سيرياستيبس : 

يعاني الفلاحون من ارتفاع أسعار مادة السماد بشكل جنوني لم يسبق له مثيل حيث تمت زيادة سعر الكيس الواحد عدة أضعاف عن سعره العام الماضي.

وفي شكوى من عدد من فلاحي طرطوس أكدوا فيها أن المزارع يمر في أسوأ مراحله وهو يتحدى الطبيعة سعياً منه للاستمرار بعمله الزراعي، واستغربوا أن تنضم وزارة الزراعة وغيرها من الجهات الحكومية المعنية إلى صف الكوارث الطبيعية بمواجهة مفتوحة مع المزارع السوري.

وقالوا: المزارع انتظر منذ أربعة أشهر موافقة المصرف الزراعي للبدء بتوزيع مخصصات الأسمدة من الخدمة الشتوية وتكلف كل مزارع عناء تنظيم إضبارة للحيازة الزراعية وتواقيع الوحدات الإرشادية والمخاتير ومديرية الزراعة وأعمال الكشف للجان المنوط بها التأكد من صحة المعلومات ليفاجأ بالسعر المحدد من المصرف الزراعي بـ565 ألف ليره سورية ثمن كيس سوبر فوسفات على حين سعر الكيس نفسه ومن الصناعة الوطنية نفسها بشركة للقطاع الخاص 320 ألفاً؟!

معتبرين أن ذلك سوف يكون فرصة للقطاع الخاص لتصريف المخزون لديها بسعر مرتفع.

بدوره فؤاد علوش رئيس اتحاد فلاحي طرطوس قال: نحن كاتحاد كنا وما زلنا نطالب بأن تكون مستلزمات الإنتاج مدعومة لكن الآن نجد أن مهمة الجهات الحكومية المعنية هي تأمين المادة وليس دعمها لأسباب قد تتعلق بعدم القدرة على التمويل وبالوضع الاقتصادي وبأولويات الدعم، وهذا ما أدى إلى رفع سعر كيس السماد عدة أضعاف عن سعره العام الماضي، وهذا الأمر غير مسبوق حيث كان يتم رفع السعر بنسب قليلة لكن حالياً تم رفع السعر بشكل كبير رغم أن الحكومة تؤكد أنه مازال مدعوماً بنسبة بين 20-30 بالمئة ويبدو أن اللجنة الاقتصادية تسعّر وفق التكاليف.

وطالب علوش أن يتم تعزيز سياسة دعم مستلزمات الإنتاج الزراعي وفق أسس دقيقة وبعيدة عن أي تخبط وليس التخلي عنه لأن التخلي عن الدعم ستكون له انعكاسات سلبية كبيرة على الإنتاج والمنتجين والاقتصاد الوطني.

مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة الدكتور جلال غزالي رد على الشكوى بالقول: إنه تم تسعير الأسمدة بناء على التكاليف من قبل المصرف الزراعي التعاوني للأسمدة الآزوتية والفوسفاتية، وتم اعتمادها باللجنة الاقتصادية حيث تم تسعير طن اليوريا بـ9.8 ملايين ليرة وسوبر فوسفات بـ6.5 ملايين ليرة وكالنترو 6 ملايين وهذا السعر من أرض مستودعات المصرف الزراعي للفلاحين مباشرة ولكن تم تسعير السوبر فوسفات المستجر من معمل الأسمدة في حمص والذي يبلغ كمية 2500 طن لمصلحة المصرف الزراعي التعاوني بسعر آخر وهو 9.3 ملايين ليرة.

المدير العام للمصرف الزراعي التعاوني الدكتور أحمد الزهر قال: إن الإنتاج المحلي للسماد يختلف من حيث المواصفات بين شركة منتجة وأخرى ويعتبر إنتاج شركة الأسمدة في حمص المستثمرة من شركة روسية من أفضل الأنواع وسعره لا يقارن بسعر السوق المحلية والطلب عليه كبير بسبب مواصفاته المتميزة، وهذا ما سبب الفارق في السعر، فكمية طن من السوبر المنتج في هذه الشركة ثمنه 11.3 مليوناً وثمن الطن المنتج من شركات محليه أخرى ثمنه 6.5 ملايين والأمر متروك للمزارع فهو غير ملزم بأي نوع وأشار إلى أنه سبق أن تحدث عن أن الأسعار الحالية إنما وضعت بناء على التكاليف المقدمة من الشركات المنتجة أو المستوردة.

الوطن