كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس : دعوني أمر سريعاً خفيفاً من عديد القصص و الأقاصيص التي تروى هذه الأيام عن
بطولات الجمارك و من في حكمهم ضد عديد الفعاليات و التجار و من في حكمهم و
من يشبههم .. على أساس أنه مشوار مكافحة الفساد و التهرب من القانون ؟؟!!!
.. و هذا الأساس المفترض هو أهم بنود الكارثة .. فعلى أساسه تتم المصالحات
و الغرامات بأرقام خرافية دفعت عديد أصحاب المصالح لإعلان افلاسهم و
اغلاق محلاتهم .. و أعتقد أن ما دخل منها إلى خزينة الدولة ضئيل جداً . و
ما ذهب منها إلى جيوب الفاسدين كبير جداً ...و الدفع ، إما
بالدولار الحبيب المحارب .. و إما بسبائك الذهب. أكثر من محل أكثر من ورشة
أو شبه ورشة ..أو فعالية ما .. سكرت أبوابها و يستعد أصحابها لهجرة الخلان و
ما بقي من الأوطان ..
وأشنع ما في الحكاية أن يصنف هذا النشاط الفظيع في
إطار مكافحة الفساد ..
هذا الباقي المتبقي في هذه البلاد .. هي تحتاجه أكثر بكثير مما تحتاج
الادارات الجاهلة الفاسدة .. و وجوده هو الشاحذ الأهم للهمم كي تدخل بلادنا
عملية عإادة البناء .
البناء أو اعادة البناء يحتاج أولاً و بعد أن تتوفر له الإرادة ... تهيئة
الموقع ..
من يهيئ الموقع .. ؟ من يضع مخططات البناء ..؟ من و الكل مُراقب مُحارب
عدا " الحربجية " الذين يراقبون كل ما تصله عيونهم كي لا يمر منهم أي باب
لعمل أو مبادرة قبل أن يأخذوا نصيبهم منها .
بلدنا اليوم يعيش ضحية الحرب التي شنت عليه ... و ضحية إدارة و سلوك أثرياء
الحرب و مطامعهم التي لا تتوقف عند حد معين ..
في عملية البناء لا يمكن تجاهل حقيقة الواقع و الموقع .. و الأجواء التي
تسود ذلك كله .. اختلال التوازن إلى حدود انعدامه حقيقة قائمة .. ولا بد من
انشاء حالة التوازن التي ينشئها فقط البناؤون .. بحثاً عن مصالحهم .. في
بلدنا ما زال هناك من يرى له مصلحة في العمل فيه و يفضله على البحث في
بلدان الاغتراب .. فهل نحاربهم .. هل لنا مصلحة في تطفيشهم .. ؟!
لننظر بصدق على واقع المال و الأعمال القائم و الممكن .. بل حتى الواقع
الجغرافي .. حيث هناك تشتت في بقع العمل الممكن .. وفي كل بقعة هناك من
يفكر ويسعى .. و من مجموع ذلك يمكن أن ينشأ منهج عمل ما ..
الادارة الحكومية لا تستطيع أن تدعم أبداً .. لكنها تستطيع أن تبتعد عن
الاعاقة تحت أي عنوان كان لتترك للناس و لو طيفاً من منهجية .. دعوه يعمل
.. دعوه يعيش ..
برأيي أن كل من يتجه لتوظيف ما لديه من أموال و أفكار في أي بقعة من بقاع
سورية المحررة بمعنى الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية .. يجب أن يدعم .. و
أي منشأة تجارية أو حرفية أو صناعية وزراعية .. إلخ .. افضل بكثير من
الجباية الموبوءة المرتشية و بوابة الفساد ..
ماذا يعني ذلك كله .. ؟
يعني حرية العمل .. وصولاً إلى التوازن ..
As.abboud@gmail.com
|
التعليقات: |
الاسم : مازن المغربي - التاريخ : 22/01/2023 |
من حق الدولة ومن واجبها ربط ممارسة أي مهنة بترخيص وبالتزام بتسديد مستحقات الدولة .... يتم اقتطاع ضريبة الدخل من رواتب موظفي القطاع الحكومي وهم الفئة الأكثر هشاشة بعد فئة المتقاعدين ... من غير المقبول أن يحصل أي شخص على أرباح دون تسديد ضرائب وبطبيعة الحال قد يكون هناك معايير يتم على أساسها إعفاء شرائح معينة أو مهن معينة أما صاحب الورشة (مهما كانت متواضعة) وصاحب المحل (بغض النظر عن مساحته) فلابد من إلزامهم بالترخيص وبالتكليف المالي |
|
|
|
شارك بالتعليق : |
|