كثير من المدخرين اليوم يرغبون باستثمار ما يملكون ... إلا أن المشكلة لديهم أنهم لا يعرفون .. أين يستثمرون مدخراتهم ؟.. وكيف ؟. وهذا ما دفع الكثيرين منهم إلى استبدال ما يملكون بالعملة الأجنبية  .. فحدث ما حدث بالنسبة لسعر الصرف .. إلا أن من يصمم على استثمار مدخراته لا يجد أماه سوى معارفه ، من العاملين في الوسط التجاري والصناعي ، للاستماع إلى نصائحهم ... واختيار مجالات العمل الم م كنة و " الرابحة "   .. و من هنا فإن نتيجة هذه المشاريع الصغيرة قد تكون موفقة أحيانا  .. و أحيانا أخرى قد تتعثر ، إمـا لان النصيحة لم تكن صـادقة ، أو لان " المستثمر " لم يتقن فن  إدارة مشروعه ... المهم في الأمر .... أننا نعاني من نقص حاد في مكاتب الدراسات المعنية بتقديم " رؤية مسبقة "   عن فرص الاستثمار المتاحة لأصحاب المدخرات الصغيرة والمحدودة.... فمن غير المعقول أن يلجأ هذا المدخر "الصغير " إلى مكاتب ل دراسات الجدوى  الاقتصادية الكبيرة ليحصل على نصيحة قد تكلفه نصف رأسماله .. وقد تكون غير مناسبة له ... !! عندما كنت أناقش هذا الموضوع مع أحد مؤسسي المراكز الاستشارية رد علي بقوله "  مو لتكون مراكزنا شغالة بالأول ".. صديقي اشتكى من " الفكر " الذي يسيطر على بعض أصحاب الأعمال الذين تتعدد مطالبهم حتى تصل مرحلة " اللامبالاة " أو إهمال الجهود ... فهناك من يطلب دراسة جدوى خلال أيام ... و أخر يريدها لكنه لا يدفع أكثر م ـ ن ( ) ... وثالث يأخذها ولا يدفع ... هنا تدخلت وقلت له " يعني فتحو دفاتر للدين " ...رد علي وقال " نعم .. وقد تسخر من ذلك ، لكن هذا هو واقع بعض المراكز الاقتصادية " ... عندما تواجه رجال القطاع الخاص بهذا الوضع يقولون لك .. هذه المراكز غير جديرة ودراساتهم غير علمية ، فيما أصحاب المراكز يشتكون من غياب المعرفة لدى بعض أصحاب الأعمال ... الاستثمار في " النصيحة " و على أهميته لأنه يعاني من أمرين : الأول .. أن التجاوب من طرف الفئة المستهدفة قليل ، و أحيانا غير موجود تماما .. والأمر الثاني .. أنه أصبح متاحا أمام الجميع ، سواء أكان " رجاله " يفهم ون بدراسات الجدوى الاقتصادية أم لا .. المهم أنه م يريد ون ها نافذة اجتماعية وبرتوكولية ...!! فتحول بذلك الاستثمار في " النصيحة " إلى استثمار لـ " الظهور "   و" الوجاهة "و أحيانا لـ " التنصيب "  ..!!.
 
  زياد غصن
 zghisn@scs-net.org