سيرياستيبس :
كثير من دول العالم تعاني من حدوث الزلازل، والتي تختلف من حيث قوتها؛ وبالتالي أيضا تختلف بآثارها التدميرية، وهناك خارطة زلزالية للعالم توضح مكان توضع الفوالق الجيولوجية بمختلف أنواعها وتأثيرها على حدوث الزلازل.
وهناك خارطة زلزالية لسورية تم وضعها من قبل لجنة من نقابة المهندسين السوريين والمركز الوطني للزلازل؛ حيث كان الهدف من وضع الخارطة الزلزالية تحديد الأماكن الأكثر تعرضا للزلازل ومقدار قوتها..
الدكتور عصام ملحم؛ استاذ البيتون المسلح في جامعة حمص وعضو لجنة الكود السوري ومن اوائل من توقع حدوث زلزال ٦ شباط ٢٠٢٣ تحدث لسيريانديز قائلا: من المعروف تاريخيا أن سورية تعرضت للكثير من الزلازل الكبيرة والمدمرة كزلزال حلب الكبير عام ١١٣٧ ويعتبر من الزلازل القوية التي حدث بها دمار كبير وذهب نتيجته الكثير من الضحايا و يعتبر حسب التصنيف الزلزال الثالث على مستوى العالم حيث تجاوزت قوته ٨ ريختر؛ أيضا من الزلازل التي حدثت زلزال دمشق العظيم الذي حدث عام ١٧٥٦ وهو آخر زلزال تعرضت له سورية ذهب ضحيته أكثر من ٢٥ الف شخص.
عن إمكانية حدوث زلزال قريب في سوريا؛ قال ملحم: هناك مؤشرات تدل على احتمالية حدوث الزلزال منها تواتر حدوث هزات في المنطقة وبشكل متسارع؛ كما لاحظنا الفترة الأخيرة؛ بشكل شبه يومي هناك هزات ضعيفة بقوة ٤ ريختر أو أقل في مناطق مختلفة سواء في سورية أو في الأناضول أو في جزيرة كريت او بالقرب من قبرص اي المناطق المحيطة بسورية؛ اضافة إلى وجود مجموعة من الفوالق ضمن الأراضي السورية مثل فالق البحر الميت؛ فالق سرغايا، الفالق التدمري؛ وفالق الأناضول؛ وهذه الفوالق تشهد نشاطا زلزاليا كبيرا، أيضا هناك شيء نسميه الدورة الزلزالية اي تواتر حدوث الزلازل عبر السنوات ومن خلال الدراسات التاريخية والوثائق تبين أن هناك دورة زلزالية في سورية تحدث كل ٢٢٠ إلى ٢٥٠ عاما ويقع زلزال مدمر في سورية وبالتالي وحسب المؤشرات هذه مجتمعة فإن احتمال حدوث زلزال كبير ومدمر وارد جدا في سورية ولكن لا يمكن التنبؤ باليوم وباللحظة التي يمكن أن يحدث بها الزلزال.
وشدد على وضع خطة وطنية على مستوى كل محافظة للتدخل السريع من إعداد وتجهيز فرق الإنقاذ وجاهزية الفرق الطبية والفنية بشكل كامل وتجهيز كوادر هندسية للكشف عن المباني قبل حدوث الزلزال وخصوصا المنشأت الهامة والمشافي والمناطق التي تشهد اكتظاظا سكانيا كبيرا للوقوف على حالة تلك المباني قبل حدوث الزلزال ووضع التوصيات المناسبة.
كما أشار إلي وجود نوعين من الأبنية في سورية؛ أبنية تمت اشادتها قبل عام ١٩٩٥ قبل وجود خارطة زلزالية لسورية لذلك لم تدرس إمكانية المباني لمقاومة الزلازل فهذه المباني قد تكون جميعها معرضة للإنهيار في حال حدوث زلزال قوته تتجاوز ٦,٥ ريختر سواء كان مركز الزلزال إحدى المدن السورية أو قريب من المدن السورية أما باقي الأبنية هناك قسم لا بأس به تمت دراسته على مقاومة الهزات الأرضية ولكن نتيجة غياب الإشراف الدقيق وعدم إجراء اختبارات ضبط الجودة على المواد فإن قسما من هذه المباني لاتحقق شروط مقاومة الزلازل وقد تكون عرضة للتصدع والانهيار في حال حدوث الزلزال؛ وخير مثال على ذلك ماحصل في اللاذقية ومدينة جبلة في زلزال ٦ شباط فالأبنية في المناطق الساحلية تتعرض للعوامل الضارة نتيجة تأثير الرطوبة وهذا يؤدي إلى تأثر هذه المباني أكثر من غيرها في حال وقوع زلزال وهذا يلقي على عاتقنا مسؤولية كبيرة بضرورة الكشف عن المباني في المناطق الساحلية للتأكد من سلامتها.
سيريانديز