سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:14/12/2025 | SYR: 18:05 | 14/12/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18


 المثقفون السوريون يطرحون أسئلة المستقبل الغامض
14/12/2025      





سيرياستيبس 

كثيراً ما أطلق المثقفون السوريون نداءات استغاثة لإنقاذ المؤسسات الثقافية من الإهمال والفساد والتسلط التي تمارسها الأجهزة الأمنية، لكن الواقع الجديد لم يتح حتى الآن تلمس سياسة ثقافية واضحة، وتشهد المدن السورية غياباً شبه تام للعروض المسرحية والسينمائية والمعارض التشكيلية الاحترافية، وتسود عروض وأمسيات يسيطر عليها هواة وشعراء تقليديون، في ظل استبعاد أي ذائقة أخرى، إضافة إلى إلغاء كثير من الأنشطة الفنية أو تأجيلها من دون أسباب مقنعة، وكان آخرها إلغاء حفل المؤلف الموسيقي مالك جندلي في ساحة الساعة في حمص، الحفل الذي كانت مقررة إقامته في الذكرى الأولى لسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، تزامن أيضاً مع تأجيل مهرجان حمص المسرحي الذي تنادى مسرحيون في المدينة لإعادة إطلاقه بدعم من نقابة الفنانين.

معرض دمشق الدولي للكتاب هو الآخر تأجلت إقامته في سبتمبر (أيلول) الماضي، ليعود وزير الثقافة محمد حسين صالح ويؤكد رغبة الوزارة بإقامته في فبراير (شباط) المقبل، وذلك بغية عدم تضارب موعده مع مواعيد معارض كتب عربية، كلام الوزير السوري جاء في أثناء خطبة الجمعة الماضية، التي ألقاها الوزير من على منبر الجامع الأموي في دمشق لمناسبة الذكرى الأولى للتحرير، ومما قال "عما قريب - في فبراير إن شاء الله - يأتيكم معرض الكتاب فلا تجدون فيه كتاباً ممنوعاً بإذن الله، ففي سوريا نرفع سقف الحرية، ربما يكون لدينا كتاب منبوذ، ينبذه العرف، ينبذه السلم، تنبذه القيم المجتمعية، أما كتاب ممنوع فهذا كان من إرث العهد البائد، ليس هذا من شيمنا".



الثقافة والنظافة
مضى الوزير السوري في خطبته للحديث عن دمشق كمدينة للتعايش بين الأديان عبر العصور، محدداً سياسة وزارته على النحو الآتي: "وأما الركن الثاني من أركاننا الثقافية فهو المعرفة في كل يوم، وهو أن يتعلم المرء معرفة تفيده في دينه ودنياه، ألا تغيب عليه شمس دون معرفة جديدة"، وخاطب وزير الثقافة المصلين بالقول: "اليوم سهل الله علينا المعارف، ففي كل زاوية من زوايا هذه الجوالات (الهواتف المحمولة) التي تحملونها هناك في جيوبكم وسيلة للتعلم، وهناك طريقة لمعرفة ربما تكون تاريخاً جديداً، ربما كلمة جديدة، ربما قاعدة جديدة، فالمعرفة المتجددة ركن من أركاننا في الثقافة"، نوه وزير الثقافة السوري في تصريحات أيضاً بضرورة التخلص من ظاهرة رمي القمامة في الشوارع.

كانت السينما السورية قد خسرت في يوليو (تموز) الماضي أبرز معالم ذاكرتها، إذ أصدرت مديرية أوقاف دمشق قراراً طالبت فيه ورثة مستأجري سينما الكندي بإخلاء العقار، وذكرت المديرية "أنها ستحول السينما إلى مركز ثقافي يشع منه نور المعرفة والعلم"، وعلى رغم تنظيم سينمائيين سوريين وقتذاك وقفات احتجاجية تنديداً بقرار الأوقاف، فإن هذا لم يلق آذاناً صاغية عند القائمين على أعرق صالات العرض في البلاد (يعود تاريخها إلى عام 1960 وتضم معدات متحفية ومكتبة سينمائية تحوي مئات الأفلام المحلية والعالمية).

تراجعت من ثم المديرية عن قرارها المذكور، وسمحت بتأجير سينما الكندي مجاناً للمؤسسة العامة للسينما لمدة خمسة أعوام، إلا أن الأوقاف عادت وصادرت الصالة لمصلحة إقامة المحاضرات الدينية، كان ذلك قبل أيام من انتهاء الدورة الأولى من مهرجان أفلام الثورة السورية الذي كان المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الفنان جهاد عبدو، قد أطلقه في دمشق والمحافظات، وضم 22 فيلماً روائياً ووثائقياً.


مقهى السينما

خسارة صالة سينما كندي في دمشق رافقه توقف عجلة إنتاج الأفلام في المؤسسة العامة للسينما لهذا العام، لكن هذا لم يثن فعاليات أهلية عن إقامة أكثر من نشاط خارج صالات العرض الرسمية، أطلقت مجموعة من السينمائيين الشباب فعالية أسبوعية جاءت تحت عنوان "مقهى السينما"، التظاهرة التي شهدت عروضاً لأفلام سورية مستقلة تزامنت مع برنامج لتجارب أكثر احترافية أقيمت في بيت فارحي في حارة اليهود الدمشقية، وكان أبرزها تقديم العرض الأول للفيلم الوثائقي "عمر أميرالاي... الألم، الزمن، الصمت" للمخرجة هالة العبدالله، فيما تنادى سينمائيون سوريون في مقدمتهم المخرج أسامة محمد، لإقامة أمسية أحيوا فيها ذكرى استشهاد المخرج الشاب باسل شحادة ورفاقه في حمص عام 2012 على يد قوات النظام، وعرضوا في هذه الأمسية كثيراً من أفلام شحادة التي وثقت لأحداث الثورة السورية.


انتظر كثير من المسرحيين السوريين بفارغ الصبر إعادة الحياة إلى الخشبات السورية المعطلة، فمنذ عام لم تقم مديرية المسارح والموسيقى بإنتاج سوى عدد ضئيل من الأعمال المسرحية يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، ولعل أبرزها: "آخر ليلة أول يوم" للمخرج رائد مشرف، و"ذاكرة اعتقال" لمخرجه محمد مروان إدلبي، و"تفاصيل حدثت" للمخرج عمر العواني، فيما أنتجت نقابة الفنانين في حماة عرضاً بعنوان "ظلان على الحائط" للمخرج محمود عبدالباقي، وقدمت نقابة الفنانين في اللاذقية عرضاً بعنوان "طقوس الأبيض" لمخرجه هاشم غزال.

يترقب المسرحيون السوريون خطة مدير المسارح والموسيقى الجديد الفنان نوار بلبل لتنشيط عمل فرق المسارح القومية في البلاد، لا سيما أن بلبل كان قد صرح غير مرة لأكثر من وسيلة إعلامية أن يعطيه زملاؤه فرصة لا تقل عن عامين لإنجاز التطوير المأمول، وبعدها إن أخفق فسيستقيل من مهمته. اضمحلال الحركة المسرحية في البلاد لم يرق للمسرحيين في مدينة سلمية (ريف حماة)، إذ استطاع هؤلاء إنعاش مهرجان محمد الماغوط المسرحي في دورته الخامسة بمساندة من جهات أهلية، فيما يستعد مسرحيو حلب اليوم لإعادة إطلاق مهرجان عاصمة الشمال وسط قانون رقابي صارم أصدرته دائرة مسارح حلب، ويستند إلى اللوائح التي كان نظام الأسد البائد يعتمدها في مراقبة العروض المسرحية.


لجنة الرقابة

وجاء في بيان دائرة مسارح حلب: "يطلب من جميع الفرق المسرحية، والجهات الراغبة في تقديم عروض مسرحية بجميع أنواعها الالتزام بما يلي: ’تقديم النص المسرحي بشكل مطبوع إلى لجنة القراءة في دائرة مسرح حلب لدراسته والموافقة عليه قبل المباشرة في التدريبات، وبعد موافقة اللجنة على النص يتم موعد مشاهدة العرض بحضور لجنة المشاهدة المكلفة من قبل دائرة مسرح حلب لتقييم الجاهزية الفنية، ولا يسمح بعرض أي عمل مسرحي قبل استكمال هاتين المرحلتين، والحصول عل الموافقة النهائية للعرض‘".


بيان دائرة مسارح حلب في مراقبة العروض المسرحية كان قد اصطدم بداية بإيقاف عروض مسرحية "كل عار وأنتم بخير" للأخوين ملص في أغسطس (آب) الماضي، ليقوم الشقيقان التوأم بتقديم عرضهما في أحد مقاهي عاصمة الشمال السورية، قرار منع العرض في حلب نفته وقتها وزارة الثقافة عبر بيان، وقالت: "الوزارة لم تصدر أي قرار أو توجيه بوقف العروض المسرحية للأخوين ملص، وما جرى كان سوء تفاهم داخلي بين أحد موظفي الوزارة وفريق العمل، ولا يعكس سياسة الوزارة أو توجهاتها، إذ ترفض الوزارة أي مساس بحرية التعبير، ولا تقم بإيقاف أي مشروع فني استناداً إلى الآراء السياسية، وتعمل الوزارة ضمن خططها وبرامجها على ترسيخ ثقافة حرية الإبداع والتعبير، ودعم المشاريع الفنية التي تسهم في إثراء المشهد الثقافي السوري".

أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب لهذا العام بعض المحاضرات والأمسيات الأدبية والنقدية، لعل أبرزها "ملتقى الكتاب السوريين"، وأطلقت الهيئة الندوة الوطنية للترجمة بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، وجاءت هذه الندوة تحت عنوان "الترجمة في التقانات الحديثة"، وتوزعت جلسات محاضريها على يومين، في وقت لم تتجاوز إصدارات الهيئة لهذا العام 10 عناوين جديدة، وكان أبرزها كتاب "إعادة إعمار المدن الأوروبية القديمة بعد الأزمات" تأليف مجموعة من الباحثين، وكتاب "كتابات النمارة الصفائية ورسومها" لمؤلفه حسين زين الدين، و"كتاب الرأسمالية الأسود" تأليف روبرت كورتس وترجمة مازن المغربي، كذلك أطلقت الهيئة تظاهرة "الحافلة الثقافية" كفضاء ثقافي متنقل يجعل الثقافة أقرب إلى الناس، وشملت هذه التظاهرة مناطق من مدينة دمشق وريفها مع وعود بتعميمها على بقية المحافظات والمدن السورية.


وشهدت دار الأوبرا السورية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الدورة الأولى من مهرجان أيام البردة الدولي، الذي تقيمه وزارة الثقافة للمرة الأولى بحضور نخبة من الشعراء السوريين والعرب، فيما أقامت كل من فرقتي السيمفونية الوطنية وأوركسترا الموسيقى العربية حفلات عدة، كان أبرزها حفلة مشتركة مع عازف الأورغن الإيطالي أوجينيو ماريا، في وقت حضرت ثلاثة عروض مسرحية فقط في صالات أوبرا دمشق، وهي "عوز" لمخرجته ديمة أباظة عن نص للكاتبة البريطانية سارة كين، و"أنا عربي حر" لمؤلفه ومخرجه حسن سمرة، إضافة إلى العرض الغنائي الراقص "وردة إشبيلية" لمخرجه أحمد زهير.

تواظب صالات "زوايا" و"عشتار" و"البيت الأزرق" منذ سقوط نظام الأسد على إقامة كثير من المعارض في ظل غياب معرضي الربيع والخريف اللذين كانت ترعاهما وزارة الثقافة سنوياً بالتعاون مع اتحاد التشكيليين السوريين، ولعل أبرز المعارض لعام 2025 هو ما أقامته مديرية الفنون الجميلة في متحف الفن الحديث (مجمع دمر الثقافي)، وجاء في صيغة استعادية لأعمال 43 فناناً وفنانة من أجيال ومدارس فنية متنوعة تعود لفترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فيما برزت معارض "حين يتنفس الحديد" للنحات وضاح سلامة، ومعرض الفنان نبيل سمان المستوحى من الأساطير السورية القديمة، إضافة إلى معرض مشترك (غاليري عشتار) ضم أعمال كل من الرسامين عصام درويش وزهير حسيب وسنا أتاسي، وعبدالله أبو عسلة، وسراب الصفدي، وإسماعيل نصرة.




وتأتي هذه المبادرات لاستعادة دور صالات العرض التشكيلي في البلاد، وذلك في وقت تزدحم فيه منصات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي بصور لأعمال فنية مسروقة من المتاحف والوزارات والقصور الرئاسية في سوريا بعيد سقوط النظام، ولقد تعاون مجموعة من فنانين وباحثين وآثاريين للوقوف في وجه تهريب هذه الأعمال إلى الخارج، فأسسوا صفحة على "فيسبوك" حملت اسم: "الأعمال الفنية المسروقة من سوريا"، وأصدروا بياناً قالوا فيه: "نعمل على توثيق ومتابعة السرقات التي طاولت التراث السوري، وندعو لحفظ الأعمال المسروقة وتسليمها إلى الجهات المعنية عند استقرار الأوضاع"، ومنذ عام ينتظر الفنانون تصدير قائمة رسمية من قبل وزارة الثقافة بالأعمال الفنية المسروقة، ووضع هذه الأعمال على لائحة القائمة الحمراء لمنظمة "اليونيسكو" عملاً لاستعادتها.

الأعمال الفنية المسروقة ليست أفضل حالاً من مئات بل قل آلاف القطع الأثرية المسروقة من مواقع مختلفة من شتى بقاع البلاد، ولقد هزت أخيراً حادثة سرقة قطع أثرية ثمينة تعود إلى العصر الروماني من متحف دمشق الوطني الأوساط الثقافية، وعلى رغم إطلاق وزارة الداخلية حملة أمنية لتعقب الفاعلين، فإن التحقيقات لم تسفر عن شيء حتى الآن، ولا يزال مصير كثير من القطع الأثرية بينها لوحات وجداريات فسيفساء وتماثيل مجهولاً، في وقت أعلن فيه وزير الثقافة عن استعادة 1234 رقماً أثرياً، إضافة إلى 198 قطعة أثرية إلى متحف إدلب، مشيراً إلى دور الأهالي في استعادتها.



شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



Baraka16


Orient 2022


معرض حلب


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس