نعترف أن
العولمة تيار أغرق بلاد الله الواسعة وبات من العسير على أي سندباد بحري أن ينجو
بسفنه من قراصنة العولمة !!
وندرك
تماماً أن سورية تواجه ضغوطاً خارجية
كبيرة سياسية واقتصادية ما يولد ضغوطاً داخلية تطالب وتلح؟!
ونوافق السيد
رئيس مجلس الوزراء على أن هناك ضغوطاً أمريكية وفرنسية مورست لتأخير إنشاء محطات
توليد جديدة إن كان في دير علي أو في القامشلي ولكن يحق لنا أن نسأل ألم يكن أمام
الحكومة أو الوزارة المختصة خطة للبحث عن بدائل خاصة وأن هذه الضغوط ليست جديدة
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن كوبا وفنزويلا عانتا وما تزالان من الضغوط
الأمريكية !!
إذاً لماذا لم
تبدؤوا منذ زمن باستبدال خياراتكم !! هناك الصين وروسيا وماليزيا وإيران والهند
وغيرها ..
ثم إن الأزمة
الكهربائية ليست وليدة اللحظة أو طارئة حسب كلام السيد الوزير بل هي ناتجة عن
تقصير في رصد مبالغ كافية في الخطة الخمسية التاسعة الماضية ( وفقاً للوزير ) .
وإذا ما سلمنا
بوجود الضغوط السياسية فهل ينطبق ذلك كله على كامل المحطات أم على الجديدة منها
المنوي إنشاؤها فقط ؟!
في هذا السياق
نذكر أنه كان من المزمع توقيع عقد لإقامة محطة توليد للطاقة في السويدية منتصف
حزيران الماضي مع شركة آزاراب الإيرانية وكان ينبغي أن تكون أول محطة توليد خاصة
أي برأسمال إيراني حيث تقوم الحكومة السورية باستجرار الطاقة منها عبر عقود طويلة
الأمد لكن ذلك لم يتم !!
منذ سنة
والمناقشات تجري في هذا الإطار لكنها لم تفلح وعلمنا بأن فريقاً سورياً سيتوجه إلى
إيران قريباً لمتابعة المناقشات فهل سيفلح ؟ ثم هل فكر أحد ما بأهلية وكفاءة ذلك
الفريق ؟!
لقد لخص لي
أحد المعنيين بتوليد الطاقة من غير السوريين مشكلة سورية الكهربائية وأسبابها
بالقول :
هناك غياب
لخطة استراتيجية ، عدم القيام بالصيانات الدورية اللازمة ، عدم توفر قطع الغيار ،
ثم غياب العمل المؤسساتي الذي يضمن استمرار إنتاج أجيال جديدة شابة من الخبرات فكل
مدير أو فني مؤهل يعمل لوحده أما الخبير في عمله يحارب ، وما يتوج ذلك كله ( بحمده
وشكره ) فهو الروتين القاتل ؟!
كسوريين ندرك
ما يمارس على سورية نتيجة كل المواقف التي تدفع ثمنها والسوريون مستعدون دوماً
لتحمل كل الصعاب في سبيل الوطن وحرية
قراره وسيادته ، لكنهم ما عادوا يتحملون وجود وزير أو مدير أو أي مسؤول أي مفصل
هام وحيوي لا يقوم بما أنيط به من مسؤوليات ويتعالى صوتهم : أين المحاسبة ؟! وإلى
متى ؟!
سوزان
إبراهيم
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=160&id=174