الاقتصاد أولاً دمشق - سيرياستيبس :
ضمن سلسلة مقالات مهمة وقيمة يتابع الدكتور عامر خربوطلي حديثه عن جوانب مختلفة في الاقتصاد والعمل ضمن حالة من بناء المعرفة .. . وفي مقالته الجديدة التي حملت عنوان "الاقتصاد أولاً " . يؤكد خربوطلي أنه لا يمكن الحديث في الاقتصاد أو عند القيام بأي تحليل اقتصادي لوضع ما أو مشكلة معينة بمعزل عن السياسة أولاً وبمعزل عن التاريخ والجغرافيا ثانياً وهي مقولات كان يحاول البعض أن تبقى بعيداً عن الاقتصاد وكأنه يعيش أي الاقتصاد في جزيرة منعزلة عن المتغيرات والتحولات السياسية والاجتماعية.... انه تفاعل مرئي احيانا و مخفي في بعض الاحيان وتحت الرماد في احيان أخرى .. اليوم وبكل بساطة يستعيد الاقتصاد السوري عافيته من جديد وبقوة سياسية هذه المرة وستظهر مفاعيل الوضع الجديد في الأشهر القادمة لا أكثر من خلال انعكاس الانفراجات السياسية على الحياة الاقتصادية وفي مقدمتها قرار إزالة العقوبات على الاقتصاد السوري والتي ادت في مرحلة سابقة الى انهيار غير مسبوق و تراجع في أغلب قطاعات الاقتصاد (المالية والمصرفية والاستثمارية والتجاريةو الزراعية والصناعية ) وهي اليوم يتوقع لها أن تنقلب رأساً على عقب وتصبح هذه القطاعات في حالة انفراج وإعادة إقلاع من جديد وبقوة. النهوض دوماً يكون قوياً وسريعاً وملحوظاً بعكس التراجع الذي يبدأ ويتسلل بشكل بطيء وما انخفاض الناتج المحلي السوري الاجمالي والفردي و تدهوره بشكل حاد على مدى السنوات الأربعة عشر الماضية الا دليل واضح لهذا التراجع .. يستطيع النهوض الاقتصادي المتوقع في قادمات الايام والاشهر أن يعوض ذلك التراجع وبفترات قصيرة نسبياً لأسباب عديدة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: -وجود فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية عالية ومرتفعة غير موجودة في جميع دول الاقليم بعد أكثر من عقد من الجمود الاقتصادي و توقف الاستثمارات في أغلب القطاعات .. -وجود رؤوس أموال خارجية من دول الوفرة تبحث عن استثمارات جديدة واعدة في دول مازالت بكر اقتصاديا كسوريا.. -تطوير البنى التحتية بجميع اشكالها وإدخال التقانات والتحولات الرقمية تشكل فرصاً كبيرة للاستثمارات الكبرى...و هي في سوريا -الموقع الجغرافي للاقتصاد السوري كعقدة اتصال بين القارات الثلاث (آسيا- أوروبا- إفريقيا)و ما يحمله ذلك من فرص لاتفاقيات و ترابطات و مصالح مشتركة غير مستثمرة حتى الآن بالشكل الأمثل المطلوب لمرحلة سورية الجديدة . -عقدة الترانزيت الدولي شرق/ غرب/ شمال/ جنوب وفرص التبادل التجاري و عمليات الشحن والنقل عالية القيمة .. -عقدة التاريخ عبر مرور سورية في طريق الحرير ذائع الصيت قديما وفي رحلة الشتاء والصيف المباركة وهذا ما يدعم تماذج الاقتصاد بالتاريخ والجغرافيا. -عقدة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة لجميع أبناء سورية التي سيحققها تنامي الاقتصاد على كامل الجغرافيا السورية وبدء مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المحلي زراعة وصناعة وتجارة وخدمات بين المدن والمناطق والبلدات والأفراد بشكل مؤكد .. -قناعة جميع دول المنطقة بأهمية عودة سورية إلى محيطها الجيوسياسي العربي والإقليمي والدولي و تفاعلها الإيجابي المؤثر حجر الزاوية لتوقع النهوض السريع للاقتصاد السوري. الاقتصاد أولاً ليس شعاراً فضفاضا بل هو منهج عمل وخطة بناء وإجراءات على الأرض السورية الصلبة هذه المرة . الاقتصاد اولا لاقتصاد السوق الحر التنافسي . الاقتصاد اولا لسوريا الجديدة المتجددة الاقتصاد اولا لسوريا العدالة والكفاءة و تكافؤ الفرص... الاقتصاد اولا هو حقيقة الرخاء القادم بإذن الله.
|