سورية ولبنان ... لعل حلحلة العقدة في احدهما ينفع في الاخر

هي عقدة مواصلات ... او عقدة ربط .. لكنها اضافة لذلك .. عقدة نفسية للكثيرين .. ولطالما الامور معقدة و شديدة التعقيد في البلدين .. يقول العقل : لعل حلحلة العقدة في احدهما ينفع في الاخر .. من ناحية السوريين و بحدود ما يمكن ان يلمسه المتابع العادي .. هناك امل بأثر ايجابي على حياتهم و ظروفهم ان استمر قطار التحسن في الوضع اللبناني .. لن اقترب من السياسة و الحماسة والشعارات .. ابدا .. القضية التي أعني بها هي الاقتصاد و حياة الناس .. السوريون الى جانب الكوارث التي حلت ببلادهم كانت الحالة اللبنانية عصة القبر بعد الموت .. و بالتالي بغض النظر عن "الغمز " حول ما يعنيه تشكيل الحكومة اللبنانية لسورية .. هو يعني الكثير .. و يمكن ملاحظة توجه - ربما دون توجيه - في سورية لتسهيل كل ما يمكن ان ييسر في تحسن الحالة اللبنانبة .. وبحكم " العقدة " ظهر واضحا اهمية الدور السوري حتى عندما تجترح الحلول من دول حصار سورية .. يشكل لبنان منفذا هاما لسورية .. وقد لعب هذا الدور عبر التاريخ الحديث و المعاصر ولا سيما في حركة الاموال و المصارف و الخبرات والأيدي العاملة .. و هو تأثر و تاثير متبادلان .. حتى تكاد تكون سوق تجارية واحدة رغم الحصار المفروض على سورية ..ولا سيما في حركة الاموال و العملات الاجنبية .. و لذلك كان الاقتصاد السوري شديد التأثر بالأزمة المصرفية اللبنانية .. التجارة السورية و فتح الاعتمادات و تحويل الاموال كان يتم على نحو كبير من المصارف اللبنانية .. حتى المصارف السورية الخاصة هي ابنة المصارف اللبنانية .. لكن على الطريقة السورية .. عندما توقفت المصارف اللبنانية عن العمل الحر النشط الذي كان .. و عن تزويد المتعاملين معها بما يلزمهم من قطع .. لم يكن التأثير على السوق السورية فقط من حيث توقف العمليات التي يقوم بها السوريون عبر المصارف اللبنانية .. بل ان حاجة اللبنانيين للقطع الاجنبي او الدولار .. دفعتهم الى سحب الممكن من السوق السورية .. و هذا اثر بالتأكيد - كأحد المؤثرات - في اضطراب سوق القطع السوري . اليوم اذ تبدأ حلحلة ما في الحالة اللبنانية تبشر بالخير بالنسبة للبنانيين - كما نتمنى و نرجو - سيكون لها التأثير الايجابي المباشر في سورية .. لكن كما أشار رئيس وزراء لبنان السيد نجيب ميقاتي هو طريق طويل وصعب . و الحال عندنا كذلك .. لكنه أيضا ليس بالمستحيل ..