرار
تقديم الخدمات يستوجب أن تقترن بأسعار وعوائد مدروسة تضمن التوازن بين
تقديم الخدمة والقدرة على تمويلها. تراجع الجهات العامة ولفت
رئيس مجلس الوزراء إلى أن تراجع الجهات العامة وتأخرها في المبادرة إلى
تنظيم وإدارة بعض المرافق والخدمات سيترك المجال للسوق والقطاع الخاص
للقيام بهذا الدور وربما بشكل غير مضبوط، فعلى سبيل المثال ساهم تراخي
وتكاسل وزارة الكهرباء في إدارة ملف توزيع الكهرباء بشكل واقعي وفاعل في
بروز ظاهرة الأمبيرات، وكان من الأجدى بالوزارة أن تبادر إلى طرح حلول
إبداعية من قبيل تحديد منطقة جغرافية معينة ثم تقوم بتعهيد توزيع الكهرباء
فيها إلى القطاع الخاص-وفق ما تنص عليه التشريعات الناظمة لعملها- ليتولى
عملية التوزيع بما يضمن تجاوز الحكومة مشكلة التعدي على الشبكة واستجرار
الكهرباء بطريقة غير مشروعة، مع توزيع الطاقات المتوفرة بأسعار مناسبة. من
جهتها، أبدت وزيرة التنمية الإدارية سلام سفاف وجهة نظر مغايرة لما طرحه
رئيس مجلس الوزراء، معتبرة أن البرامج التنفيذية لمشروع الإصلاح الإداري
كانت تهدف إلى ترشيق الهيكلية الإدارية للحكومة وزيادة كفاءتها، ولم يتم
التطرق وقتها إلى علاقة ذلك مع دور الدولة الذي يجب أن يكون له برنامج عمل
حكومي آخر يحظى بما يستحقه من وقت واهتمام.
هذا وأقر
مجلس الوزراء خلال جلسته أمس برئاسة محمد غازي الجلالي رئيس المجلس،
التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي رقم 19 لعام 2024 الخاص بحماية
الأشخاص ذوي الإعاقة والتي حددت التزامات الجهات العامة تجاه الأشخاص ذوي
الإعاقة في مجالات الصحة وإعادة التأهيل والتربية والتعليم العالي والحماية
الاجتماعية والرعاية والتأهيل المهني والعمل والبيئة المؤهلة والإعلام
والتوعية والاتصال والوصول إلى المعلومات والحياة الثقافية والرياضة
والمشاركة في الحياة السياسية والعامة، إضافة إلى الإعفاءات ودور المجلس
الوطني لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ووافق المجلس على مشروع الصك
التشريعي الخاص بتسوية أوضاع الموفدين «معيدين- بعثات علمية» وذلك حرصاً
على عودة أكبر عدد من الموفدين والاستفادة من خبراتهم في ظل حاجة الجامعات
والجهات العامة لخدماتهم وخبراتهم ولتسوية أوضاع هذه الحالات لمن حصل على
المؤهل العلمي المطلوب بعد تاريخ 15/3/2011. واستعرض المجلس مذكرة
الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء حول واقع العقارات المستأجرة من قبل
الجهات العامة، حيث بينت المذكرة أنه تمت معالجة 1175 عقاراً. وأكد
المجلس ضرورة تقديم مقاربات عملية لواقع قطاعي الصحة والتعليم العالي بهدف
تحسين واقع الخدمات في القطاع الصحي ورفع نوعية التعليم العالي من ناحية
الجودة والاعتمادية والخريجين والاعتراف بالشهادة، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ
إجراءات للحد من نزيف الكوادر الجامعية من خلال تحسين أوضاعهم. وقرر
المجلس العدول عن قرار مجلس الوزراء رقم 37 لعام 2019 وتعديلاته الناظم
لحالات التعاقد بالتراضي والعودة إلى الأصل العام المقرر في نظام العقود
المنصوص عليه في القانون رقم 51 لعام 2004 وتوجيه الجهات العامة بالتشدد في
اتباع أسلوب التعاقد بالتراضي
|