سيرياستيبس :
عاودت تركيا، أمس، تنفيذ موجة جديدة من القصف الجوّي والمدفعي على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، مُلوّحةً في الوقت نفسه بتطوير «المخلب السيف» إلى عملية برّية واسعة. واستهدف الطيران التركي مواقع لـ«قسد» في قرى وبلدات زور مغار وبياضية وشيوخ فوقاني في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، توازياً مع تسجيل قصف مدفعي وصاروخي على أكثر من 15 قرية وبلدة في ريفَي تل تمر وأبو رأسين في الحسكة، ومحيط تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وأطراف عين عيسى في ريف الرقة. وحَصرت أنقرة استخدام الطيران الحربي بعين العرب، في محاولة لإثبات صحّة روايتها حول انطلاق منفّذي تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول من هذه المدينة، وأيضاً ردّاً على قصف صاروخي على قاعدة تركية في أعزاز في ريف حلب، وعلى الداخل التركي، اتُّهمت «قسد» بتنفيذهما من المنطقة نفسها. وكانت خمسةُ صواريخ محلّية الصنع، مصدرها غرب كوباني، قد سقطت، وفقاً لتصريحات والي غازي عنتاب داود غول، على منطقة قارقاميش في الولاية المذكورة، ما أدّى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين. وعلى رغم عدم إعلان «قسد» مسؤوليّتها عن القصف، إلّا أنها أرادت، على ما يبدو، من خلاله، إثبات جدّية نيّتها نقْل المعركة إلى الداخل التركي، بعدما لمّح إلى ذلك قائدها العام، مظلوم عبدي، بما من شأنه توليد ضغط على الأتراك في معاقلهم. أيضاً، استنفرت «قسد» قوّاتها على الأرض، كما عزّزت وجودها في الشريط الحدودي بتشكيلات إضافية من ريف الحسكة الجنوبي وأرياف دير الزور الشمالية والشرقية. في المقابل، لم تشهد مناطق سيطرة الجيش التركي أيّ تحرّكات عسكرية جديدة، وسط غياب مؤشّرات إلى بدء الإعداد لعملية برية في أيّ من مناطق سيطرة الأتراك الثلاث في أرياف حلب والحسكة والرقة. مع هذا، قد تنبئ التطوّرات الميدانية المتصاعدة باستعداد أنقرة لاستغلال الجولة الجديدة من «أستانا» في الحصول على موافقة روسية لشنّ عملية من النوع المذكور تستهدف منبج وتل رفعت.
وممّا يعزّز الاحتمال المُشار إليه حديث مصادر ميدانية، إلى «الأخبار»، عن اجتماع جرى مطلع الأسبوع الفائت في مدينة أزمير، جمع الاستخبارات التركية مع قادة الفصائل السورية المسلّحة في مناطق «نبع السلام» و«غصن الزيتون» و«درع الفرات»، لـ«بحث إطلاق عملية عسكرية برّية جديدة». وأوضحت المصادر أن «أنقرة طلبت من الفصائل البدء بتجهيز قوات برّية لتنفيذ توغّل ضمن مناطق سيطرة قسد، من دون تحديد الوجهة»، مضيفة إن «هذه الأخيرة ستتحدّد بعد انعقاد مؤتمر أستانا»، مرجّحة أن «تكون المنطقة المستهدَفة هي منبج وتل رفعت، والتي تَراجع الأتراك عن تنفيذ عدوان في اتّجاهها بعد قمّة أستانا السابقة في طهران، بين رؤساء كلّ من إيران وروسيا وتركيا». وفي الاتّجاه نفسه، أشار المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى اجتماعات «أستانا»، أيمن العيسمي، إلى «(أننا) سنناقش في الاجتماعات قضية منطقتَي تل رفعت ومنبج»، متابعاً أن «العملية العسكرية التركية قادمة لتحريرهما من الانفصاليين».
في هذا الوقت، بدأ الإعلام التركي التسويق لإطلاق الهجوم البرّي المفترَض، من خلال اعتبار صحيفة «يني شفق» أنه «بعملية المخلب السيف بدأ عهد جديد في سوريا، التي هي مصدر الإرهاب»، وحديثها عن أن «الحملة الجوّية هي الخطوة الأولى لعملية برّية محتملة». وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد قال، في تصريحات إعلامية بعد عودته من قطر، إن «من غير الوارد أن تقتصر المخلب السيف على العملية الجوية، وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرّية التي يجب أن تنضمّ إلى العملية»، مضيفاً إن «السلطات الأمنية التركية تقرّر وتتّخذ خطواتها، ولا تنتظر إذناً من أحد، وعلى الولايات المتحدة أن تعرف ذلك جيداً».
الأخبار اللبنانية
|