سيرياستيبس :
أجاب خليل هنداوي على تساؤلات ملحة بخصوص أسباب انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية في الأيام القليلة الماضية.
وتم تداول منشور منسوب إلى هنداوي كتب فيه:
أخي السوري أينما كنت أسمح لي في هذه الأسطر القليلة أن أجيب
على الكثير من تساؤلاتك وما يدور في مخيلتك أو حتى ما يخيفك تجاه القادم
المجهول أحياناً.
مؤخراً بدئنا نرى انخفاضاً متسارعاً بسعر الصرف و –تحسن ظاهري-
للعملة السورية مقابل الدولار فبدأ الكثير من الناس بتحويل مدخراته إلى
العملة السورية، فهل بدأ اقتصادنا السوري بالتعافي وتحسن القوة الشرائية
لليرة السورية؟ وعليه من الأفضل تحويل مدخراتنا من العملات والذهب الى ليرة
سورية؟
كي أجيب على هذا التساؤل يجب أن نفهم ببساطة متى تكون العملة قوية ومتى تضعف، أي متى تزيد قوتها الشرائية ومتى تنخفض.
إن القوة الشرائية لعملة بلد معين تعتمد على عدة عوامل مهمة، من بين هذه العوامل:
1- قوة الاقتصاد العام: عندما يكون الاقتصاد العام للبلد قوياً
ومزدهراً كما في دبي وقطر مثلاً، فإن العملة لديهم تكون أقوى نتيجة لثقة
المستثمرين والتجار في الاقتصاد واستقراره.
2- التضخم ومعدلات الفائدة: إن ارتفاع معدلات التضخم قد يؤدي إلى
ضعف العملة كما حدث في سوريا إبان العهد البائد، بينما يمكن أن تؤدي معدلات
الفائدة المرتفعة إلى قوة العملة بسبب جذب الاستثمارات الخارجية.
3- الاستقرار السياسي والاقتصادي: إن الاستقرار السياسي والاقتصادي
يلعب دوراً كبيراً في تحديد قوة العملة، حيث يؤدي الاضطراب السياسي أو
الاقتصادي إلى ضعفها.
4- التجارة الخارجية: إن حجم التجارة الخارجية وفائض التجارة (التصدير > الاستيراد) لبلد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قوة عملته.
من هذه النقاط الأربعة نجد أن العملة السورية في هذه المرحلة لم
تحقق أياً منها فاقتصادنا السوري يحتاج إلى سنة على الأقل كي يحقق الدورة
الاقتصادية وهو لن يتحقق قبل 31/12/2025
وبالرغم من أننا بدأنا مرحلة الاستقرار السياسي إلا أننا بحاجة
لبعض الوقت لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والذي يتوقع أن يبدأ فعلياً بعد 3
أشهر عندما تقوم الحكومة المؤقتة بتثبيت ركائز عجلة الاقتصاد.
أما العامل الأسرع تحقيقاً لزيادة القوة الشرائية للعملة فهو تحقيق
ميزان تجارة خارجي رابح وذلك من خلال زيادة الصادرات على حساب الواردات،
الأمر الذي لم يتحقق بعد، بل على العكس رأينا زيادة مضطردة بالحصول على
المستوردات بشكل نهم (كنتيجة طبيعية لتصحر الأسواق السورية في عهد النظام
البائد) وهو ما سينعكس سلباً على العملة السورية وبشكل حتمي، حيث سيكون
هناك زيادة في الطلب على الدولار والعملات الأجنبية لتمويل المستوردات.
ورُب سائل يسأل، إذاً لماذا انخفض الدولار أمام العملة السورية
في هذه الآونة، فنقول إن ما يحصل هو فقاعة وستختفي قريباً. هذه الفقاعة
شكلها تجار الأزمات أو ما يعرف مجازاً باللغة المحلية –هوامير السوق-
والذين ينفذون نفس سياسات النظام البائد، وذلك بغية سحب أكبر قدر ممكن من
الدولارات من السوق عبر طرح عملات سورية (لا قيمة لها أصلاً). فلك عزيزي
القارئ أن تسال نفسك من أين خرجت كل هذه الأموال السورية؟ من هو التاجر أو
الصراف –الغشيم- الذي يُبقي أموال سورية بأحجام كبيرة جداً جداً عندما كنا
قادمون على حرب لم يكن ليُعرف نتائجها؟
أصلاً اعتاد تجارنا قبل نومهم على تحويل كل ما لديهم من عملات
سورية الى دولار في نهاية كل يوم عمل، وهذا ما يعرفه الجميع فكيف ظهر كل
هذا الكم من العملة السورية فجأة؟
و كخلاصة لكل ما سبق أقول إن مسببات قوة العملة وارتفاع قوتها
الشرائية لم يتحقق بعد، ولن يتحقق قبل مرور دورة اقتصادية كاملة. وعليه
يرجى أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء ما يشاع ويروج له وخصوصاً في
السوق الزرقاء (فيسبوك) وخصوصاً من قبل صغار المدخرين ولذلك يجب المحافظة
على سلة العملات الأجنبية والذهب كمدخرات ستحتاجونها حتماً عندما سيعود
الدولار للارتفاع بشكل متسارع في الأيام القليلة القادمة.
|