دمشق - خاص لسيرياستيبس :
بعد
أن تجاوز سعر الصرف عتبة ال 7000 ليرة خلال عطلة الأعياد .. سجل سعر
الصرف انخفاضا مهما سبق ذلك بيان للمصرف المركزي قال فيه أن
سعر الصرف متابع ومراقب , أعقب ذلك إصدار قرارات رفع بموجبها سعرصرف الحوالة من 3000 الى
4500 ليرة القرارات
التي خرج بها المركزي برفع سعر صرف الحوالات والسعر الرسمي لاقت
ترحيباً خاصة وأنّها تواكبت مع تراجع سعر الصرف واعتبرت بأنها مريحة ولكن
الأهم هو امتلاك ناصية الدفاع عن سعر الصرف وانعكاس الانخفاض على الاسعار ومعيشة الناس .
الدكتور الياس نجمة استاذ مادة السياسات المالية والنقدية في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق ورئيس لجنة الموزنة في مجلس الشعب
سابقاً رأى في تصريح خاص لسيرياستيبس : أنّ الإجراءات التي تم اتخاذها ترقيعية , لاجدوى لها على المدى
البعيد , معتبرا أنها ذات فوائد مؤقتة وأضرار دائمة ..
وقال
أنها بمثابة هروب من مواجهة المشكلة الحقيقية , مشيرا إلى أنّ المطلوب من
الحكومة اليوم أن تعالج تراجع سعر صرف الليرة عبر وضع سعر صرف يمكنها ولديها الأدوات للدفاع عنه , أما أن تأتي بأسعار
صرف تصدرها بالمواسم فهذا لاجدوى منه وتبدو نتائجه الإيجابية مؤقتة , مشدداً
على أنه لاحل إلا عبر التمكن من اعتماد سعر صرف يمكن الدفاع عنه وأن يكون هناك
قدرة حقيقية للدفاع عنه , فالحكومات منوط بها وضع سعر صرف تدافع عنه ؟
الدكتور
نجمة والذي يمتلك مؤلفات عدة في الاقتصاد : " اعتبر أنّ التحسن الذي طرأ
على الليرة في اليومين الماضيين مهم , ولكن الأهم الآن هو الخفاظ على
ماتحقق وتأمين ثبات سعر الصرف ؟الدكتور نجمة قال : نأمل أن لا يغيب عن الحكومة أن التضخم يأكل الموارد المالية للدولة أكثر
مما يأكل موارد الأفراد، بسبب طبيعتها النقدية. وعدد كبير من مواردها
يتضاءل لعدم تمكنها من التكيُّف والتماشي مع ارتفاع الأسعار. علماً أن
السلع والخدمات التي تقدمها الدولة فقدت قسم كبير من قيمتها النقدية في
السوق، وهي لن تستطيع معالجة هذا الأمر بزيادة أسعار ما تُقدمه من سلع
وخدمات إلى ما لا نهاية.
ومع الأسف استمرت الحكومة في التعاطي مع ظاهرة التضخم بعقل إداري
وبيروقراطي، وعبر إجراءات لا تُطبَّق إلا بقوة السلطة، وليس عبر الآليات
الاقتصادية. في حين أن التضخم هو ظاهرة مالية اقتصادية بامتياز، والمطلوب
التعامل معها عبر سياسات مالية ونقدية، لا تستند فقط على إجراءات التقييد
الكمِّي، وإنما تستخدم أدوات التحليل الاقتصادي والنقدي التي تستجيب
للخصوصيات الاقتصادية المحلية، والإقليمية أيضاً.
وقال : ربما كانت الإجراءات التي عمدت لها الحكومة في الآونة الأخيرة لزيادة
إيراداتها من خلال رفع أسعار المواد التي تتحكم بها، سبباً أساسياً في
زيادة الكلف والمزيد من صبّ الزيت على النار على صعيد التضخم ككل.
كما ساهمت التضييقات المالية والمصرفية والبيروقراطية في رفع الكلف
أيضاً، علماً أن فوائدها مؤقتة وأضرارها دائمة، ومن المفيد تجنُّب ذلك حتى
في أصعب الظروف، نظراً لإسقاطاتها النفسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي
المجمل إن إصرار الحكومة على التعاطي مع التضخم على أن مصدره زيادة
التدفقات النقدية يهمل جانباً كبيراً من الأسباب الأكثر خطورة، التي جعلت
منه تضخماً جامحاً لا تستجيب له إجراءات التهدئة التقليدية.
هذا وبالعودة الى تراجع سعر الصرف ومع
بث توقعات تشير الى إنّ الانخفاض قد يستمر في سعر الصرف لصالح الليرة فإنّ السؤال
العريض الذي يُطرح من قبل الجميع هو هل سينعكس هذا التراجع في سعر الصرف على الاسعار التي
ارتفعت بشكل واضح خلال أيام العطلة " وما زالت " مواكبة لارتفاع سعر الصرف أم أنّ التجار
سيعمدون الى تثبيت عتبة الغلاء التي وصلوا اليها ..
وهل
سيلجأ التجار الى اسطوانة المنصة وأجور النقل والشحن ليبرروا استمرار
الغلاء , بينما موجة الغلاء الاخيرة التي حدث في ايام العطلة وماقبلها كان
سببها الرئيسي والوحيد هو ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء , وحيث يبدع
التجار في
استغ لال ارتفاع سعر الصرف لرفع الأسعار بينما يسقطونه من حساباتهم عند
مطالبتهم بخفض الأسعار ويلجأون الى بدائل تبرير الارتفاع والمتوفرة بكثرة
.. للاسف ؟
.
|