سيرياستيبس
قد تفقد 3 ملايين وظيفة جراء التطور السريع للدور الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي والأتمتة، استناداً إلى تحذير تضمنه تقرير صدر من منظمة كبرى في البحوث التعليمية.
وقد نبه تقرير من "المؤسسة الوطنية للبحوث التعليمية" National Foundation for Educational Research ، اختصاراً "آن أف إي آر" NFER، إلى أن "هنالك حاجة إلى تغييرات مكثفة" من أجل الحرص على اكتساب الناس المهارات التي تضمن تثبيت أقدامهم في مكان العمل.
وثمة مجالات مهددة بصورة خاصة وباتت في وضع "أكثر المناصب المهددة"، وأشار التقرير إلى أن قائمة الأدوار الوظيفية المهددة أكثر من غيرها تشمل المناصب الإدارية والسكريتاريا وخدمة الزبائين وتشغيل الآلات.
وإلى ذلك، بات سوق العمالة مهيئاً للتخلص من عدد من تلك الأدوار الوظيفية التي تشهد الآن تلاشيها بسرعة تفوق "بما يصل إلى ثلاثة أضعاف" التوقعات في السابق.
وكذلك حذرت "آن أف إي آر" من أن تلك المعطيات ليست تهديداً فحسب لمن يشغلون تلك الوظائف، بل إنها تهدد كذلك الشباب الذين باتوا يغادرون التعليم من دون الحصول على المهارات والمؤهلات المطلوبة لدخول "مناصب أصحاب المهارات العالية المتنامية" [المؤهلة للنمو وتتطلب مهارات عالية].
وكذلك أبرزت المنظمة البحثية ما وصفته بأنه "مهارات أساسية في التوظيف" التي تستخدم بكثافة اليوم لكنها، وفق التقرير، ستضحي أكثر حيوية [محورية] في الاقتصاد كله، خلال العقد المقبل".
وتشمل تلك المهارات التعاون، والتواصل، والتفكير الخلاق، ومحو الأمية المعلوماتية، والتنظيم، والتخطيط وترتيب الأولويات، إضافة إلى القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرار.
وأشار التقرير نفسه إلى توقع تنامي عدد الوظائف في سوق العمل بصورة إجمالية مع حلول عام 2035، لكن معظم النمو حينئذ سيحدث في مجالات المهن الاحترافية وتلك المرتبطة بها على غرار العلوم، والهندسة ولمناصب القانونية، وتتطلب المهن هذه استخداماً مكثفاً للمهارات الأساسية في التوظيف.
ووصف جود هيلاري، أحد مؤلفي التقرير الذي أصدرته "آن أف إي آر"، تلك التغييرات المطلوبة بأنها تمثل "تحدياً دقيقاً" يستوجب التصدي له بصورة "استباقية".
وأضاف هيلاري، "يتطلب الإيفاء بمتطلبات سد النقص في المهارات المستشرفة، حدوث استجابة جماعية تنخرط فيها الحكومة والموظفين، وكذلك الحال بالنسبة إلى التعليم ومنظومات المهارات".
ووفق هيلاري، "تبرز الحاجة إلى تعزيز الدعم في السنوات المبكرة، مع التصدي للتباينات في المدارس، وتعزيز المسارات المفضية إلى الوظائف النامية، مع إعادة بناء منظومة مهارات البالغين، بغية ضمان النمو لصالح الجميع".
وحذر التقرير نفسه من أن الوضع الحالي، النقص في الموظفين المهرة الذين يتربعون في سدة سوق العمل، يقوض النمو الاقتصادي في وقت ستترجم التغييرات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي إلى تقلص عدد الوظائف في أدنى السلم [الوظيفي] داخل سوق العمل، مما قد ينجم عنه أن يخسر كثيرون أعمالهم، وبالتالي، نصل إلى سيناريو مفاده بأن الكل خاسر.
وبالتالي، بحسب تلك الورقة البحثية، يتوجب على المدارس والموظفين والحكومة أن يعملوا لضمان أن تغدو المهارات الأساسية للتوظيف مفهومة وتلقى التشجيع وتدرس، أو أن يخضع الناس لإعادة تدريب ويمنحوا فرصاً لتجنب خسارة وظائفهم كي يتقوا وقوعهم في شرك تقلصها، على ما خلصت الورقة البحثية.
ويختلف التقرير على نحو بارز، عن دراسات أخرى تناولت الكيفية التي يعمل بواسطتها الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل سوق الوظائف. وفي الشهر الماضي، صنفت شركة "مايكروسوفت" وظائف مكتبية على غرار خدمة المبيعات وأدوار التواصل، ضمن الوظائف التي يتهددها الذكاء الاصطناعي أكثر من سواها.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2025، أوردت تقارير أن شركة "آكسنتشر" للاستشارات سرحت 11 ألف موظف، بالترافق مع توسيع جهودها في تدريب العمال على استعمال الذكاء الاصطناعي.
وكذلك استبدلت شركة "آي بي أم" IBM آلاف الأدوار [المناصب] بأنظمة الذكاء الاصطناعي بديلاً من مئات الأدوار الوظيفية، إلا إنها تمايزت عما فعلته "مايكروسوفت" بأنها أعلنت خلق وظائف جديدة في المبيعات والتسويق.
وفي أثناء ذلك، قلصت شركة "أمازون" طواقمها، بالتزامن مع توسيع الفرق التي تصنع أدوات الذكاء الاصطناعي وتديرها.
اندبندنت عربية
|