كتب أسعد عبود - سيرياستيبس :
لا .. استعمار من النوع الذي عرفنا و ادعينا الحرب عليه ثم ادعينا الانتصار
.. استعمار من ذاك النوع لم يعد موجوداً ولا أحد يسعى إليه ..؟؟ كان
مكلفاً ..!! و اليوم يريدون استعمارنا دون أن يستعمرونا ... و دون أن
يتكلفوا .. نحن ببعضنا نتكفل حل المشكلة كما يصورون هم و هم يختارون منا
المديرين و المهندسين .. و تحت رايات تدعي الانتصار و الفهلوية ننفذ ما
يريده الاستعمار المعاصر تماماً . نحن .. قد نكون في دولنا نواليها أو
نعارضها .. قد نكون خارجها .. و نبحث عن ميناء ترثوا فيه في قواربنا
العتيقة الفقيرة التعبة .. و نكاذب الروح و العقل و نقول : لقد نجونا ..
ولا عاصم لنا اليوم من أمر الله .. إلا أن نفعل ما يرضي الله .. يرضي العقل
و العلم و الصدق .. وهي حجابات لله ..
نحن مجموعة الدول الفقيرة .. ازداد عددنا و ازددنا فقراً .. و كثير غيرنا
ممن حسبناهم لا يفقرون .. يبدو أنهم يئنون بغير لغتنا .. لغتنا أصبحت
مستهلكة مهزومة و مهجورة .. هم ما زالت عندهم بعض اللغات تصلح لإخفاء
الأنين.. لكتهم مهددون بلغاتهم و اقتصاداتهم .. و كم نشهد أن نهايتنا قد
تكون اقتربت .. نشهد أن نهاية اوروبا مثلاً قد تكون اقتربت ..
يهمنا نحن .. دولنا الصغيرة الفقيرة التي بدأت تنتمي للاستعمار دون حرب
أو ضرب ..!؟ دون حتى دعوة من مستعمر .. فقط أطفأوا شموعنا و تركونا نتوه و تغرق أرضنا من تحتنا ..
بالأمس سمح لبنان بتسعير أسواقه و بضائع دكاكينه بالدولار الأميركي .. لم
تعد الليرة اللبنانية نجمة في سماء الشرق ..!! ليس لبنان وحده الذي سعّر
بالدولار .. بل لعله العالم بأثره .. والذي يرفض ان تهدده الحرب .. كما هي
تهدد آسيا و روسيا و افريقيا ..
كل ذلك و العالم أشبه بحالة التائه ..!!
هي الدعوة للبشرية أن تستيقظ و تعود لمعركتها من جديد ضد الوحش الاستعماري
الجديد ..
من الغباء أن نتجاهل أننا أيضاً في هذا البلد نسعر بالدولار .. ليس في
السوق السوداء و حسب .. بل في وزارات الدولة و اداراتها .. و بما يكفي لتضع
حكومتنا تسعير لليرة .. أمام الدولار ..
ماذا يعني أن تسعر الحكومة لتر المازوت بما يتجاوز 6 ألاف و ستمائة ليرة
سورية .. ؟ أليس في ذلك تسعير لليرة ؟! .. بحيث تساوي بضعة قطرات من
البنزين و حسب .. نحن اليوم لسنا في المأزق و حسب.. نحن في ساعة الحيرة و العجز شبه المعلن
.. و يبدو القائمون على الامور راضين .. و من يدري لعلهم معجبون .. و إن
سألتهم : كان الجواب بسرعة :
هذا هو الحال و الممكن ... و نحن محاصرون ..
حسن .. نعم نحن محاصرون وليس هو الحصار الأول علينا .. حاصرنا الاستعمار
مراراً و من الفكر السوري و الارادة السورية ولدت مقاومة أسست لبدايات
الاقتصاد السوري ..
اسألوا بناء مرفأ اللاذقية .. مصفاة حمص .. الشركة الخماسية .. معامل الغزل
و النسيج .:. أصفر و نجار .. أسألوا عن استقلال النقد و فك الارتباط
بالفرنك الفرنسي ... أسألوا عن العبقرية السورية يوم كانت للسوري حرية
التفكير و العمل دون أن تحاصره حكومات متخلفة .. !!
أسألوا .. اقرأوا التجربة هي تجربتنا .. و قد تحدينا بها تحكم المستعمرين
.. و فيها ما هو صالح .. إن فك عن ارادتنا حصار الحكومة البائسة ..
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
