سيرياستيبس :
أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن إعادة ربط المصارف السورية بشبكة "سويفت" العالمية يمثل خطوة محورية تحمل انعكاسات اقتصادية ومالية واسعة، سواء على مستوى تسريع المدفوعات الخارجية أو إعادة بناء الثقة مع المؤسسات المالية الدولية.
وفي تصريحات ، قال حصرية إن العودة إلى العمل "بشكل كامل وعملي" ضمن شبكة "سويفت" ستُمكّن المصارف السورية من تنفيذ التحويلات التجارية ورسائل الدفع بسرعة أكبر، بما يخفّف الاعتماد على القنوات البديلة التي كانت بطيئة ومرتفعة الكلفة خلال السنوات الماضية.
خفض تكاليف الواردات وتحسين إدارة الأرصدة الخارجية
وأوضح حصرية أن هذا التطور من شأنه أن يدعم خفض تكاليف الواردات والصادرات، وهو ما ينعكس إيجاباً على النشاط الاقتصادي المحلي.
ورغم أن الربط بنظام "سويفت" لا يعني تلقائياً زيادة حجم الاحتياطيات الأجنبية، إلا أنه، وفق حصرية، يتيح للمصارف السورية إدارة أكثر فعالية للأرصدة الموجودة في الخارج، مع إمكانية أوسع لاستخدام أدوات التحوّط والسيولة وتعدد القنوات المالية الرسمية.
وأضاف حصرية أن توسيع قنوات التحويل النظامية يرفع مستوى الشفافية والثقة مع المراسلين الدوليين، ويمكن المصرف المركزي من تتبع حركة النقد الأجنبي بصورة أفضل، ما يساعد بشكل غير مباشر في دعم استقرار سعر الصرف، مع تأكيده أن الربط بسويفت ليس العامل الوحيد المؤثر في ذلك.
سويفت وإعادة الإعمار: تمهيد لتدفقات تمويلية أكبر
ويرى حاكم المصرف المركزي أن تفعيل نظام "سويفت" يمهد لانخراط سوريا بشكل أكثر فعالية في مرحلة إعادة الإعمار، التي تقدر الأمم المتحدة كلفتها بين 250 و400 مليار دولار.
وأوضح أن توسيع استخدام الشبكة العالمية قد يفتح الباب أمام تدفقات تمويلية قانونية تشمل:
- قروضاً تنموية.
- استثمارات مشتركة.
- تمويل واردات المعدات ومواد البناء.
وذلك بفضل سهولة تتبع المدفوعات وارتفاع مستوى الشفافية.
وأشار حاكم المصرف المركزي إلى أن تحسين بيئة المدفوعات الدولية يعزّز ثقة المستثمرين والمؤسسات الدولية، ويرفع قدرة البنوك السورية على استقبال التحويلات، ما يطمئن الشركات الأجنبية الراغبة بالعمل داخل البلاد، مؤكداً أن الثقة بحد ذاتها تشكل مورداً تمويلياً مهماً خلال مرحلة إعادة الإعمار.
ما هو نظام "سويفت"؟
يعتبر نظام "سويفت" "SWIFT"، أي شبكة الاتصالات المالية، الأكثر استخداماً في العالم بين المصارف، إذ يربط أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة حول العالم.
ولا يقوم النظام بتحويل الأموال بشكل مباشر، بل يوفر قناة اتصال مشفرة ومعتمدة دولياً لتبادل رسائل الدفع والتحويلات بين البنوك، ما يجعل العمليات المالية أسرع وأقل كلفة وأكثر أماناً.
ويعد الانضمام الفعال إلى نظام "سويفت" من أهم معايير الثقة المصرفية عالمياً، وشرطاً أساسياً للتعاملات التجارية والتمويلية عبر الحدود.
الجزيرة



