كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
في حالة فريدة في تاريخ سورية و الاقتصاد السوري .. انفجر الواقع الاقتصادي
و الاجتماعي بضغط من الحرب المجنونة التي فرضت على بلادنا و بسبب ما تراكم
فيها من ارتجال و كذب و فساد .. قبل أن تنفجر الأرض بالزلازل .هكذا انتشرت
اشلاء البناء الذي زعمناه ... و ساد الخوف و الارتباك ..و حتى اللحظة لم
تولد في حياتنا مساحة للأمل يدركها البصر أو البصيرة .. !!
على شاشة التلفزيون عرضوا مشاهد لجوانب من الشوارع التي دمرها الزلزال في
المدن السورية . و قد أزيلت منها الأنقاض .. وبدت و قد ارتاحت من خرابها ..
بدت أرض مشروع للبناء قادم .. و هو لا بد أن يكون .. يحتاج الارادة أولاً
ثم العزيمة .. ثم البناة الصادقين الكفوين المهرة ..
مثلما كانت الارادة و العزيمة هنا في رفع الردم و الركام .. نحتاجها جداً
لإزاله انقاض القوانين و القرارات و البلاغات و التشريعات و كل النصوص التي
عبثت بحالتنا و ما زالت على مدى عقود طويلة كنا فيها نتحايل على عجز النص و
فشل الادارة و تقاعس القضاء عن طريق اصدار النصوص التي تبرر لنا الكسل و
العجز و تبيح الحالة و نقيضها و تمنه وتقمع و تشجع دون حدود واضحة بين هذا و
ذاك .. و تبيح الفساد ..!!
البناء الذي انهار .. انهار معه ، ما كان يخفيه من كذب و غش وفساد .. وهو
بذلك يقدم لنا فرصة حقيقية لإعادة البناء كما تستحق الحياة و كما تستطيع
الارادات و العزائم عنما تترك لها حرية العمل في ظل القانون الذي يخدمه .. و
ليس الذي يمنعها ... في حياتنا .. شهرنا بالمنع و القمع و العمل على مبدأ
حلال للشاطر .. و الشاطر هو الذي يستطيع أن يملص من القوانين ..
نحتاج اليوم سرعة البناء العمراني و الاقتصادي و الاجتماعي . و كله .. بس
.. نحتاج معه سيطرة العقل و العلم .. و بالعزيمة سيكون البناء أسرع .. و هي
تولد من المصلحة .. مصالح الناس .. و الفعاليات هي التي تولد العزيمة ..
بالإرادة يكون البناء ..
سورية مدعوة اليوم لتعزيل النصوص الحاكمة و المتحكمة من أجل اعادة البناء
كما عزلنا الأنقاض من أجل اعادة الاعمار .. مرّ على هذه البلد زمن طويل و
هي تحكم بالأوامر الادارية .. لا بالقوانين .. ولا بالمبادرات العاقلة
الفاعلة .. حتى صحرّت الحياة حولنا .. ولما جاءتنا الكوارث وجدنا أنفسنا
أشبه بالعزل ..
اليوم و رغم حالة البؤس و اليأس و الفقر و العوز و العجز .. ثمة بريق ..
لعلّه الأمل .. و فيما خرب و اندثر .. ما كان جديراً بذلك الاندثار .. لكن
البديل لن نصله بسهولة .. بل بالثقة و السهولة التي نتيح لأصحاب الارادات
الذين ينتظرون الفرصة .. و الفرصة تقتضي بالضرورة خنق مجالات الاستئثار و
الاستغلال .. فمن الذي سيفعل ..
هي الخطوة الأولى و الأهم أن ترى البلد و يرى الناس من الذي سيفعل و يتعرف
عليه .. فلا يولى و الحال هذه... من أوصلها إلى هنا من الادارات الحكومية التي حان الوقت لاختيارها بكثير من التأني واستنادا الى معايير الكفاءة والخبرة ..
As.abboud@gmail.com
|