دمشق - سيرياستيبس : هل
بالإمكان أن يقف تدهور حياة الناس عند حده الحالي .. وهل هناك إرادة
وإدارة اقتصادية تفكر أصلا في لجم إنحدار المعيشة بعد ارتطامها بالقاع ..
بعد سقوط حر تفرجت عليه الحكومة دون أن تُجهد نفسها بشرف محاولة الانقاذ أو
على الأقل تقليل شدة الارتطام , بل على العكس لقد ساعدت عبر قراراتها "
خيالية العُقم " في تسريع الارتطام وفي جعل صوته قوياً من شدة الألم . نعود
لسؤالنا أعلاه : هل بالإمكان وقف تدهور حياة ومعيشة الناس .. وماذا يعني
المزيد من التراجع ومالذي يمكن توقع حدوثه بل ماذا يُتوقع أن يحصل إذا
استمر هذا الغلاء وهذا التراجع في مختلف المؤشرات الاقتصادية
لماذا
لاتمتلك هذه الحكومة أي خطة لتحسين مسار حياة الناس على الأقل جعله أفقيا ,
وضمان الحفاظ على درجة السوء الحالية فيه ومنع المزيد من التدهور .. اليوم
ماهو مبرر ترك الأسواق لما تعانيه من فلتان واحتكار واستغلال وتوحش غير
مسبوق , لماذا كل هذه الفوضى , وهنا نسأل لماذا استمرار ارتفاع الأسعار
رغم استقرار سعر الصرف منذ شهرين تقريبا , وما هو السعر الذي يعتمد التجار
والصناعيين للتحوط هل هو في مكان بعيد عن سعر السوق السوداء الحالي ؟؟ . يفحش
الغلاء يوماً بعد يوم ويفتك باستقرار الناس بحجة ارتفاع التكاليف التي
لاتتوقف عن الارتفاع دون أي ضابط , بل يتاسبق تجار المرحلة في اختراع
التكاليف وتضخيمها , بينها تكاليف غير مجودة في الادبيات الاقتصادية , هي
فقط موجودة عندنا ومن اختراع بعض تجارنا ومسؤولينا وموظفينا ونوعية الفساد
المعتمدة لدينا ؟ .. اليوم
نلاحظ أنّ كلمة التجار "عليا " عند الحكومة وكلما نجحوا بانتزاع قرار ..
توجهوا الى آخر دون أن يوفوا أي من وعودهم بتخفيض الأسعار .. هم يريدون كل
شيء ولا يريدون تقديم شيء ؟ ومهما أخذوا قالوا هل من مزيد ؟
بعض
التجاريحاولون التغلغل الى القرار الحكومي بحجة التشاركية , وهناك بينهم
فئة تمتلك النفوذ او شريكة فيه وبالتالي تراى أن لامشكلة لديها في
الاعتقاد بأنّ من حقها فعل كل شيء بغض النظرعن القانون وما يأمر به؟ .
في ظل جو غير سليم لا أحد ولا شيء فيه يتبع القواعد الاقتصادية والتجارية ,
وفي ظل تضخيم للتكاليف وفي ظل اقتصاد القلة التي جعلت من توحش السوق
السوداء غولاً لم يعد بإمكان أحد الوقوف في وجهه .. على الأقل هذا ما يبدو,
في ظل كل ذلك مالذي يمكن التنبوء به
أبشع
مثال يمكن الحديث عنه : هو محصول الحمضيات التي يقوم التجار بشرائه بمبالغ
بخسة متجاهلين تكاليف الفلاح تجاهلا كاملاً , وما أن تصل الى الأسواق
يبدأون بتحميل المنتج كافة تكاليفهم بما في ذلك تكاليف الطاقة الشمسية
والمكالمات الهاتفية التي يجرونها والرشاوي التي يدفعونها ..
الامر ينسحب على كل شيء على كل المنتجات .. وحيث يبدو التاجر هو الوحيد القادر على التحرك ومحاصصة الجميع من جيوبهم .
مرة
جديدة نسأل إن استمر الغلاء وسيستمر والحكومة هي أول من جهز نفسه لرفع
أسعار السلع التي تتحكم بها , فمالذي نتوقع حدوثه , وهل مطلوب من الفقير
أن يخرج من ناصية الحياة ليستقر في القاع لايجد من يتطلع إليه ؟
الجميع
متفق على أن هذه الحكومة .. حكومة جباية ورفع الاسعار وكل يوم هناك ما
يؤكد انها تفتقر الى العقل الاقتصادي الفذ القادر على انتاج الافكار
الخلاقة والبناءة وابتداع الحلول ويعرف كيف يؤمن ويخطط لتأمين طوق النجاة
للاقتصاد وللمعيشة معاً
..ليبقى السؤال .. ماهو شكل القادم إن بقيت ادارة الاقتصاد على ما هي عليه
.. دون خطوات قوية وحقيقية اتجاه الانتاج وتحسين المعيشة بشكل مؤثر وحقيقي
؟ ..
هامش 1 : ثمة مزاج عام في الشارع يقول التالي وحرفيا " منين بدنا نجيب عالم .. واذا راحت هالحكومة رج يجي اسوأ منها في
الحقيقة علينا ان نقول بكل ثقة "لن يأتينا مثل هذه الحكومة ابداً " ..
وبقاء وجودها لن يعني إلا مزيدا من التدهور المعيشي والاقتصادي على كل لننتظر كيف ستغطي هذه الحكومة عجز موازنتها التي كتبتها للعام القادم.. أما نحن فلنستعد لمزيد من رفع الأسعار ؟ هامش 2 - في كل ماتحدثنا به عن التجار فنحن لانعمم ابداً ؟
|