دمشق – سيرياستيبس :

من الطبيعي أن يعمل المصرف المركزي بصمت بعيدا عن ضجيج الاعلام فالتحركات المتعلقة بمواجهة ارتفاع سعر الصرف يجب أن تتسم بالخصوصية والسرية

.. بنفس القدر من الطبيعي أن نطالب جميعا بمعرفة ما يفعله المركزعلى الاقل أن يقدم لنا شرحا لما يحدث في سوق الصرف والذي جعل الغلاء في البلاد حالة فوق طاقة أغلب الناس ..

إلا أن الطبيعي أكثر هو أن يعمل الجميع معا للوقوف في مواجهة الضغط على الليرة وتوضيح جملة التحديات الصعبة التي يتعرض لها بلدنا وليس قيصر إلا جزءا منها ..

طوال الأيام الأخيرة تابعنا جميعا أخبار متتالية عن تدخل المركزي وعن إجراءات لضبط التلاعب والمضاربة بالليرة وأخبار عن ضبط عمليات تهريب الأموال وغيرها دون الدخول عميقا في التفاصيل بشكل نستطيع القول أنّه كان متاحاً لنا التعامل مع مجموعة من العناوين التي تخلص الى أنّ المركزي أو لنقل الدولة تتابع موضوع سعر الصرف بعناية وسط إدراك الجميع أن ليس قيصر ولا العقوبات ولا إغلاق كورنا ما يواجهنا , بل إننا نقاوم مشروعا حقيقيا تتبناه الولايات المتحدة لتجفيف الدولار من المنطقة , و أن هناك دول محيطة دخلت كأدوات لتنفيذ هذا المشروع .

على كل ما تم انجازه خلال الأيام الماضية كان مهما جدا لجهة أولا وقف شد الدولار الى الأعلى ومنع المضاربين من إيصاله الى مستويات قد تكون في لحظة ما " مرعب " حتى مجرد التفكير فيها .

وثانياً بدء العمل على سحبه إلى الأسفل مع إدراك صعوبة الأمر قياسا الى حجم التحديات التي تواجه الأمر . واليوم نستطيع القول أن سعر الصرف هو حول عتبة الالفي ليرة وتخطاها هبوطاً بمئة ليرة .. ورغم إصرار صفحات المضاربين على تسعير يظهر فارق 500 ليرة قبل أن تستسلم وتخفضه الى 300 ليرة بين تسعيرتها و سعره الحقيقي في السوق , وبالتالي فإن ما حدث ويمكن اعتباره مهما للغاية هو كشف واقع هذه الصفحات التي تعمل لصالح المضاربين والمتلاعبين وربما أبعد عبرتنفيذ أجندات معينة تستهدف الليرة ولقمة المواطن واقتصاد البلد

الخطوة التالية التي يجب العمل عليها هو إقناع وربما إلزام التجار بعدم التجاوب مع هذه الصفحات واللحاق بأسعارها لتنفيذ موجات الغلاء .. إقناع إن لم يكن بالحسنى ف باجراءات ملزمة ؟

اليوم نحن أمام مجموعة من المعطيات التي بدأت تترتب وتظهر أن هذه الصفحات تسعر بأسعار المضاربين وليس سعر السوق الحقيقي وبالتالي لاتعبر عن الواقع بالمطلق وأنّ سعر الصرف اليوم يخضع لمعطيات أخرى تفرضها الدولة عبر إجراءات عميقة قد لا يكون من السهل تطبيقها لأن هناك مقاومة كبيرة لها سواء من المتلاعبين أو من العقوبات وظروف الحصار وغيرها ولكن من الواضح ان الدولة بالمؤسسات والجهات المعنية بسوق الصرف بما فيها قطاع الاعمال الوطني بدأت تسيطرعلى الوضع فعلا وهو ما يؤكده جوهر الاجتماع الذي عقد أمس في مبنى الحكومة برئاسة المهند حسين عرنوس وتم فيه تبني ودعم خطة مصرف سورية المركزي للاستمرار باتخاذ كل الإجراءات لإعادة سعر الصرف إلى المستوى الذي كان عليه قبل التقلبات الاخيرة وهذا يعني أن هناك عتبة سيتم الوصول اليها ويتم الدفاع عنها .. ليس فهذا فحسب وإنما سحب أسعار السلع الى مستوى هذه العتبة .

على كل المركزي مستمر بالتدخل عبر أكثر من اجراء .. وعلى التوازي الحكومة في طريق تبني السياسات والإجراءات التي من شأنها تنمية الانتاج ومنع التهريب ومكافحة الغلاء ولجم الاطماع ..

والخير قادم مع استمرار التدخل والمواجهة ..

طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق