سيرياستيبس : قوّضت
عملية «طوفان الأقصى» حرية التعبير في أوروبا، التي تسعى بكل ما تملك من
قوة إلى السيطرة على السردية المتعلقة بالعدوان الواقع على قطاع غزة. فلجأت
الشرطة في بعض الدول الأوروبية، التي دائماً ما نصّبت نفسها حامياً لحرية
التعبير حول العالم، إلى الاعتقالات التعسفية والتهديد بسيف العقوبات،
لإسكات كل الآراء التي لا تتوافق مع أجندتها الداعمة للاحتلال. وفي هذا السياق، أعلنت الشرطة البريطانية، أمس، أنها اعتقلت شابة
تبلغ 22 عاماً للاشتباه بإلقائها كلمة مؤيدة لحركة «حماس»، على الرغم من
تجريم القوانين في بريطانيا الدعم الصريح للمنظمات المحظورة.
وقالت
الشرطة في بيان، إن الشابة اعتُقلت بموجب قانون الإرهاب، الخميس، بعد
التحقيق في كلمة ألقتها خلال تظاهرة احتجاجية الأحد في مدينة برايتون.
وأضاف البيان أن الشرطة تريد التحدث إلى أي شخص شارك في التظاهرة، وخاصة أولئك الذين قد يكون لديهم لقطات مصورة.
وتصنف بريطانيا حركة «حماس» منظمة إرهابية، وتحظر أي نشاط لها.
ويمكن أن يتعرض أعضاء «حماس» أو الذين تثبت إدانتهم بالدعوة إلى دعم الحركة، للسجن مدة تصل إلى 14 عاماً بحسب القانون البريطاني.
ويأتي اعتقال الشابة بعد أن تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك في وقت سابق هذا الأسبوع «بمحاسبة الأشخاص» الذين يتبيّن دعمهم للحركة.
وطلبت
وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، من رؤساء الشرطة، استخدام
«كامل قوة القانون» ضد مظاهر الدعم لـ«حماس» وأي «محاولات لترهيب الجالية
اليهودية في بريطانيا».
وحظرت الحكومة البريطانية الجناح العسكري لحماس عام 2001. وتم توسيع الحظر ليشمل الحركة بأكملها في تشرين الثاني 2021.
ومن المقرر أن تنطلق مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في لندن، اليوم
بروكسل تضغط على «غوغل» وتهددها بالعقوبات من
جهة أخرى، حض المفوّض الأوروبي للشؤون الرقمية، تييري بريتون، أمس، شركة
«ألفابيت» المالكة لـ«غوغل»، على توخي الحذر بشأن أي «محتوى غير قانوني
ومعلومات مضللة» محتملة على منصة «يوتيوب» التابعة لها.
وفي أحدث
رسائله إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا التي شملت تبادلاً
كلامياً مع إيلون ماسك على منصة «أكس»، توجه بريتون برسالة إلى الرئيس
التنفيذي لشركة «ألفابيت» سوندار بيتشاي.
ونُشرت الرسالة التي تحذّر
«يوتيوب» بضرورة الامتثال لـ«قانون الخدمات الرقمية» الجديد في الاتحاد
الأوروبي أيضاً على منصة «بلوسكاي» المنافسة لـ«أكس» (أو تويتر سابقاً).
وكتب
المفوّض الأوروبي في رسالته «في أعقاب الأعمال الإرهابية التي نفذتها حماس
ضد إسرائيل، نشهد موجة من المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة التي
يتم نشرها في الاتحاد الأوروبي عبر منصات معيّنة».
ويعكس
هذا التحذير الرسائل السابقة التي تم توجيهها في وقت سابق هذا الأسبوع إلى
ماسك ورئيس «ميتا»، مارك زوكربيرغ، ورئيس «تيك توك» شو زي تشو.
وأشار
بريتون إلى أن «يوتيوب» الذي يستخدمه خصوصاً العديد من الأطفال
والمراهقين، يتحمل مسؤولية حماية مستخدميه من الدعاية الزائفة والصور
العنيفة أو الضارة.
وأضاف بريتون «على الرغم من حقيقة أن فريقي
سيتابع الأمر مع طلبات محددة بشأن قضايا عدة للتأكد من الامتثال لقانون
الخدمات الرقمية، إلا أنني أحضكم على تقديم تقرير استباقي بطريقة سريعة
ودقيقة وكاملة عن الجوانب التي أُثيرت في هذه الرسالة».
أضاف «كما تعلمون، مع احتمال فتح تحقيق والتوصل إلى إثبات عدم الامتثال، يمكن عندها فرض عقوبات».
|