كتب أسعد عبود
خاص لسيرياستيبس :
طبعا لسنا بصدد الدفاع عن الدولار .. و لا الهجوم على زيت الزيتون .. انما هما رمزان كل يمثل حيزا اقتصاديا في حياتنا الراهنة .. الاول يكوينا من يمين و يسار وفي الجباه و على الرؤوس .. او هكذا يقولون لنا .... والثاني يكوينا غلاؤه ...
اليوم اشتريت بيجاما نوم عادية جدا ب 300000 ليرة سورية عدا و نقدا و معها لفة مزاعم انهم خفضوا السعر لي ليصل الى هنا .. تأملت البائع ، فهم بحساب الكلفة بالدولار .. القماش سوري و القص و التفصيل و الخياطة في سورية .. و المنتج بكامل عناصره سوري و كتب عليه صناعة سورية .. شو دخل الدولار .. ؟!
طبعا ان اعرف من اين جاء سلطان الدولار على منتجات بلدنا ولا حيلة لنا للمواجهة لانتفاء الارادة بالمواجهة ..!!
ونعود الى زيت الزيتون لأنه موسمه .. و الحاجة إليه أشد حتى من حاجة بيجاما نوم و نحن ننتظر الشتاء الذي يدق الابواب .. بل هو تأخر ..
ثم نحن من يوم بدأنا نحيي الارض و نعمر فيها كان لنا الزيتون و الزيت .. نقطف و نعصر و نتوازعه و نأكل منه و نطعم .. و نبيع و نشتري و لم يكن من دولار او استرليني يسمع بنا .. !! فقط يوم شرفونا الشباب .. اعني " نحن " شرفنا الارض و الحقل و المعصرة و المصنع نبحث عن حقوق الكادحين و نصرتهم .. يومها و ما بعد ، تداولنا الكلمة .. و من بعدها العملة " الدولار " .. فوقعنا في المصيدة .. جئنا باسم الاشتراكية نصطاد الدولار فاصطادونا .. من حبة الزيتون و قطرة الزيت و حتى لباس النوم .. و حليب الاطفال .. و كل الغذاء و الدواء .. و الماء ايضا ..كله بالدولار ..
لماذا .. ؟
لأنه عملة الفاسدين فينا و هم اصحاب الكلمة ..!!.. و طالما نحتاج وسائل الحياة الحديثة من التلفزيون و الشبكة العنكبوتية و اجهزة الهاتف النقال " يا لطيف " و الثابت و كل شيء بما في ذلك الوقود و الدواء و الطب و الحكمة و الجمارك على ذلك كله ... بل و حتى ليتر الزيت .. فنحن " دولاريون " بالاكراه ..!
لنخرج من الانشاء .. و ندخل الحياة العملية .. نحن نحتاج ارضنا و مقومات بلدنا إن اردنا الخلاص .. فأن كان لديكم الدولار .. اودعوه هنا لاجل بلدنا و لاجلنا و هو بالأصل مسروق منا ..
لمن نوجه هذا الكلام الذي حولنا الى كتاب النكتة تضحك الظلام .. و يستمر عندنا النحيب ..
اكرر ..
ما زال في ارضنا ، وفي همم من بقي فيها من ابناء شعبنا .. قوة عظيمة ان ترك لها ان تفعل .. دون حسابات لحصاد الدولار المنهوب دائما من جيوب الشعب برعاية الحكومة ..
مثلما قدمت هذه الارض فرصة الخلاص للمخلصين بعد الاستقلال .. لن يمنعها اليوم مانع ان توفر الاخلاص و المخلصين ..
الغائب المفقود فعلا عن الساحة السورية هي تلك الارادة التي يمكنها أن تقرأ وفرة المتوفر و شح الشحيح لتفعل بمقتضى هذا و ذاك ..
لماذا هي غائبة ..
هل هي غائبة ام مغيبة .. ام ممنوعة مقموعة مطلوب منها ان تشارك كل اصناف الفاسدين في اي انطلاقة تحاول ..؟!
السؤال الذي اختتم به :
هل هناك من يتابع و يرى و نحن لا نراه ..؟؟
ان كان الامر كذلك .. يجب ان نعلن عن جديد بمعنى الكلمة يتوفر لسورية .. و لا ننتظر الاعلام .. فهو لا يعلم و لا يعلم .. واحدة بالفتح و الثانية بالضم ..
ضموها يا اهلي .. ضموا أرضكم ضموها .. هي اغلى من كنوز الكرة الارضية ..
As.abboud@gmail.com