كتب أسعد عبود - سيرياستيبس :
آسف لهذا العنوان لما فيه من رومانسية .. و أظنه مقتبساً من رواية
لفرنسواز ساغان .. أو غيرها .. أو من ابداعات حالتي المتجمدة ... على كل
حال لا شيء من ذلك كله تعنى به هذه المقالة و لا هذا الموقع .. لست أدري
..
الاسبوع المنصرم بكل إصرار ... و عن سبق الترصد .. خضعت للغواية بدعوة
مغرية من الصديق زياد غصن لحضور ندوة في ثقافي أبو رمانة ، فقد مضى زمان
على آخر ندوة حضرتها .. و فيها حوار مباشر .. فكيف بك أن تقرأ أن موضوع
الندوة و عنوانها كان " كيفية الخروج من الأزمة " و المقصود بها أزمة سورية
الراهنة ..
لم تفتقد الندوة الحضور .. و لم يقعد الزميل زياد دون تقديم كم من معلومات
جدير فعلاً بالمتابعة .. و لم يكن مجاملاً ..
لكن و بحسب ما رأيت و عايشت نحن لم نقترب في الندوة و لو بحدود الملامسة
الذهنية من كيفية الخروج من الأزمة .. تحدثنا عن الأزمة و لم نصل إلى رؤية
موحدة منها و بصراحة لم نحاول ..
الذي أريد أن أصله أن هذه الندوة و غيرها من ندوات و طروح و مبادرات مبشرة و
أون لاين .. منو من معارضين.. لم تصل بعد فضاء الاقلاع .. ولا مدرجاته ..
وأي اقلاع يحتاج مهابط و مدرجات و هو ما لا أراه يتوفر في الحالة السورية
كي نتخيل محاولة اقلاع لعملية البناء .. هو ما افتقدته الندوة المذكورة ..
مع كل الشكر للذين أداروها و أعدوها و شاركوا فيها .. الاستاذ المحامي
محمود مرعي .. و الصديق الدكتور بسام أبو عبد ألله .. ثم صاحب الاغواء
الأخير لي الزميل الصديق زياد غصن و هو رجل جاد و مجتهد و قدم الكثير على
هذا المهبط .. لكن المدرج لا يسمح بالتحمية ولا بالإقلاع .. و تفضلت
الندوة الكريمة فأثبتت ذلك .. لولا أنها شكلت وعداً لمن يبحث عن ، وعد أننا
موجودون و لدينا ما نقوله ..
لكننا لا بد لنا أن نقترب من ندوات و حوارات مطالعة و معالجة الوضع القائم
بأخطائه و ارتكاباته و خطورته .. بشكل عملي و ملموس .. بحيث يصبح ما نضرب
به الأمثال و نحضره كمؤيدات في كافة الملفات و ما يروى عن ارتكابات يصبح هو
موضوع الندوة ..
يعني مثلاً .. نقول مظالم الحكومة و مفاسدها و سلوك الجباية المفتري ..
فلنكف عن تقديم ذلك كفكرة أو شاهد على موضوع أو رأي داخل ندوة و ليكن هو
الندوة .. !! و عندما يكون الموضوع كذلك يحضر للحوار أبطال الصراع ..
الحكومة و شرطتها .. و رجال التجارة و الأعمال و وثائقهم .. على شرط
المساواة و الديمقراطية ..
محلات أغلقت أبوابها ..ورش توقفت عن العمل .. تجار هاجروا .. مشاريع توقفت و
ما يروي يوجع القلب و الروح و يطرح الخوف بلا حدود من المستقبل ..
هل يمكن أن نطرح ذلك في ندوة متكافئة .. في كفة يجلس رجال الأعمال و الحرف
المنكوبين و في الكفة المقابلة .. ممثلو الحكومة .. ؟!
ممكن ... ؟!
فكروا فيها ..
علّه يبدأ هامش بعد معين للحوار ..
و علّ الحوار يصبح سلاحاً لمكافحة الفساد ..
فلنتحاور حول شيء عملي ..
As.abboud@gmail.com
|