سيرياستيبس :
نجوة عيدة
منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً وحلم اقتناء منزل سكني هو ضرب من ضروب
المستحيل، ولن نغالي إذا قلنا إن استئجار بيت صغير كابوس ينغصُ حياة
الكثيرين نتيجة “طيران” الإيجار دون رقيب، وفي الوقت الذي نسي فيه الشارع
وجود وزارة معنية بالسكن في بلدنا، “تصفعنا” التكنولوجيا صفعة “الصحوة”
للتنبه إلى أحدث الابتكارات الواعدة في عالم السكن وهي البيوت القابلة
للطيّ.
الخبير
في الطاقة النظيفة الدكتور المهندس مظهر حمو بيّن أنه
وفي ظلّ التحديات الكبيرة التي تواجهها مناطق عدة حول العالم، نتيجة
الأزمات والنزاعات والكوارث الطبيعية، برزت الحاجة إلى حلول سكنية فعّالة
يمكنها تلبية الطلب السريع على المسكن الآمن والمريح، وخاصة في سياق إعادة
الإعمار، وتشكّل فكرة المنازل القابلة للطيّ واحدة من الابتكارات الواعدة،
فهذه الوحدات السكنية المتنقلة والمسبقة الصنع توفر حلولاً يمكن تطبيقها في
زمن قياسي، وقد بدأت بعض الشركات الصينية بتطوير نماذج اقتصادية وعملية،
مما يزيد من جاذبية هذه المنازل كحلّ مستقبلي، وفي الحالة السورية التي
تسعى فيها البلاد إلى إعادة بناء المناطق المتضررة، أكد حمو أن فكرة
المنازل القابلة للطيّ خيار عملي نظراً لتكاليفها المنخفضة وسهولة تركيبها
وسرعة تنفيذها ويمكن توظيفها في المرحلة الإعمارية المقبلة.
ولأن
الملايين يسعون للحصول على منزل، أكد حمو أن المنازل القابلة للطيّ يمكن
أن توفر حلاً سريعاً لمشكلة الإسكان في المناطق التي تمّ تدمير البنية
التحتية فيها بفعل الحرب الإرهابية، حيث يمكن تركيبها وإسكان العائلات بشكل
شبه فوري، إضافة لإمكانية إنشاء قرى سكنية مؤقتة وتحويلها لوحدات دائمة
عند استقرار الوضع لتكون حلاً مناسباً لتمكين الأهالي من إعادة بناء حياتهم
تدريجياً.
وفي
ظلّ تكاليف إعادة الإعمار المرتفعة، نوه حمو بأن الاستثمار في مجال البيوت
مسبقة الصنع قد يكون خطوة استراتيجية نحو إعادة الإعمار السريع لدينا، ومع
استمرار تطوير هذه التكنولوجيا يمكن أن تصبح المنازل القابلة للطيّ جزءاً
من الحلول السكنية المستدامة التي تراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية
للمجتمعات المتضررة، مضيفاً أنّ دمج المنازل القابلة للطيّ في خطط إعادة
الإعمار يمكن أن يسهم في خلق بيئة سكنية آمنة وسريعة التركيب، مع توفير
تكاليف البناء التقليدي، وهو ما قد يتماشى مع رؤية بناء سورية المستقبل،
فهي أكثر اقتصاديةً بالمقارنة مع البناء التقليدي وتسمح بتوفير الموارد
لتلبية احتياجات أخرى.
وبيّن
حمو ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تكيّف تلك البيوت مع المناخ السوري
المتنوع، حيث يمكن تطويرها لتكون مقاومة للحرارة في المناطق الجنوبية
وملائمة للبرودة في المناطق الجبلية، والاعتماد برأيه على وحدات قابلة
للطيّ ومنخفضة الأثر البيئي يمكن أن يساهم في تخفيف الأثر البيئي لعملية
إعادة الإعمار، وهو أمر مهمّ للحفاظ على الموارد الطبيعية المحدودة في
سورية.
وأوضح
حمو أن المنازل القابلة للطيّ هي وحدات سكنية مصنّعة مسبقاً تُصمّم ليتمّ
تجميعها ونقلها بسهولة وتُشحن هذه المنازل مغلقة وتفتح في موقع التركيب،
وتتكوّن غالباً من هيكل أساسي قابل للفتح والطيّ مصنوع من مواد متينة، مثل
الألومنيوم والحديد المقوى، كما تُستخدم مواد عازلة للحرارة ومقاومة
للعوامل الجوية، وتأتي هذه الوحدات بمساحات تتراوح حسب الحاجة، بدءاً من
المنازل الصغيرة المناسبة للأفراد وحتى الوحدات الأكبر التي تستوعب
العائلات، كما وتُصمّم هذه البيوت بشكل يتيح تركيب المرافق الأساسية مثل
المطابخ والحمامات والكهرباء والتهوية بسهولة، مما يجعلها وحدات مستقلة
قابلة للتنقل والتركيب في أي مكان تقريباً وخلال ساعات، مشيراً إلى
تكاليفها المنخفضة وحاجتها القليلة للعمالة البشرية في الموقع، ما يخفّض
أيضاً من التكاليف الإجمالية.