كتب أسعد عبود
لسيرياستيبس :
عبر التاريخين القريب و البعيد ربطتنا بالصين علاقات ودية حقيقية .. غالباً كانت ودية و فقط .. أقصد أنها لم تعبر عن حالها اقتصادياً تحديداً . سياسياً ظلت دائماً علاقاتنا بالصين جيدة بمستوى أن نخدم المصالح المتبادلة دبلوماسياً وفي المحافل الدولية .. أما اقتصاديا ..؟ فلم تكن هذه العلاقات بالمستوى المطلوب سواء قياساً بالعلاقات السياسية والصداقة التاريخية .. أم قياساً بكيف يمكنها أن تكون ..
للصين بعض الاستثمارات المهمة في سورية لكنها محدودة قياساً على المقاربة التي أوردتها .. و في مطلع العقد الثاني من هذا القرن .. مع اشتداد حالة الارتباك في المسيرة السورية .. و الحرب الداخلية و اشتداد الحاجة السورية للمساعدة ، و التي هي اليوم في أوجها .. كشفت الصين عن طيب و أصالة توجهها نحو سورية عندما تشاركت مع الاتحاد الروسي ف باستخدام الفيتو ضد قرار كارثي سعت إليه الدول الغربية و عدد من دول الجامعة العربية - بكل أسف – مما وضع سورية مع فرصة شراكة خارقة الأهمية ..
لكن و بكل صراحة بقيت الأمور عند حدود النيات الطيبة .. علماً أنه بالنسبة لسورية في وضعها الراهن .. تقف الصين كثاني أو أول اثنين من الدول في العالم القادرة على انقاذ سورية من محنتها و بجدارة .. و لما كان ثاني الاثنين من هذه الدول القادرة على فعل الانقاذ هذا ، هي الولايات المتحدة الأميركية .. و لما كانت هذه الدولة هي الخصم إلى درجة العداء السافر الكامل و الأذى المستمر .. تبقى الصين .. وحدها صاحبة المقدرة على مثل هذا الفعل الاستثنائي !! دون أن ننكر امكانات دول أخرى و صلاحيات مواقفها السياسية مثل روسيا و ايران .. لكن لا أحد منهما يمكن أن يقارن بإمكانات الصين و لا غيرهما .. حتى ولا الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوربي فما تحتاجه سورية و الحالة السورية هو تقانة و مشاريع تتوفر في الصين أكثر و بأداء أنجح .
لذلك فإن صحت النيات و جندت العزائم تكون الصين المنقذ القادر فعلاً .
لكن هل هي مهمة من الممكن أن نتركها على عاهل الصين وحسب .. مهما تقدمنا في العلاقات و المباحثات .. ؟!
و ما الذي سيدفع الصين لتنفيذ هذه المهمة الجبارة .. ؟ هل يمكن أن تقدم دون رعاية مصالحها .. ؟؟ .. لا أبداً .. بل هي قضية مصالح .. و للصين مصالحها .. فما الذي تحفظه سورية و يمكن أن يكون مقنعاً للصين كي تقدم على خطوات جبارة تضعنا على السكة .. ؟؟
هذا ما يمكن أن تظهره الصين ..
لكن برأينا أن الواقع السوري قد ينفر أية استثمارات و مشاريع منا .. و لاسيما الفساد الكامل و سيطرة التوجهات الفاسدة .. و ليست الصين في حالة غربة عن واقعنا هذا ولا هي بجهالة به .. !!
قبل الحرب في سورية زرت الصين ثلاث مرات .. في واحدة منها أخبرني الصديق الزميل محمد خير الوادي و كان سفيرنا هناك .. عن مشكلة قامت بين مؤسسات صينية و مستوردين سوريين .. حيث لم يقدم التجار السوريون على استلام المواد المتفق عليها و التي أعدت لهم .. مما وضع المصدر الصيني أمام مشكلة حقيقية .. فالبضاعة المتفق عليها جهزت خصيصاً للسوريين ولا يمكن بيعها لأي مستورد آخر لأن السوريين يختارون من البضاعة ما لا تقبله أسواق أخرى ..!!؟؟
أ بمثل هذا العمل الاقتصادي التجاري يمكن أن نقيم مع الصين الشراكة التي نحتاجها ..
لذلك و بمنتهى الصدق نحن نحتاج غير هذه الادارة .. و غير هذه الحكومة ..