سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:02/10/2025 | SYR: 02:06 | 02/10/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18


 تحويلات المغتربين السوريين .. هل الأمل قائم عليها بالتنمية
02/10/2025      


سيرياستيبس :
في ظل احتياج الاقتصاد السوري المنهك إلى كل فرصة متاحة لإعادة بناء قدراته في مرحلة ما بعد الحرب، يرى خبراء اقتصاديون أن تحويلات المغتربين تمثل فرصة لا يجوز إهدارها مقترحين عددا من الإجراءات التي يمكن أن تحقق استفادة مثلى من هذه التحويلات.
وفي هذا السياق، يشير الخبير الاقتصادي الدكتور حسن غرة إلى أن تحويلات المغتربين السوريين يمكن أن تتحول من مجرد إنفاق استهلاكي إلى استثمارات طويلة الأجل إذا جرى تطوير أدوات مالية مبتكرة.ويرى الخبير، في حديث مع الجزيرة نت أن إحدى الأدوات المتاحة هي طرح “سندات المغتربين”، وهي أوراق مالية بإمكان الدولة أن تُصدرها بعائدات تنافسية مدعومة بضمانات حكومية من أجل استقطاب مدخرات المغتربين.
ويقترح غرة دمج هذه السندات مع “صناديق استثمار قطاعية متخصصة” و”برامج ادخار مرتبطة بالتحويلات”، بحيث تقدم حوافز مالية للمغتربين، معتبرا أن “صندوق التنمية السوري” الذي تمكن من جمع أكثر من 80 مليون دولار يصلح ليكون منصة مركزية لتطوير مبادرات من هذا النوع.
ويتفق معه الخبير الاقتصادي ملهم الجزماتي، الذي اعتبر أن ابتكار أدوات مالية مثل سندات المغتربين يمكن أن يموّل مشاريع إستراتيجية في قطاعات حيوية كالطاقة والمواصلات والزراعة وغيرها، شرط أن تكون مدعومة بضمانات موثوقة وعوائد تنافسية بالدولار، إلى جانب الشفافية وإصدار تقارير دورية حول تقدم المشاريع، مع إمكانية الاستفادة من تجارب مصر وإثيوبيا في هذا السياق.
ويقترح الخبير في حديث مع الجزيرة نت الإعلان عن صناديق استثمارية موجهة للمغتربين خصوصا، مما قد يفتح المجال أمام الاستثمار في قطاعات واعدة من التكنولوجيا إلى الطاقة المتجددة والعقارات وغيرها.
ويشير إلى إمكانية تطوير آليات لمشاركة المغتربين في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب إصدار شهادات ادخار بالدولار بعوائد ثابتة، مما يسهم في استقطاب أموال المغتربين ضمن النظام المصرفي السوري.
الثقة بالنظام المصرفي
ولتجاوز إرث النظام السابق الذي أدى إلى انعدام الثقة بالنظام المصرفي، يشير ملهم الجزماتي إلى ضرورة بناء الثقة والتواصل مع المغتربين كعنصر أساسي ﻹنجاح هذه المبادرات، معتبرا أن علاقة المهاجرين السوريين بالنظام المصرفي “تعاني من أزمة ثقة متجذرة” تراكمت لسنوات؛ بسبب عدة عوامل مثل فقدان الودائع وتجميد الحسابات من دون مبررات واضحة، والانهيار المستمر بقيمة الليرة السورية، وغياب الشفافية في الإدارة التي كانت على عهد النظام السابق.
ودفعت هذه الأسباب المغتربين إلى الابتعاد عن القنوات الرسمية والاعتماد على السوق الموازية لتحويل أموالهم، ما أدى إلى “خسارة الاقتصاد السوري مليارات الدولارات من السيولة التي كان من الممكن أن تدخل عبر المصارف لو توفرت بيئة آمنة”، وفقا للخبير.
أما حول السبل الممكنة لاستعادة الثقة بالنظام المصرفي، فيقترح الجزماتي الخطوات التالية:
*اعتماد الشفافية عبر نشر تقارير مالية دورية.
تطبيق معايير الحوكمة الدولية.
*توفير آليات مستقلة لحماية المودعين.
*وجود طرف ثالث مستقل مثل شركات تدقيق دولية أو صناديق سيادية للحد من المخاوف المرتبطة بالفساد وسوء الإدارة.
*إطار قانوني صلب لحماية أموال المغتربين من التجميد التعسفي.
*إنشاء محاكم متخصصة للفصل السريع في النزاعات المصرفية.
*تحديث البنية التكنولوجية للمصارف لتأمين منصات رقمية مرنة للمغتربين تتيح لهم تحويل أموالهم وإدارات حساباتهم من أي مكان.
رافعة اقتصادية
يعتقد الدكتور حسن الغرة أن نجاح الحكومة السورية الحالية بتحويل 30% فقط من أموال المغتربين نحو الاستثمار سيكون كفيلا بخلق أثر اقتصادي مضاعف يتمثل في توسيع الطاقة الإنتاجية، وزيادة فرص العمل، وتحويل تحدي الهجرة القسرية إلى رافعة للتنمية الاقتصادية.
ويقول إن أبرز التحديات التي تواجه مسار الاستفادة من تحويلات المغتربين تكمن في ضعف البنية المؤسسية، والمخاطر السياسية المرتبطة بالوضع السوري الراهن، لكنه يشير إلى أنها تحديات يمكن تجاوزها عبر ضمانات حكومية وآليات تأمين مناسبة.
ويشدد غرة على أن عملية ربط تحويلات المهاجرين بحوافز ضريبية وجمركية تعتبر أداة فعالة لتشجيع المغتربين على تحويل أموالهم عبر القنوات الرسمية بدلا من السوق السوداء.
ولا يقتصر الهدف من هذه الأداة، وفق غرة، على ضبط مسار الأموال فقط، وإنما يشكل حافزا مضافا للمغتربين على توجيه جزء من التحويلات نحو الاستثمار بدلا من إنفاقها على الاستهلاك المباشر.في الوقت الحالي يتم توجيه التحويلات المالية للمغتربين إلى الإنفاق الأسري دون الاستفادة منها في جانب الاستثمارات(غيتي إيميجز)
ويلفت غرة إلى أن التجارب الدولية تظهر نجاح هذه الآلية في الكثير من الدول النامية التي تعتمد على تقديم حوافز ضريبية لاستقطاب التحويلات، شرط أن يتم تصميم هذه الحوافز بعناية لتفادي مخاطر التهرب الضريبي.
وهذا ما يؤكد عليه الخبير الاقتصادي ملهم الجزماتي أيضا بالإشارة إلى ضرورة تقديم أدوات جاذبة من إعفاءات ضريبية وتسهيلات خاصة وشهادات ادخار مضمونة، إلى جانب التعاون مع مصارف وشركات تحويل كبرى في الخارج لتأمين وصول الأموال بأمان وكلفة منخفضة.
ويشدد الخبير على أن كل هذه المبادرات لن تكون كافية “إلا إذا دُعمت باستقرار اقتصادي ونقدي شامل، مع معالجة ملف العقوبات الدولية الذي يبقى العقبة الأكبر أمام أي تحول جذري في القطاع المصرفي السوري”.
طوق نجاة
تشكل التحويلات المالية القادمة من المغتربين طوق نجاة للكثير من الأسر السورية، إذ يعتمد عليها كثيرون في تأمين احتياجاتهم الأساسية من السكن والتعليم والصحة في ظل التدهور المعيشي المستمر.
وفي هذا السياق، يشير حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، إلى أن الأموال الواردة من الخارج باتت بمثابة “شريان حياة” للاقتصاد الوطني بعد تراجع القطاعات الإنتاجية بفعل الحرب والعقوبات.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيما يرزح نحو 66% منهم تحت وطأة الفقر المدقع، الأمر الذي يضاعف من أهمية هذه التحويلات في صمود المجتمع السوري.


طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



Baraka16


Orient 2022


معرض حلب


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس