سيرياستيبس
محمد العمر :
رغم أن زراعة الفستق الحلبي في سورية تعدّ من أهم المحاصيل ذات الجدوى
الاقتصادية والمربحة للفلاحين، إلا أن عوامل كثيرة أثرت على جني المحصول
خلال الموسمين الأخيرين، لعلّ أهمها الحشرة التي فتكت بالأشجار وعدم قدرة
الفلاح على مكافحتها نتيجة غلاء الأدوية والمبيد الحشري، فشكلت جميعها
تحديات جسيمة، تجهد وزارة الزراعة للتخلص منها وتدعيم الأشجار بإجراءات
وقائية وزراعية.
تحديات
الفلاح محمد من قرية مورك اعتبر أن بلدته الواقعة بريف حماة الشمالي اشتهرت
بزراعة الفستق الحلبي، لكن إهمال الفلاحين لأراضيهم في الفترة الأخيرة
بسبب ارتفاع تكاليف الأدوية والمبيدات الحشرية، قد خفّض من نسبة الإنتاج
وجني المحصول، مشيراً إلى أن مورك وصوران وطيبة الإمام تعدّ في طليعة إنتاج
الفستق في حماة، حيث استحقت هذه القرى لقب الذهب الأحمر، بسبب احمرار
الفستق المزروع بشكل لافت، إضافة لربحيته الهائلة، لافتاً إلى أن 90 بالمئة
من هذه المناطق قبل الأزمة كانت مغطاة بأشجار الفستق، لكن إنتاج المحصول
بالأعوام الأخيرة كان منخفضاً نتيجة عامل المعاومة من جهة، وإصابته بحشرة
فتكت بالعديد من الأشجار المثمرة من جهة أخرى.
فلاحون أخرون في حماة اعتبروا أنهم ينتظرون موسم الفستق الحلبي من موسم
لآخر لجدواه الاقتصادية المهمّة، لأنه مربح ومدرّ للمال فيما كانت المساحات
الإنتاجية سليمة دون أمراض، ويعتبر التصدير مكسباً لهم في تحسين السعر
بالأسواق نتيجة وجود فائض عن حاجة السوق، خاصة وأن كميات الاستهلاك تتراوح
بين 25- 30 ألف طن.
موسم مبشر
مدير مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، المهندس جهاد
المحمد، أكد : أن المحافظة الأولى بالإنتاج كماً ونوعاً حالياً هي
حماة، ويعتبر إنتاج الفستق الحلبي القادم مبشّراً بالخير، حيث من المتوقع
جني 75 ألف طن، لأن هذه الشجرة تعتبر معاومة، حيث كان إنتاج الموسم الماضي
قليلاً، وخلال السنوات الثلاث الماضية كان هناك نوع من الثبات بإنتاج
الفستق، ولكن المحصول تأثر بقلة الأمطار كونه من الزراعات البعلية، لافتاً
إلى تراجع إنتاج شجرة الفستق الحلبي في سورية خلال المواسم الماضية، الأمر
الذي أدى إلى ارتفاع أسعاره وأسعار المواد الغذائية الداخلة في صناعته.
وأكد المحمد أنه يتمّ تصدير الفستق الحلبي إلى الخارج، وتعدّ السعودية ودول
الخليج، ومصر في المرتبة الأولى، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية وخاصة
ألمانيا والسويد، حيث بلغت كمية الفستق الحلبي التي صدرت العام الماضي نحو
2113 طناً، منها 1180 طناً من قلب الفستق الحلبي، و67 طناً من الفستق
الحلبي مع القشرة، و866 طناً من الفستق الحلبي الأخضر، في حين بلغت كمية
الفستق الحلبي المنتجة خلال العام الماضي نحو 46 ألفاً و231 طناً.
وبيّن مدير مكتب الفستق الحلبي الجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع
مختلف المديريات لتأمين الغراس من الصنف المقاوم للجفاف والآفات، وخاصة في
ظلّ تحديات لا زالت تواجه أشجار الفستق الحلبي منها خطر حشرة “الكابنودس”
التي تؤثر على مستقبل الزراعة، إذ يجري العمل على التخلص منها وتدعيم
الأشجار بإجراءات وقائية وزراعية، وتختلف إصابات الأشجار، حسب قوله، فإذا
كانت الإصابة خطيرة ولكامل الشجرة قد تؤدي لموتها، أما بحال كانت ضعيفة
تؤدي لضعف في الشجرة، دالاً على أن الإصابة بالحشرة ازدادت خلال سنوات
الأزمة وبعدها نتيجة هجران الحقول خلال تلك الفترة من قبل الفلاحين، وعدم
رشها بالمبيدات الحشرية، وهناك حشرة أخرى، كما يضيف المحمد، تُسمّى
“الكرمانيا” تزداد بارتفاع درجات الحرارة وبسبب خروجها من سباتها الشتوي
مبكراً، علماً أنه خلال سنوات سابقة كانت تخرج خلال النصف الأول من شهر
نيسان.