111 طالباً وطالبة هم أوائل سورية في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي لعام 2021 أتوا مع عائلاتهم من مختلف المحافظات السورية حيث استقبلتهم السيدة أسماء الأسد في موعد يتجدد كل عام مع شباب سورية المتفوق والمتميز.
وقالت السيدة أسماء خلال حديثها مع الطلاب الأوائل وعائلاتهم: في كل استقبال لي أرى نفس التحدي والإصرار والأمل والطموح ونفس لمعة الانتصار ولمعة الفخر التي رأيتها في عيونكم وعيون أهاليكم اليوم، أنتم أملنا بمستقبل أفضل، أنتم الجيل الذي تهيئه سورية حتى ينفض عنها غبار الحرب، أنتم الأوائل الذين حققوا العلامة التامة التي هي طموح أي طالب متفوق، العلامة التامة هي جزء فقط من التمام، التمام هو مفهوم أوسع وأكبر واشمل من العلامة التامة، هو مفهوم ألا تستسلموا في منتصف الطريق أو تتعبوا بآخر لحظة وبالتأكيد هو مفهوم ألا تقبلوا بأنصاف الحلول أو أنصاف النتائج.
وأضافت السيدة أسماء: الاتقان التام الذي أقصده هو الذي يفرق بين شخص عادي يقبل بأي نتيجة وشخص مميز لا يقبل الا بالكمال ولو كان يعرف أنه لا يستطيع أن يصل إليه ولكنه يستمر بالسعي إليه، التفوق عندما يكون مجرد حالة مؤقتة لا يمكن أن نبني عليه على المستوى الوطني، حتى يتحول هذا المفهوم الى واقع وحقيقة ويطبق على أرض الواقع فإنه يتطلب منظومة تفكير كاملة تجمع بين رغبة الطالب وحاجة المجتمع أي ليس هناك عمليا اختصاص أهم من اختصاص بالعلم، الاختصاص المهم هو الذي ننجح ونبدع فيه وبنفس الوقت هو الذي يحتاجه المجتمع أكثر من غيره.
وتابعت السيدة أسماء: هذه المنظومة مبنية على الوعي الوطني، كثيرون من الذين سبقوكم في السنين الماضية بمسيرة التفوق وقفوا مع بلدهم بنجاحهم، البعض وقفوا بإبداعهم، والبعض ضحى بحياته من أجل بلده، وهنا لا بد أن أتذكر طلاب وأساتذة مركز البحوث الذين استشهدوا لأجل العلم والوطن.
وقالت السيدة أسماء: الوعي الوطني مبني على محبتنا لبلدنا، لكن الأهم مبني على فهمنا له، هناك كثيرون أحبوا بلدهم لكنهم لم يستطيعوا أن يساعدوه لأنهم لم يفهموا ظروفه ولا مجتمعه، وطبعا هناك قليلون جداً تميزوا علمياً لكنهم أداروا ظهورهم لبلدهم عندما احتاجهم، المهم أن تكملوا بنفس العزيمة والوضوح والرؤية لأهدافكم، صحيح أننا نستطيع أن نخدم بلدنا بالعلم لكننا إذا لم نفهم مجتمعنا ولم نعرف نقاط الضعف والقوة فستكون قدرتنا على العطاء محدودة أو منقوصة.
وأوضحت السيدة أسماء: البلد يتطلب منكم اليوم أكثر بكثير على المستوى العلمي ويحتاج إلى إصرار وتركيز وتصميم وتحد، وأنتم تفوقتم لأنكم امتلكتم كل هذا، وهو بحاجة إلى أكثر من ذلك، بحاجة إلى أفكار خلاقة وإبداع ومبادرات ومحبة وتفان وعطاء، والتحدي أن تستمروا بهذا التميز وهذه المبادئ والعقلية التي ذكرتها في كل مراحل الدراسة وأنتم مقبلون على معترك الحياة.
وخاطبت السيدة أسماء الأهالي : أهنئكم من قلبي، أنتم الثروة الوطنية التي تنبت أبناء متميزين كهؤلاء، ولأنني كأم أعرف دور الأهل في التفوق أقول لكم مبروك أكبر من مبروك الطلاب، لأن نتيجة اليوم حصاد سنين تعبتم فيها واليوم هو يوم نحتفل فيه لكنه أيضاً نتيجة أيام وليال وشهور كنتم تزرعون فيها بأولادكم قيماً ومبادئ ومحبة وتحدياً، والشكر موصول بالتأكيد للأساتذة والمعلمين الذين استطاعوا أن يؤدوا الأمانة بأمانة، فمني لهم كل التقدير على عطائهم وتعبهم وجهدهم معكم الذي ساهم بوصولكم إلى هنا.
وختمت السيدة أسماء حديثها بالقول: كم أنا وسيادة الرئيس فخوران بكم وأتوقع أن السوريين فخورون أيضاً، ولكن الأهم منا جميعاً أن تكون سورية فخورة بكم، وسورية لا تفتخر فقط بالعلامة التامة، بل تفتخر بالذي يحميها ويصونها ويرفع اسمها عالياً، أتمنى لكم كل التفوق وأهلاً وسهلاً بكم.