دمشق – خاص - سيرياستيبس :
بعد قراءة البيان الحكومي أمام مجلس الشعب كان لافتاً ما قاله أحد النواب بأن
90 % من أعضاء لايعرفون متى ستحل أزمة البنزين .. جاء ذلك في الوقت الذي من
المفترض أن وزير النفط قد قدم الإجابات عن وضع البنزين في لقاء تلفزيوني على
الفضائية السورية قبل أيام وقال فيه بوضوح أن الازمة ستبدأ بالحل اعتبارا من نهاية
الشهر الحالي وقال ستبدأ ما يعني أنها قد تأخذ بضعة ايام من الشهر القادم الى حين
إقلاع وحدات مصفاة بانياس ووصول التوريدات ؟
طبعا الوزير يراهن على وصول التوريدات وإقلاع وحدات مصفاة بانياس بعد
انتهاء عمرتها ويبدو أن الامور مطمئنة على هذا الصعيد قياساً الى كلام الوزير نفسه
الذي قال : أن جهودا جبارة تبذل في سبيل تأمين المشتقات وفعلا تشير المعلومات التي
حصلنا عليها في سيرياستيبس من مصادرنا الخاصة الى أن هناك خطة يتم السير بها حاليا
لتأمين الاحتياجات بالقدر الممكن إلى حين وصول التوريدات وحيث تجري إدارة الكميات المتوفرة بشكل يؤمن
تدفق المادة وضمان عدم انقطاعها.
الآن سيقول لنا كثيرون وماذا عن الطوابير وعن البنزين الذي يباع على
الطرقات وحيث وصل سعر بيدون البنزين الى 40 الف ليرة وحتى 50 ألف ليرة ؟
سنقول له نعم كل هذا موجود طالما أن هناك صاحب كازية يمتهن السرقة وبأشكال
عديدة بدءا من التلاعب بفرد التعبئة الى شراء البطاقات .. وطالما هناك شخص يأخذ
مخصصاته ويبيعها في السوق السوداء وطالما هناك سيارة تصف بالعكس وتعود للواء
متعايلة على ذلك الصف الطويل من الناس التي تنتظر منذ ساعات طويلة وربما أيام ؟
لسنا في وارد الحديث عن طابور البنزين ولا عن غيره ولكن لنتأكد أنه ورغم كل
مانشاهده من مظاهر الازدحام والسوق السوداء والفساد الذي يمارسه أصحاب الكازيات
وكل ذلك بشكل مترافق مع عدم قيام الرقيب في كثير من الأحيان بدوره على أكمل وجه ..
فإن الواقع يؤكد أن إدارة الكميات التي يتم تزويد السوق بها يوما تتم إدارتها بشكل يضمن توزيعها على الجميع عبر البطاقة
الذكية بمعنى أنه تم منع احتكارها من قبل فاسدين ومعتدين على المال العام وهو ما
كان يمكن أن يحصل لولا وجود البطاقة الذكية وهذا ما نسميه ادارة النقص وتوزيعه
بشكل عادل ..
يبقى الفساد الذي تمارسه الكازيات وحيث أمكن ضبط الكثير منها وأيضا ممارسات
أولئك الذين يعرضون البنزين الذي حصلوا عليه للبيع بالسوق السوداء لتحقيق ارباح
لاتبدو قليلة بالنسبة لهم ؟
نحن اليوم أمام حقيقة تقول أنه طالما أن الحصار والعقوبات مستمرة على
بلادنا مع كل ما تشهدد من تشديد لايمكن تخيل تفاصيله احيانا .فإنه ستظل هناك
صعوبات في تأمين الوقود . ما يحدث اليوم هو
اكتساب المهارة في التعامل مع العقوبات وصعوباتها بشكل افضل و رسم خارطة طريق للتعامل
معها .
على كل مع انطلاق مصفاة بانياس قريبا وحيث يتوقع ان تعود كامل الوحدات
للعمل ومع وصول الخام ستصبح الامور جيدة فعلا وسنشهد تحسن في المادة وستختفي مظاهر
الازدحام فعلا .
سورية اليوم تدفع فاتورة بمليارات
الدولارات لتأمين الوقود من غاز ومشتقات نفطية .. وكلما اشتدت العقوبات .. علينا أن نعلم ان الفاتورة ترتفع بشكل كبير
بدليل مانشهده من طوابير على المادة ؟
هامش 1 : تستهلك سورية يوميا ما مقداره 4800 الى 5000 متر مكعب بنزين يوميا
.
هامش2 : كلما استطعنا تحصين قدراتنا الداخلية كلما كنا أكثر قدرة على
التعامل مع العقوبات ..
|