كتب نبيل صالح اليوم رأيت شريط عمري وأنا أقلب أوراق إضبارتي في جريدة "تشرين" على امتداد ربع قرن، بعدما سمح لي موظف الذاتية بفتحها ريثما ينتهي من توقيع معاملة تقاعدي.. عددت 26 عقوبة خطية، بالإضافة إلى الكثير من الإنذارات، عدا التوقيفات الشفهية عن النشر التى أصدرها العديد من وزراء الإعلام ورؤساء الحكومات بحقي، وتذكرت زياراتي غير المشوقة إلى فروع الأمن بسبب كتاباتي، مضافا إليها عشرات الدعاوى المقامة ضدي حيث بلغت في سنة واحدة أحد عشر دعوى زرت جل محاكم القطر بسببها وخرجت منها جميعا براءة، مع تهديدات من المتضررين بالإنتقام؛ ويمكن إضافة مئات المقالات والزوايا الممنوعة من النشر إلى سيرتي المفعمة بالقتال.. فقد كنت كاتبا مستعصيا على الترويض كذئب أغبر .. وبعدما تم تجميدي على يد الوزير عدنان عمران الذي قال لي في العام 2002: اذهب واجلس في بيتك، أطلقت جريدتي الإلكترونية "الجمل" عام 2006 مع زاوية "شغب" الساخرة، حيث كتبت فيها بلارقابة، وكنت استدعى دوريا إلى فرع المعلومات بصفة متهم! ثم بعد موقفي في الحرب باتوا يعاملوني كبطل! ثم أعادوا تصنيفي كعدو بعد دخولي مجلس الشعب! فقد كنت "ضد الجميع بالتساوي" حسب شعاري المستمر على موقع "الجمل" .. بعدما أنهى الموظف توقيع أوراقي أغلقت ملفي وأنا أتساءل: هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء ؟ حكاية: كنت أجلس على شرفة المؤرخ السوري الأب جوزف حجار في معرة صيدنايا، بعدما أنجدته بمقالة بعنوان "محنة الأب حجار" بعد اعتداء وكيل عبدالحليم خدام على أرضه وعليه، وبينما هو يثني علي ـ بعد تدخل الرئيس الراحل حافظ الأسد (خطيا) لمعاقبة الجاني ورد حقوق الأب حجار ـ قلت له: ولكني أشعر بالبؤس ياأبتي ! فقال لماذا ؟ قلت: لقد تغلبت على الكثير من الأشرار في حياتي وحجزت على أموالهم وأدخلت بعضهم السجن، ولو لم أكن أكثر شرا منهم لما تغلبت عليهم.. ورغم كلام الأب حجار يومها لإقناعي بقوة الخير وغير ذلك من الأدبيات الدينية لم أقتنع بعد.. ماذا أفعل فقد ولدت سورياً.. |
|
نبيل صالح- عضو مجلس الشعب السابق (في صفتحته على /فيسبوك/ ) |
المصدر:
http://syriasteps.com/index.php?d=152&id=185831