مزارع الشعير غير ملزم ببيع محصوله للمؤسسة العامة للأعلاف … مؤسسة الأعلاف ترفع سعر كيلو شراء الشعير إلى 1800 ليرة لتكون الأسعار متقاربة مع السوق

سيرياستيبس :

أعلنت المؤسسة العامة للأعلاف منح مزارعي الشعير العلفي مكافأة تشجيعية مقدارها 200 ليرة للكغ الواحد المسلم من مادة الشعير للمؤسسة تضاف إلى السعر الأساسي المحدد بـ1600 ليرة للكغ، ليصبح السعر 1800 ليرة للكيلو.

و  بين مدير المؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط أنه بناء على أسعار مادة الشعير العلفي في السوق التي وصلت لحدود 1800 ليرة للكيلو تم منح مكافأة تشجيعية لمزارعي الشعير العلفي مقدارها 200 ليرة للكيلو وبالتالي رفع سعر الاستلام من أجل أن تكون الأسعار التي ستمنحها المؤسسة للمزارعين عند تسليم المادة متقاربة مع أسعار السوق وخصوصاً بعد ملاحظة أن الأسعار المحددة لاستلام المادة قبل منح المكافأة أصبحت أقل من أسعار الشعير في السوق.

وأضاف شباط إنه من الممكن أن يزداد سعر المادة في السوق، مبيناً في الوقت نفسه أن منح هذه المكافأة للمزارع يحفزه على العمل والإنتاج في كل الأحوال كما أنه يمنع استغلال التاجر له، لافتاً إلى أنه عندما تم تحديد سعر الاستلام بـ1600 ليرة سابقاً كان المزارع يحقق أرباحاً، أما اليوم فرفع السعر كان من أجل أن يكون سعر الحكومة موازياً لسعر السوق.

وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في قلة الإنتاج من مادة الشعير للموسم الحالي، مرجعاً سبب ضعف إنتاج المادة لقلة كمية الأمطار التي هطلت هذا الموسم وخصوصاً أن المناطق التي يزرع فيها الشعير هذا الموسم كانت من المناطق الأقل أمطاراً، مشيراً إلى أنه حتى المناطق التي تهطل فيها الأمطار بكميات كبيرة كان فيها شح وجفاف في الأمطار.

وأشار إلى أن هناك قسماً كبيراً من الأراضي التي تمت زراعتها بالشعير ضمّنها مزارعوها لمربي الأغنام قبل الحصاد ومنها مناطق الاستقرار التي لم تهطل فيها أمطار هذا العام.

وبين شباط أنه لم يتم تسويق أي كميات من مادة الشعير للمؤسسة خلال الموسم الحالي لأن السوق كان متعطشاً للمادة وكان التاجر يقوم بشراء المادة من المزارع بسعر أعلى من السعر الذي حددته المؤسسة لذا فضلوا بيعه للتاجر على بيعه للمؤسسة، لافتاً إلى أنه ليس هناك إلزام لمزارع الشعير ببيع المادة للمؤسسة وله حرية الاختيار لأي جهة يريد بيعها.

وعن المخازين المتوفرة لدى المؤسسة بين شباط أنه يتم تعزيز مخازين المؤسسة من كل المواد العلفية بناء على توجيهات الحكومة ووزير الزراعة، مبيناً أن المؤسسة تعاقدت على توريد 40 ألف طن من الذرة الصفراء وتم استلام نحو 25 ألف طن من المادة وهناك بواخر موجودة حالياً في مرفأ طرطوس ويتم استلام كميات إضافية، كما تم التعاقد على توريد 7 آلاف طن من مادة كسبة فول الصويا وتم استلام الكمية بالكامل وتم وضعها بالمستودعات بالإضافة إلى استجرار مادة النخالة بشكل مستمر من المؤسسة السورية للحبوب، كما تم الاتفاق مع شركات الزيوت في حمص وحماة وحلب من أجل استجرار مادة كسبة القطن وتم الاتفاق على الأسعار، ونحن نأمل ونحاول مع زيادة سعر الشعير العلفي للمزارعين اليوم أن نتسلم المادة.

وختم بالقول: إن المؤسسة وزعت منذ بداية العام لغاية تاريخه 230 ألف طن من مختلف المواد العلفية بقيمة تتجاوز 250 مليار ليرة سورية.

فشل تسويق الشعير

هذا لا يبدو أن وزارة الزراعة ممثلة بالمؤسسة العامة للأعلاف استوعبت درس السنة الفائتة لجهة تأخرها في تحديد سعر ملائم ومشجع لاستجرار محصول الشعير من الفلاحين!، حيث أنها دائماً ما تمنح سعراً أقل من السعر الرائج!، ما يدفع الـفلاحين للامتناع عن تسليم محصولهم للمؤسسة مفضلين بيعه للتجار، مع الاشارة هنا الى أن المزارع غير ملزم بتسليم الشعير على اعتبار أن الحكومة لا تقدم أي دعم لزراعته!.

ومع ارتفاع سعر كيلو الشعير حالياً في الاسواق المحلية الى ١٩٠٠ - ٢٠٠٠ ليرة سورية، قررت مؤسسة الاعلام اليوم منح مزاعي الشعير العلفي مكافأة تشجيعية بمقدار ٢٠٠ ليرة سورية عن كل كيلو شعير يسلم للمؤسسة، ليصبح سعر الكيلو ١٨٠٠ ليرة!!.

واعتبر قرار رفع سعر الاستلام متأخر، لجهة أن عمليات حصاد الشعير انتهت منذ قرابة الشهر، ما يعني أن التجار سبقوا الحكومة بشراء الكـميات التي كانت مطروحة للبيع، وبأسعار تتراوح بين ١٧٠٠ و ١٨٠٠ ليرة لكيلو، قبل أن يعاود الارتفاع مجدداً.

وكان وصل سعر كيلو الشعير خلال الشتاء الفائت الى مستويات قياسية، وبيع عند مستويات ٢٢٠٠ للكيلو، بينما كانت سعرت "الاعلاف" استلام المحصول العام الفائت بـ ٣٠٠ ليرة للكيلو!.

ويشير مزارعون  الى أن نوعية محصول الشعير لهذا العام تأثرت بالظروف المناخية وغير مرغوبة كعلف للأغنام، نظراً لضعف الحبة، لذلك أغلب المربين يقبلون حالياً على شراء الشعير المستورد او من بقايا الموسم الفائت وسعر الكيلو يفوق الـ ٢٠٠ ليرة، متوقعين أن أسعار الشعير هذا العام مرشحة للارتفاع لمستويات غير مسبوقة في فصل الشتاء القادم حيث يعتمد عليه المربون بشكل رئيسي لاطعام قطعانهم.