سيرياستيبس : يبقى القطن المحصول الأهم ضمن مواسمنا الاستراتيجية، وتبقى التساؤلات
مطروحة بشكل دائم حول واقع المحصول بشكل عام، وعن جدّية وشكل الدعم المقدّم
له من قبل الجهات المعنية الزراعية وغير الزراعية لما يحمله هذا المحصول
من أهمية استراتيجية واقتصادية، وفيما إذا كنا نشهد نمواً أم انحساراً
متواصلاً في تنفيذ خطته وخصوصاً بعد أن تم تحديد سعر طن البذار منه بأكثر
من ٦ ملايين ليرة.
كما يحضر التساؤل الأهم لدى الفلاحين عن الخطط المعتمدة لتسعير المادة
وضمان الحصول على هامش الربح بشكل رقمي ومفصل يضمن استمرارية القدرة لدى
الفلاح على زراعة هذا المحصول وغيره من المحاصيل، وبالتأكيد لا بدّ من
دراسة واقع محالج القطن المنتشرة على امتداد القطر، وعلى الصعيد البيئي هل
ما زلنا نبحث طرقاً للموائمة بين مواسمه والعجز المائي على اعتباره مستهلك
قوي لمنسوب المياه.
تساؤلات طرحت على أحمد العلي، مدير مكتب القطن في وزارة
الزراعة والاستصلاح الزراعي، حيث بين أن محصول القطن ما زال يعتبر من
المحاصيل الإستراتيجية والاقتصادية الهامة في سورية، والأساسي حتى تاريخه
في الدورة الزراعية، موضحاً أن موسم زراعته بدأ لهذا العام بتاريخ 23/ 3/
2024، حيث بلغت المساحة المخططة في المناطق الآمنة 14019 هكتارا، موزّعة
على المحافظات المنتجة لمحصول القطن، في حين بلغت المساحة المزروعة حتى
تاريخه 4200 دونم في محافظات ريف دمشق، ودير الزور، وحماه (منطقة الغاب).
وأرجع سبب قلة المساحات المزروعة في القطر إلى استمرار تركّز أغلب مناطق
زراعة المحصول خارج مناطق سيطرة الدولة، مثل بعض مناطق ريفي الحسكة وحلب،
وشمال شرق الرقة، والتي تعد مخزون زراعة محصول القطن.
أما بالنسبة للتسعيرة، فقد أوضح العلي أنه يتم وضع التسعيرة بناءً على
دراسةٍ دقيقة لتكاليف ومستلزمات الإنتاج وفقاً للأسعار الرائجة، مع التأكيد
على أهمية تمكين الفلاح من الحصول على هامش ربح مجزٍ يضمن حقه ويدفعه الى
الاستمرار في زراعة هذا المحصول.
وفي سياق الري، أشار مدير مكتب القطن إلى أنه تم التخطيط لزراعة محصول
القطن على مشاريع الري الحكومية، والأنهار، والينابيع، في حين يتم التشديد
على إلغاء زراعة المحصول على الآبار حفاظاً على الثروة المائية والمياه
الجوفية من التبدد والعجز.
وبخصوص دعم العملية الإنتاجية فقد أوضح إلى أن وزارة الزراعة والإصلاح
الزراعي عملت خلال هذا العام على تأمين كامل احتياج محصول القطن من السماد
الآزوتي بهدف زيادة المساحات المزروعة وتخفيض العبء على الفلاحين وزيادة
المردود في وحدة المساحة، مضيفاً: هناك برامج تربية وتحسين للأصناف ذات
مواصفات تكنولوجية جيدة، وقريباً سيكون هناك سلالات وأصناف ستدخل حيز
الزراعة الفعلية، وفيما يخصّ المحالج، فقد لفت العلي إلى وجود عدّة محالج
منتشرة في جميع المناطق المنتجة لمحصول القطن (حمص حلب حماة…)، وأيضاً توجد
مراكز استلام قريبة من مناطق زراعة القطن؛ لتسهيل توريد المحصول من قبل
الفلاح، مثل مركز استلام دير الزور، ومركز استلام ريف دمشق، ومركز استلام
السبخة في الرقة.
البعث