أنقذوا الدعم بتصحيح وجهته .. العدالة لم تعد مطلوبة بشكلها الحالي ؟

دمشق - سيرياستيبس :

بين جلسة مجلس الوزراء بالأمس وما قاله المهندس حسين عرنوس خلالها , وبين ما قاله مساءً عبر لقاءه التلفزيوني ثمة رسالة واضحة بتوجه الدولة نحو تصحيح الدعم والسير نحو توجيهه الى مستحقيه بحيث تشعر به الطبقات الأكثر حاجة وفقراً

وهذا يعني أنّ معايير الدعم سيتم وضعها على الطاولة ليصار إلى اتخاذ خطوة تاريخية بكل ماتحمله الكلمة من معنى فقد آن الآوان لتصحيح الدعم فعلاً وتذهب كل تلك الأموال التي تخصصها الدولة للدعم إلى الطبقات المستحقة من الموظفين والفقراء وذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل والعسكريين بمعنى يجب أن يكون الشخص الذي يستحق الدعم لديه مواصفات معينة تستوجب في حال توفرها أن تدعمه الدولة , وهنا نقف عند إمكانية تغيير وتطوير شكل الدعم بحيث يكون تأثيره حقيقياً في حياة هؤلاء الناس وداعماً لهم خاصة في هذه الظروف التي تعاني فيها البلاد من تراجع الموارد إلى أدنى مستوياتها وحيث يحتاج إعادة إقلاع الإنتاج الى سنوات وبما لايخفى على أحد , خاصة إن بقيت العقوبات الخارجية واستمرت سرقة النفط على حاله

إذاً رئيس الحكومة قال لن يكون هناك تراجع عن الدعم , ولكن لانعتقد أنه في الظروف الراهنة للموارد وللمبالغ التي يتم دفعها وما تتعرض له من فساد لايمكن الإستمرار بالشكل الحالي للدعم وسيتم تحريك الأسعار - المصطلح الجديد - باتجاه زيادتها كلما كان هناك شعور بالضغط على الخزينة وبالتالي سيكون هناك خطوات مؤكدة لتقليض فارق الدعم الذي ما زال 1500 ليرة في المازوت على سبيل المثال ..

وكلما تم تقريب الاسعار أو تحريكها أو تعديلها أوزيادتها سيحدث الغلاء والتضخم وسيزيد عجز ذوي الدخل المحدود عن المواجهة وبالتالي لا حل إلا بتوجيه الدعم إلى الفئات المستحقة ويجب أن لايأخذ الأمر الكثير من الوقت . هناك تجارب لدول مجاورة عملت بمعايير الدعم مثل الأردن يمكن مقاربتها مع الواقع السوري والخروج بمعايير قادرة على تحقيق العدالة بين الفئات المستحقة وليس بين الفئات المستحقة وغير المستحقة ؟ .

لايجوز أن تتحمل الطبقات الفقيرة عبء الأزمة والظروف الصعبة لوحدها يجب أن تشارك الطبقات الأخرى أيضاً وأول مشاركة تكون عبر تنحيها عن الدعم والتنازل عنه لصالح الطبقات المستحقة ؟

من يملك المال ولديه دخل عالي يجب أن لايحصل عى مازوت ولا خبز ولا غاز ولا سكر ورز ولاحتى كهرباء ومياه بسعر مدعوم لأنّ هذه الفئات أعطت نفسها الحق لرفع أجورها مسايرة لإرتفاع التكاليف إذا هي ليست بحاجة للدعم , في حين الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل لم تتمكن من التقدم في دخلها إلا في إطار زيادة الرواتب التي حدثت او باللجوء الى عمل ثان بالكاد يسد جزءاً يسيراً من تكاليف الحياة هذا ولم نتحدث عما فعله التضخم بدخل هؤلاء

اليوم هناك مهمةً اجتماعية يجب أن يقوم بها الفريق الحكومي للنهوض بالطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل أولا عبرالاستمرار بزيادة دخولها وفقاً لما تم الوعد به , وثانياً عبر تصحيح الدعم وإنهاء الدعم لمن لايستحقه , وثالثاً عبر قيادة عملية إنتاجية بلا ثغرات وبلا انتهاكات مع توفير الإدارات الاقتصاديةالقادرة على التخطيط بشكل سليم لمستقبل الانتاج والعمل وبما ينعكس لاحقا على تحسين معيشة الناس ؟

كل ذلك ونقصد وضع معايير للدعم وتحديد الفئات المستحقة له يمكن انجازها بالاعتماد على قاعدة البيانات التي يوفرها مشروع البطاقة الذكية , فالأمر لايحتاج الى الكثير من العناء بقدر مايحتاج الى استثمار قاعدة البيانات المتوفرة وبكثير من الدقة والتي يمكن منخلالها قراءة واقع الأسر السورية بوضوح .. كوضوح الشمس ..

هامش : رئيس الحكومة : لن يكون هناك تراجع عن الدعم لكن قد تختلف أشكال الدعم قيمة دعم الخبز يوميا من 5 إلى 6 مليار ليرة

هامش 2 : رئيس الحكومة : يجب أن تشعر الطبقات الأكثر حاجة بقيمة الدعم

هامش 3 : رئيس الحكومة: الحكومة تسعى لإيصال الدعم لمستحقيه

هامش 4 :
كلف مجلس الوزراء الجهات المعنية إعداد قاعدة بيانات وطنية بالاعتماد على البيانات التي تم توفيرها عبر مشروع البطاقة الإلكترونية بما يسهم في استثمار هذه البيانات لتوجيه الدعم إلى مستحقيه وتحديد الشرائح الأكثر احتياجاً وتفعيل برامج الدعم الاجتماعية.

هامش أخير : أنقذوا معيشة الناس بقرارات تاريخية ..