سيرياستيبس كتب الاعلامي أسعد عبود :
صحيح أننا بفرحة تفوق كل فرحة ، إذ نتجاوز اليوم بسرعة طيبة ، محنة المحن
.. و كارثة الكوارث .. أي قدر أحمق واجهته سورية بتلك العقوبات التي
تراكمت علينا و اكتفى حمات البلد الصناديد اللذين كانوا قائمين عليها ،
بالصمود الشعاراتي المزعوم و العته ، للرد عليها .. !! و إذ نحن اليوم نعيش
الفرحة .. فرحة لكل سوري .. هي أولا لكل سوري .. و لها قدرة أن تجمعنا ،
كأنها يوم جديد للاستقلال الوطني . و نحن بأشد الحاجة لما يجمعنا ..
فهنيئا لكل سوري ..
لكن .. عزيزي السوري الصابر المنتظر لبوادر الخلاص و طريقه .. أقلع عن
النوم في العسل .. و ضع للحقيقة حساباتها الدقيقة بعيدا عن التهويمات و
الخيالات .. فالطريق طويل و شاق .. لكنه .. يقودنا للخلاص ولا ريب .. وبقدر
ما يتسع لمسارات عريضة .. مضاءة بالنور و الارادة .. هو أيضا جدير بحمايته
و حمايتنا من التيه .. والعالم .. كل العالم ينتظرنا .. معظمه بحسن نية و
ثقة .. وعديده بسوء نية و استعداد كبير للسرقة و الشماتة .. لذلك أرى أننا
نعيش أكثر الظروف حاجة للدقة و التفكير دون إضاعة للوقت .. لكن .. يجب ان
نحسن التوجه والبناء ...
من ناحية واقع العقوبات الراهن ، ومن خلال ما نتلقاه من وسائل الاعلام التي
نرجو أن يتسع فيها دور الإعلام الوطني المحلي .. بعيداً عن محاولة الاساءة
لأي جهد يبذل في هذا المجال .. نرى أن العقوبات بوضعها الراهن تتيح بالتأكيد
فرصاً للتخطيط و العمل بلا حدود تقريباً ..
نحن الذين يجب أن نختار من أين نبدأ و كيف نبدأ .. كي ننشيء القاعدة
الأساسية لعمليات ااتنمية و البناء بكل تشعباتها .. أول ما يلزمنا بتقديري
هو القانون الحديث بمساعدة المنظومة القضائية الضرورية لحماية البناء حتى
قبل أن يبنى .. تحتاج سورية مع رفع العقوبات إلى ما يشبه سيل المال و
التوظيفات والإستثمارات .. و نرجح في حالة إيجاد الأنظمة والقوانين التي
تسمح و تساعد .. أن تتوجه الأموال و الاستثمارات إلى سورية بسرعة بما في
ذلك ، الاستثمارات في البنية التحتية الي تبدو مبدئيا من مهمات الدولة ..
لكن ستحتاج الدولة الى استثمارات خاصة تشارك .. و تبحث اموال كثيرة عن فرصة
الاستثمار في هذه البنية التحتية ..
بالإجمال نحتاج - تحتاج سورية الجديدة - إلى قوانين استثمار جديدة ..
لإطلاق عجلة العمل و البناء و الاستثمار ..
هنا سنحتاج العقل العملي السليم المستوعب للواقع السوري .. و حاجة السوريين
مع الاعتبار أن هذه الحاجة هي دون شك إحدى عوامل جذب الاستثمارات و
تمويلها .. نقرأ على المواقع و في وسائط الاتصال و وسائل الاعلام .. عن مشاريع ضخمة ..
مثل انشاء ابراج .. و إقامة سكك و إعلاء البنيان في كل ما نتجه له .. هذا
جميل و ضروري و يتناسب مع فرحتنا و انطلاقتنا .. لكن السؤال هل يتناسب مع
حاجتنا ... و خصوصاً حاجتنا لبناء مسوغات و عوامل جذب الاستثمار بالاضافة
إلى ولوية حاجة اناس و الحياة .. وهذا أيضا من عوامل جذب و دعم الاستثمار
..
البلاد تعاني على كل طريق و في كل منحى .. تحتاج كل شيء .. المساكن ..
المشافي .. المدارس .. الجامعات .. الطرقات و وسائل النقل .. غير الكثير ..
و قبله تحتاج البلد الذي يقاد بدقة التوجيه و التواجه .. و بالعدالة و
حماية القانون .. أكرر اننا نحتاج قوانين استثمار من خلالها سيطلع المتابعون للحال السوري
الراغبون في الشراكة و المشاركة .. على ما يدعمهم و ما يلزمهم .. و هذا
ضروري جدا .. أعني تحديد التزامات البناة و الراغبين بالبناء و الاستثمار
..
مع لفت النظر إلى رسائل عديدة وصلت تشرح ان الابطال الكلي لكل العقوبات ..
ينتظر أن يرانا كيف بدأنا ..
As.abboud@gmailcom
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
