سيرياستيبس :
عندما تسرق الولايات المتحدة علانية 200 ألف برميل نفط من حقول النفط السورية بشكل يومي و40 ألف طن من القطن وتضرم النار في آلاف الهكتارات من حقول القمح وتسرق خمسة ملايين من رؤوس الماشية وتتفاخر بـ “تقسيم سورية” وإضعاف قيمة الليرة السورية عمداً وعندما تفرض إجراءات اقتصادية قسرية تهدف إلى خنق الشعب السوري وتحتل أجزاء من الأراضي السورية وتحمي شريكها التركي الذي يحتل أراضي أخرى وعندما تقوم مندوبة الولايات المتحدة بالرغم من كل ذلك بالحديث عن قلق إدارتها من تدهور الوضع المعيشي للمواطن السوري وتعزو هذا التدهور إلى ما تسميه “النظام” يصبح السؤال المشروع هنا، أليست هذه أعراض انفصام سياسي؟ ألا يشير ذلك إلى حالة مرضية حادة؟.
هذا ما قاله الدكتور بشار الجعفري مع سريان قانون قيصر الذي يبدو أقل وطأة مماتقوم به الولايات المتحدة على الارض بينما تسرق النفط وتحرق القمح وتدعم قسد .
في كل الأحوال لقد خضع قيصر للكثير من التهويل بينما يعلن الحافاء وتحديدا ايران وروسيا وقوفهما الى جانب سورية في الحرب الاقتصادية وبينما يدرك الجميع أن الدولة السورية تدرك جيدا أن بإمكانها التعامل مع العقوبات والتخفيف منها ما ستكشفه الايام القادمة..
تبدو أهداف القانون واضحة، ولا مشكلة لدى واشنطن إن بقي الرئيس الأسد ، لكن المطلوب هو عدم توفيره قاعدة لإيران. وهو ما يعني شيئاً واحداً فقط: تخلّي الرئيس الأسد والدولة السورية عن دعم حركات المقاومة.
من موسكو أعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، وقوفها الى جانب دمشق، في مواجهة «قيصر». لكن ظريف أعرب عن القلق «بشأن محاولات واشنطن زيادة الضغوط على سوريا»، مؤكداً خلال محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده لديها اعتقاد قوي بأن «الولايات المتحدة تفعل كل شيء لزعزعة استقرار المنطقة». وقال ظريف: «نحن قلقون بشأن بعض التطورات السياسية والاقتصادية... العقوبات والضغوط الأميركية تؤثر في الشعب السوري. ويجب أن نتأكد من أن الولايات المتحدة... لن تحقّق أهدافها». ونقلت وكالة «سبوتنيك» عنه أن بلاده «تعمل مع الأصدقاء لتطوير الوضع الاقتصادي... لسوريا خط ائتماني في إيران، وسنفعّل كل وسائل التعاون». التصريحات الإيرانية تأتي في الوقت الذي تشق فيه ناقلة نفط إيرانية طريقها نحو السواحل السورية، فيما يجري الحديث عن تجهيز ناقلات إيرانية أخرى في الأيام المقبلة. وبينما صدرت هذه المواقف الإيرانية من موسكو، اكتفى المسؤولون الروس بالحديث عن متابعة المفاوضات السياسية عبر مسار أستانا، من دون الإشارة مباشرة إلى «قيصر» وتداعياته وسبل التعامل معه.
منتصف ليل أمس، دخل قانون «قيصر» الأميركي حيّز التنفيذ رسمياً. منذ اليوم، أصبحت سوريا، أكثر من أي وقت مضى، تحت الحصار الأميركي الكامل. منذ اليوم، كل من يتعامل مع الحكومة أو الشركات السورية، أو يسعى إلى تأمين مستلزمات معيشية أساسية للشعب السوري، سيكون عرضة لعقوبات قاسية. في المقابل، مع افتتاح واشنطن مرحلة جديدة من الحرب، يعلن حلفاء دمشق وقوفهم إلى جانبها ودعمها في مواجهة الحصار، كما وقفوا إلى جانبها عسكرياً
يتحدث الكثيرون عن عقوبات قيصر وما تحمله من أذى للشعب السوري المتعب من عشر سنوات حرب .. ولكن بالمقابل كثيرون يتحدثون عن اجراءات كثيرة بامكان الدولة السورية فعلها سواء على الصعيد الداخلي عبر الاعتماد على الذات واستغلال الامكانيات الكبيرة التي تزخر فيها سورية لمواجهة العقوبات والتقليل من أثار قيصر وهو ما يحدث فعلا .. الى جانب استمرار التعاون مع الحلفاء الذين أعلنوا الوقوف الى جانب دمشق في حربها الاقتصادية فثمة تفاصيل كثيرة جرى العمل عليها خلال الفترات الماضية وقدم من خلالها الدعم الاقتصادي لسورية على أكثر من مستوى سواء من ايران او روسيا..
وفي كل الاحوال ليست العقوبات بجديدة على السوريين وأصبح لديهم الخبرة في التعامل معها والتاريخ يشهد لهم ؟
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=137&id=183446