من جهتها، أوضحت مصادر إعلامية في المنطقة، لـ«الأخبار»، أن هذه الحشود تأتي بتعليمات مباشرة من المسؤولين الأميركيين في المنطقة، بهدف لفت الانتباه إلى التعزيزات العسكرية للجيش السوري في اتجاه إدلب وريف حلب، من جهة، وأيضاً بهدف إشغال القوات السورية والقوات الرديفة في دير الزور والمنطقة الشرقية، والتي بدأت بدورها تعزيز مواقعها في المنطقة، من جهة ثانية. ورجَّحت المصادر أنَّ تلك التعزيزات تأتي في إطار مواجهة محتملة، في محاولة من واشنطن للسيطرة على القرى السبع الخاضعة لسيطرة الجيش السوري شرقي نهر الفرات والقريبة من القاعدة الأميركية في حقل كونوكو، لافتةً إلى أنَّ «قسد» بدأت بإزالة الألغام على امتداد خط الجبهة من بلدة الطابية، وصولاً إلى جسر النفط السياحي قرب دوار واقع على بعد 7 كيلومترات شمالي دير الزور، إضافة إلى ردم الخندق الموازي لسكة القطار في المنطقة. كما ربطت المصادر التطورات الأخيرة، بالتوتر الحاصل بين موسكو وواشنطن، خصوصاً في ظل حرب الأجواء السورية، والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بخرق اتفاقية الأجواء والتحليقات الخطرة لطائرات البلدين في سوريا. وتحمل التعزيزات في مضامينها أيضاً رسائل إلى «مجلس دير الزور العسكري» على خلفية أنباء تفيد بأن قائده، أحمد الخبيل (أبو خولة)، وعدداً من مسؤولي «قسد» في المنطقة ينوون التحرك ضد بعض قيادات «الإدارة الذاتية»
قائد فصيل «جيش سوريا الحرة» المدعوم أميركياً لا يمانع التنسيق العسكري مع قوات «قسد»
وفي
سياق متصل، أشارت مصادر متابعة إلى أن القوات السورية وقوات الحلفاء دفعت
بتعزيزات عسكرية جديدة أيضاً إلى منطقة دير الزور، مشيرة إلى أن مجموعات
عسكرية وصلت فعلاً إلى المنطقة، حيث بدأت بتدشيم النقاط العسكرية في كل من
بلدات الحسينية، وخشام، والطابية، شمال شرقيّ محافظة دير الزور، على خطوط
التماس الفاصلة مع «قسد» و«التحالف الدولي».
إلى ذلك، أعلن قائد فصيل
«جيش سوريا الحرة» المدعوم أميركياً، محمد القاسم، قبل يومين، أنه لا يمانع
التنسيق العسكري مع قوات «قسد». وأشار إلى أن فصيله الذي ينتشر في منطقة
التنف جنوب شرقي سوريا، حيث أكبر القواعد الأميركية، أحرز تقدماً في
التنسيق مع «قسد»، كما يسعى إلى التنسيق مع فصائل مسلحة أخرى في محاولة
لإنشاء ما سماها «غرفة عمليات مشتركة». وكشف القاسم أن «هذه التعليمات صدرت
بأوامر مباشرة من القوات الأميركية»، مشيراً إلى أن المناورات التي قام
بها فصيله بالتعاون مع القوات الأميركية تعتبر «رسالة موجهة إلى أي جهة
تفكر بالاقتراب من منطقة التنف المحتلة أميركياً».