سيرياستيبس محمد أحمد خبازي لم تمر العاصفة المطرية
التي شهدتها محافظة حماة مؤخراً بسلام على الفلاحين في ريفها الغربي
وبمنطقة الغاب، حيث تعرضت حقولهم المزروعة بالقمح والأشجار المثمرة
والنباتات الطبية لأضرار جسيمة حسب قول العديد من الفلاحين، الذين شكوا وضعهم المأساوي، مطالبين الجهات المسؤولة بتعويضهم عن أضرارهم. وبيَّن
الفلاحون أن عدة قرى بريف مصياف الغربي، تعرضت لعاصفة قوية جداً رافقتها
صواعق رعدية وبَرد شديد لنحو 3 ساعات، وكانت كافية للإضرار بالأشجار
المثمرة وعلى رأسها التفاحيات، موضحين أن الأضرار كبيرة جداً والخسائر
المادية فادحة، تقدر بمئات الملايين من الليرات. ومن جانبه، بيَّن
مدير الزراعة بحماة أشرف باكير أن منطقة مصياف تعرضت لأمطار غزيرة وموجة من
البَرد ألحقت أضراراً بالأشجار المثمرة وخصوصاً التفاح، في قرى عوج وبشنين
وبرشين وعين حلاقيم والبيرة والقصية ووادي العيون بنسبة تزيد على 70
بالمئة من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة. و أوضح باكير أن الفنيين في دائرة الزراعة بمصياف وشعبة صندوق
الجفاف باشروا بحصر المساحات المتضررة واتخاذ الإجراءات اللازمة، مؤكداً أن
الفرق الفنية في المديرية تعمل على حصر أضرار الأشجار المثمرة، مثل الفستق
الحلبي والزيتون، والمحاصيل الحقلية مثل الكمون والقمح والشعير، وبعض
المحاصيل البقولية، وذلك في صوران والحمرا والصبورة وسلمية. وذكر
مدير فرع إكثار البذار في حماة عثمان الدعيمس، أن العاصفة تسببت بتضرر نحو
64 بيتاً شبكياً من أصل 168، تتبع للمشروع الوطني لإكثار بذار البطاطا، وقد
تم تسجيل الأضرار وفق محضر لجنة مشتركة مع مديرية زراعة حماة لاتخاذ
الإجراءات المناسبة. ومن جهته، بيَّنَ مدير الثروة النباتية في
الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وفيق زروف ، أن الحالة الجوية
التي شهدتها منطقة الغاب أثرت في بعض حقول النباتات الطبية كالكزبرة، وفي
حقول الحمص، حيث أصيبت بالضجعان وهي بطور الإنتاج، ومن الممكن أن تصاب
بالتعفن أيضاً، كما أصيبت عدة حقول مزروعة بالقمح بـ«الضجعان» أيضاً. وعلى
صعيد الاستعداد لموسم تسويق القمح ومكافحة الحرائق، عقدت الجهات المعنية
بحماة، اجتماعاً أمس لوضع خطة عمل لمنع حدوث الحرائق والتخفيف منها ما
أمكن، وتسويق محصول القمح الإستراتيجي. كما ناقش المجتمعون وضع خطة
تسويق محصول القمح الإستراتيجي، وآلية عملية استلام كامل المحصول من
المزارعين وتسليمه لمراكز القمح المخصصة لاستلامه وتقديم كل التسهيلات
للفلاحين. وأكد قائد شرطة المحافظة اللواء حسين جمعة أن قوى الأمن
الداخلي في حالة تأهب واستنفار على مدار الساعة، لمساندة الجهات المعنية
بالمحافظة في مهامها لحماية المناطق الحراجية. وشدد جمعة على جهوزية سيارات الإطفاء والصهاريج والمناهل والتعامل مع الحريق بسرعة ومنع امتداده لمساحات أكبر في حال النشوب. ووجه مديري المناطق والنواحي لتسيير دوريات على مدار الساعة طوال فترة موسم الحرائق، والتعاون مع كل الجهات المعنية والمجتمع الأهلي. ودعا
نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حماة علي عبد السلام، لوضع خطة
عمل متكاملة وطارئة تجنباً لوقوع الحرائق في المناطق الحراجية، وتوزيع
سيارات الإطفاء على المناطق ووضع جدول مناوبات على مدار الساعة لحراسة
وحماية الحراج.
|